زيارة رئيس إيران إلى دمشق . التفاهمات . وما خفي أعظم

قام رئيس إيران بزيارة دمشق ، بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد تعد الأولى من نوعها من رئيس إيراني بعد 13عاما من الأزمة السورية ، وسط حراك اقليمي وعربي ودولي ومحلي تتصاعد وتيرته يوماً بعد الآخر ، فالحرب الروسية الأوكرانية مستعرة والاتهامات بين الجانبين بالغة الخطورة ،والقمم العربية المصغرة مستمرة دون أن تأتي ثمارها  ،كمان أن اللقاءات الرباعية بين روسية وتركية وايران وسورية لم تتوقف محاولات انعقادها بالضغوط الروسية قبل حلول الانتخابات التركية وسط هذا الزخم من الحراك جاءت زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ابراهيم رئيسي إلى دمشق والتي تعتبر ذات دلالات هامة ، وتحمل رسائل سياسية ، للقمم العربية والخليجية ، ولتركية وللولايات المتحدة الامريكية ودولة اسرائيل وربما لروسيا أيضاً بأن إيران لها الدور الأهم في سوريا وربما هي تنفيذ أيضاً للاتفاق السعودي الايراني كمبادلة للنفوذين فيتعزز النفوذ السعودي والخليجي في اليمن مقابل النفوذ الايراني وتعزيزه في سورية واكثر دلالة على ذلك الاتفاقيات والتفاهمات المبرمة بين الجانب الايراني والجانب السوري التي تناولت أهم القطاعات الاقتصادية والاستراتيجية في سوريا شملت النفط والطاقة والزراعة والسكك الحديدية  والكهرباء هذه الاتفاقيات والتفاهمات شملت اتفاقيات أمنية واستراتيجية طويلة الامد بين وفدي الدولتين لأن الجانب الايراني ضم الوفد المرافق له أكثر من ممثلي الجانب السياسي والاقتصادي مع مسؤولي المطارات والموانئ والسكك الحديدية والمزارات والمراقد الدينية الشيعية وتجديدها واعادة اعمارها كمرقد السيدة زينب ومرقد رقية وغيرها لأنها بدورها تعد مطية لتعزيز التواجد الايراني  إلى جانب مسؤولي الامن والاستخبارات والحرس الثوري الايراني التي تحاول إيران تعزيز وجودها في جنوب سوريا وخاصة في الجولان السوري ، وعلى حدوده الامر الذي يستفز الجانب الاسرائيلي .ويؤكد الهيمنة الايرانية ويعززها ، قبل أن تميل سورية إلى الحضن العربي ، كمان ان ايران تثبت هذه الاتفاقيات والتفاهمات ، قبل حصول التسوية السورية ليكون لها النصيب الاكبر من إعادة الاعمار التي سوف تقوم بها الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوربي  والدول العربية الخليجية ، كما أن هذه الاتفاقيات والتفاهمات الطويلة الامد ستدرج ضمن الديون المدرجة على سورية باسم خطوط الائتمان .مما يعني تبعية سورية كاملة وهيمنة ايرانية ،يعني أن الرئيس الايراني جاء لاسترجاع الديون الايرانية بالاتفاقيات والتفاهمات المبرمة والهيمنة على ما تبقى من النفط والكهرباء واقتناء مساحات شاسعة من الاراضي السورية لقاء ما قدمته ايران من اسلحة ونفط ومود اخرى لوجستية خلال السنوات المنصرمة من الازمة السورية والملاحظ حتى أن الفوسفات السوري ذو الاحتياطي العالمي استحوذت ايران عليه بعد أن  تخلت روسيا عنه جراء انشغالها بأزمتها الاوكرانية ولا شك أن بعض بنود الاتفاقيات الاستراتيجية والامنية لم يكشف النقاب عنها وتظل أوراق إيرانية تبرزها حين اللزوم  وفق تغيير الظروف مما يمنحها السيطرة الكاملة ، ناهيك عن اتفاقيات وقعت تحت عنوانين علمية أو ثقافية وسياحية تتعلق بزيارة الحجاج الايرانيين إلى ست زينب جنوب دمشق التي اخذت استعداداتها الكاملة لاستقبال الرئيس الايراني ، رافقه الكثير من الخطب الرنانة التي ترسخ التبعية السورية لإيران كما أشار وزير الاوقاف السوري مخاطبا الرئيس الايراني ومرحباً “بأنك لست ضيفا بل أنت صاحب البيت “والذي بدى متملقاً أكثر من اللزوم ،ومن الأمور المخفية التي لم يعلن عنها بناء محطات كهربائية ، كما طلبت ايران استثمار اكثر من 5ألاف هكتار من الاراضي الزراعية غير ملكيات الاراضي في المدن السورية الأخرى وتوسعة المراقد الدينية كما هو توسيع مرقد رقية في حي العمارة الدمشقي بمساحة أكثر من 6آلاف متر كما تبلغ حصة سورية من الاستثمارات حوالي 16مليار دولار  تترقبها إيران من اجل استراد ديونها ،وي يبقى أن نقول أن دولة إسرائيل رافضة كلياً للتواجد الإيراني في سورية ، فالأمر  واضح للعيان والدليل استمرار الهجمات الاسرائيلية على المواقع والمخازن الايرانية ، في مطار حلب الذي خرج عن الخدمة جراء الضربات الاسرائيلية الجوية ، وكان نصيب بلدة السفيرة  القريبة من حلب مماثلاً جراء هذه الهجمات أما المنافس  الأقوى للمصالح الايرانية في سورية هي روسيا الاتحادية وقاعدتها العسكرية في حميميم ، سوف لن يسرها أن يتفوق النفوذ الايراني على حساب نفوذها وتواجدها ، خاصة ما يتعلق الامر بموضوع الموانئ والمطارات والنفط والفوسفات وغيرها ، وهي أي روسية ممكن أن تأجل هذه المسائل حين التفرغ من ازمتها الحرب الروسية الاوكرانية ,أما الأردن ومصر والسعودية ، فهي تحاول إعادة سورية إلى الحضن العربي ، والجامعة العربية ، والغالب أنها لن تفلح في غرضها ، بسبب الهيمنة الايرانية ، وتتمنى لو يتوقف النظام عن تسريب شحنات الحبوب المخدرة إلى السعودية والخليج العربي ، أما الولايات المتحدة فهي رافضة لسياسة كل من النظامين السوري والايراني وتعمل بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية اعادتهما إلى جادة الصواب وفق قرارات الامم المتحدة وتطبيق قرار 2254 الدولي الصادر من مجلس الامن ، فيما لو عادت سورية إلى جادة الصواب ونفذت القرار الدولي ، سوف تنتفي الكثير من القضايا الداخلية خاصة أن الادارة الذاتية في شمال وشرقي سورية لحل الازمة السورية والتي أثارت ردود فعل ايجابية في العموم ، محليا وعربيا وربما دولياً أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى