حقيقة الرد الإيراني على الولايات المتحدة

بعد قيام الولايات المتحدة باستهداف قاسم سليماني في 3-1-2020 قائد فيلق القدس في بغداد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده حددت 52 هدفا لضربها داخل إيران إذا تعرضت القوات أو المنشآت الأمريكية إلى أي هجوم. جاء الرد الإيراني بضرب قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق وقاعدة التحالف في أربيل وإعلان ظريف بأن الرد الإيراني انتهى حيث يهدف هذا التصريح لامتصاص الغضب الأمريكي.

فهل ستقوم الولايات المتحدة بالرد وتنفيذ تهديد ترامب باستهداف 52 هدفاً داخل إيران؟

قاسم سليماني الذي بدأ اسمه يسطع داخل إيران وخارجها خلال ما يسمى بالربيع العربي حيث أصبحت ملفات الشرق الأوسط في العراق وسوريا ولبنان واليمن بيده فهل أصبح سليماني يشكل تهديداً للولايات المتحدة في المنطقة أم أصبح يشكل تهديداً لخامنئي أو للسلطة الحاكمة في إيران أو أن تصفيته باتت ضرورية للولايات المتحدة أو لإيران أو لكليهما معاً؟. بالعودة إلى الرد الإيراني وقصف عين الأسد نجد أن قاعدة عين الأسد كانت خاليه من الجنود الأمريكيين ولم تُفعّل منظومة الدفاع الجوي في القاعدة لإسقاط تلك الصواريخ بل ظهرت تصريحات بأن القصف الإيراني للقواعد الأمريكية لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية، مما يعني أن هناك تنسيقاً بين إيران والولايات المتحدة حول قصف القاعدة، إذا لم ينفذ ترامب تهديده بعد استهداف المنشآت الأمريكية، وهو أمر مستبعد كون التصريحات الأمريكية والبريطانية والكندية وألمانية والتحالف الدولي لا تصب في هذا الاتجاه بل أن الولايات المتحدة ستمتص هذه الضربة بتوجيه الإعلام نحو فشل الرد الإيراني بحيث لا يتطلب من الولايات المتحدة أي رد على إيران. أما إيران فسيتم توظيف إعلامها على قوة إيران وقدرتها على الرد واخذ الثأر ضد أي تهديد حتى وأن كانت الولايات المتحدة وذلك لإرضاء مناصريها في المنطقة. ومع عدم وجود رد أمريكي على الضربة فأن السياسة الأمريكية  التي تقوم على الفوضى الخلاقة للحفاظ على مصالحها وتوجيه بوصلة الدول العربية نحو إيران كخطر كبير بدلاً من إسرائيل وتنفيذ أجندتها في المنطقة بالأخص في دول الخليج وخنقها اقتصادياً من خلال توجيه دول الخليج لشراء السلاح من الولايات المتحدة أو من الدول الغربية والمطالبة بزيادة عدد الجنود الأمريكيين في المنطقة مما يعني ضخ دول الخليج مليارات الدولارات للولايات المتحدة مقابل حمايتها من الخطر الإيراني وقد تسرع بنشوء تحالفات عسكرية عربية بقيادة الولايات المتحدة ضد الخطر الإيراني التركي الروسي في المنطقة، كما تهدف الولايات المتحدة إجبار إيران للجلوس على طاولة المفاوضات، كما أن الأحداث الأخيرة بعد مقتل قاسم سليماني والضربة الإيرانية والتدخل التركي في ليبيا  قد تدخل في خدمة صفقة القرن عام2020 وتوظيف عملية مقتل سليماني إلى جانب عملية مقتل البغدادي لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى