إيران ومحور المقاومة
الموت لـ........!!! لكن لن ننجر لحرب مع إسرائيل!!

الموت لأمريكيا الموت لإسرائيل أهم شعارات ما يسمى بمحور المقاومة. لا يمكن اغفال قوة إسرائيل في المنطقة والدعم ألا محدود من قبل الولايات المتحدة والغرب لها والتواجد العسكري الأمريكي الكبير في منطقة الشرق الأوسط لحماية إسرائيل وحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة والعالم، وإن أي اعتداء على إسرائيل يقابله تصعيد عسكري كبير على المنطقة.
يشكل السابع من أكتوبر أو يمكن تسميتها بلعنة السابع من أكتوبر نقطة التحول في السياسة الإسرائيلية في المنطقة ونقطة التحول في ما يسمى بمحور المقاومة، فبعد الانتهاء من حركة حماس عسكرياً بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي فقد تم تدمير قرابة 90 % من قوة حماس العسكرية “مخازن الأسلحة والانفاق وقادتها وعلى رأسهم إسماعيل هنية”, بدأت تصفية قادة حزب الله اللبناني ومن أهم عمليات تصفية قادة حزب الله عملية البيجر التي راح ضحيتها المئات من عناصر وقادة الحزب في وقت واحد في عملية نوعية شلت الحزب وأصبح مكشوفاً لإسرائيل ما أسفر عن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، خاصة بعد اعلان إسرائيل قبول الهدنة بينها وبين حزب الله التي سعت لها كل من الولايات المتحدة وفرنسا.
فبعد مقتل زعيم حزب الله باتت المنطقة على صفيح ساخن محوره إنهاء أي قوة تهدد إسرائيل سواء داخلياً “غزة أو الضفة الغربية” وخارجياً في لبنان وسوريا وحتى في اليمن “حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية في سوريا وجماعة الحوثيين في اليمن ” إلا أن الأخيرة لم يحن وقتها وهي مرتبطة باستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة والتي قد تهدف بتشكيل تحالف عسكري عربي إسرائيلي أمريكي في المنطقة. على الرغم من انهيار الأذرع الإيرانية في المنطقة وتصفية قادتها العسكرية تخرج تصريحات القادة السياسيين والعسكريين بأن إيران لن تنجر إلى حرب مع إسرائيل وإن لبنان ستجعل إسرائيل تندم على افعالها أي أن إيران ستدفع بأذرعها لشن ضربات صاروخية على إسرائيل إلا أنها لن تنخرط في حرب مباشرة معها.
ما تداعيات مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله على المنطقة
إيران عملياً غير قادرة على شن أي هجوم صاروخي على إسرائيل رداً على اغتيال حسن نصر الله وقبله وفي طهران اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كونها تدرك أن ذلك يعني تدمير بنيتها النووية “المفاعل النووية” واستهداف قادتها ما يعني انهاء أو اضعاف نظامها في إيران لذا لن تقدم إيران على هذه الخطوة، وتصفية قادتها العسكريين كقاسم سليماني وغيره من القادة وحلفائه كإسماعيل هنية الذي تم استهدافه في طهران عاصمة ما يسمى بمحور المقاومة والرد العسكري الأخير لإيران الضعيف بقصف إسرائيل دليل على عدم قدرة إيران على اتخاذ أي خطة من شأنها تكبدها خسائر كبيرة داخلياً وخارجياً من شأنها إخراج إيران من معادلة الشرق الأوسط. لكن السؤال الذي يمكن طرحه هل إيران قادرة على دعم أذرعها في سوريا ولبنان لضرب إسرائيل وحمايتهم؟ فإيران باتت تخشى من تصعيد عسكري مع إسرائيل وقد تبقى مكتوفة اليدين ولن تدعم حزب الله في حربها مع إسرائيل وقد تكتفي بإصدار التعليمات في كيفية قيام حزب الله بالرد والعمل على توحيد حزب الله منعه من الانهيار في لبنان. فإيران
أما بالنسبة لحزب الله فقد يعمل على ضرب إسرائيل بصواريخ موجهة والتي يمتلكها ” فادي 1 و 2 وقادر 1″ وقد يعمل على ضرب إسرائيل من الجنوب السوري. يبدو إن قوة حزب الله لم تعد كسابقتها قد تأثرت في السنوات الماضية نتيجة الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في سوريا يعتقد كانت مواقع لتصنيع الأسلحة أو لمخازن أسلحة، كما أن مشاركة حزب الله في الأزمة السورية ضرب المواقع الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر قد أضعفت قوة حزب الله العسكرية كما أن تحركاتها باتت أكثر انكشافاً لإسرائيل. وقد تعمل الميليشيات الإيرانية في سوريا على ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في شرق الفرات وفي قاعدة التنف العسكرية ومن المحتمل أن تقوم على ضرب منطقة الجولان في إسرائيل أو الشمال الإسرائيلي.
أما بالنسبة لإسرائيل فبعد استهدافها لقادة حزب الله وآخرها زعيمها حسن نصر الله وكيفية رد حزب الله على مقتل زعيمها، فقد تبدأ إسرائيل بشن هجوم بري على الجنوب اللبناني لتشكيل منطقة عازلة أو منزوعة السلاح باتفاق مع الحكومة اللبنانية، وهو الهدف الرئيسي لإسرائيل بإبعاد أي قوة تهدد أمنها القومي، ليس فقط في الجنوب اللبناني بل حتى في الجنوب السوري. فالنظام السوري بات يتبع سياسة النأي بالنفس ولم يعد يعنيه محور المقاومة بقد ما يعنيه الحفاظ على وجوده وبالتالي فإن النظام السورية قد يتخذ خطوات جدية تجاه الميليشيات الإيرانية وتقيد حركتها بما فيها حزب الله وبالتالي لن يكون هناك أي رد من النظام لما قد سيفعله الجيش الإسرائيلي سواء في لبنان أو في سوريا وقد ينحصر ردها بأنها تملك حق الرد في الوقت والزمان المناسب. ويمكن حصر تداعيات اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في المنطقة:
- قيام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية برية واسعة في الجنوب اللبناني في المستقبل القريب وهو يتوقف على رد حزب الله على مقتل زعيمها.
- سوريا لن تكون بمنأى عما يحدث في لبنان وبالتالي ستكون جميع مواقع الميليشيات الإيرانية ضمن دائرة الاستهداف الإسرائيلي.
- بدء عملية تقليم أظافر إيران في المنطقة “الأذرع الإيرانية في سوريا ولبنان” .
- اتباع النظام السوري سياسة النأي بالنفس عم سيحدث في لبنان أو في سوريا.
- قيام الحوثيين زيادة وتيرة قصفها لإسرائيل وشل حركة المرور في البحر الأحمر. وانهاء أو اضعاف هذه الجماعة مرتبطة باستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
- اتباع إيران أيضاً سياسة النأي بالنفس حفاظاً على بنيتها التحتية “المفاعل النووية” من التدمير واتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية قادتها العسكريين في الداخل والخارج.
- زيادة التوتر بين إيران والدول الخليجية عن طريق جماعة الحوثيين في اليمن أو حتى عن طريق الحشد الشعبي في العراق، وحاجة العرب إلى إسرائيل لحمايتها بعد التحرك العسكري الكبير لها في المنطقة وظهورها كقوة عسكرية كبيرة لا يمكن لأحد الوقوف في وجهها، والخريطتان التي رفعها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي قسمت المنطقة بين دول اللعنة “إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن” ودول النعمة “دول الخليج العربي ومصر” ما هي إلا رسالة من إسرائيل للدول العربية “دول النعمة” للتطبيع معها ومحاربة دول اللعنة.
- استغلال دولة الاحتلال التركي ضعف الميليشيات الإيرانية في الشمال السوري والقيام عن طريق مرتزقتها باحتلال مناطق جديدة خاصة في ريف حلب.
فالمنطقة إذاً باتت على صفيح ساخن وإن اللاعب الرئيسي هي إسرائيل وأمنها القومي والتمدد على حساب ما يسمى بمحور المقاومة في المنطقة، وإن شعار ما يسمى بمحور المقاومة الموت لأمريكيا، الموت لإسرائيل ما هي إلا شعارات رنانة والأزمة السورية كشفت زيف هذه الشعارات وتبدل الشعار لـ الموت لدول النعمة، وإن هذه الدول “دول اللعنة” ما هي إلا قوة لتنفيذ الأجندة الرأسمالية في المنطقة ودفع الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، وتشكيل تحالف عسكري يضم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج العربي ومصر أو ما يسمى بدول النعمة تجاه دول اللعنة. لذا بات ما يسمى بمحور المقاومة ضمن دائرة النار التي رسمتها إسرائيل وأظهرتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78. مهما قد يحدث فإن الأنظمة الدولتية التي أنشأتها الدول الغربية “بريطانيا وفرنسا” في بدابات القران العشرين ما هي إلا وباء حل على شعوب الشرق الأوسطية وستدفع ثمنها ما لم تتخذ خطوات من شأنها نزع فتيل الحرب والفتن، وإن مشروع الأمة الديمقراطية بات الحل الوحيد لجميع مشكلات المنطقة.