الذئاب الرمادية ما تزال طليقة في فرنسا

 أعلنت فرنسا عام 2020 رسمياً حظر منظمة “الذئاب الرمادية” التركية اليمينية المتطرفة، على أراضيها .ويأتي الحظر بعد الحوادث الأخيرة في فرنسا حيث كانت الذئاب الرمادية ضالعة فيها.
إن ما حدث في العاصمة الفرنسية باريس وتعرض الجمعية الثقافية الكردية جمعية(أحمد كايا) لإطلاق النار من قبل مسلح واستشهد على إثرها ثلاثة أشخاص كرد وإصابة عدد آخر بإصابات متفاوتة وهنا يمكننا القول أن دوافع هذا العمل الإرهابي ليس بعيدة عن الدوافع التي أدت لاستشهاد الناشطات الكرديات الثلاث(فيدان دوغان وسكينة جانسيز وليلى سويليميز) قبل سنوات بطلقات نارية في الرأس خلال ليلة 9 و10 يناير عام 2013 في الدائرة العاشرة من باريس، والتي أثبتت التحقيقات الفرنسية بعلاقة منفذ الهجوم عمر غوني بجهاز المخابرات التركي “الميت” وبأعضاء حركة الذئاب الرمادية التركية المتطرفة، إلا أن وفاة منفذ الهجوم في ظروف غامضة إثر نقله إلى المشفى جعلت السلطات الفرنسية تغلق الملف، وقد تكون لدوافع سياسية هدفت فرنسا من خلالها تفادي التصعيد مع تركيا وقتها.
واليوم وفي نفس الدائرة في العاصمة الفرنسية باريس يقوم مسلح بهجوم إرهابي على المركز الثقافي الكردي ويودي الهجوم بحياة ثلاثة نشطاء كرد، ويجرح آخرين ويقوم وزير الداخلية الفرنسي بإدلاء تصريحات غامضة بأن منفذ الهجوم على الأغلب تصرف من تلقاء نفسه وليس له دوافع سياسية أو عنصرية وبالمقابل طلب من أقسام الشرطة حماية الأماكن التي توجد فيها الجالية الكردية. على الرغم من أن وزير الداخلية كان له اليد الطولى بحظر حركة الذئاب الرمادية التركية المتطرفة في فرنسا إلا هذه الحركة ما تزال تقوم بعملياتها الإرهابية في فرنسا ومعظم الدول الأوروبية بحق الكرد والأرمن.
هناك علامات استفهام كثيرة تتوجه إلى وزارة العدل الفرنسية التي قامت بإطلاق سراح منفذ الهجوم الإرهابي منذ عشرة أيام وهو متهم بجرائم اغتيال وقتل العمدة وممارسة العنف ثم كيف حصل على هذه الأسلحة الموجودة في حوزته ؟
فهل نجحت حركة الذئاب الرمادية باختراق وزارة العدل الفرنسية والتحكم بمسار العدالة في فرنسا ؟
أم أن أردوغان لا يزال قادراً في التأثير على مجريات الأحداث في فرنسا وبإمكانه منع التحقيقات الفرنسية من الوصول إلى حقيقة ارتباط الميت التركي أو منعها من استكمال التحقيقات وإغلاق تلك الملفات التي تؤكد تورطهم بعمليات الاغتيال بحق النشطاء الكرد مثلما حدث مع ملف اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث عام 2013؟
أم أن فرنسا تتبع ازدواجية المعايير فمن جهة تحظر حركة الذئاب الرمادية المتطرفة ومن جهة أخرى تغض الطّرف عن أعمالها الإرهابية وتغلق الملفات المرتبطة بهذه الحركة الإرهابية لدوافع سياسية. أو سيكون لفرنسا رأي أخر تجاه حركة الذئاب الرمادية الإرهابية والوقوف في وجه المخططات التركية الإرهابية في القارة الأوروبية.
العملية إرهابية ولها دوافع سياسية وتمت عن طريق جماعة الذئاب الرمادية المرتبطة مع حكومة العدالة والتنمية التركية وعلى السلطات الفرنسية اليوم إبراز موقفها الصريح وتطبيق العدالة ونشر نتيجة التحقيقات على الرأي العام بكل شفافية.
ي “الميت” وبأعضاء حركة الذئاب الرمادية التركية المتطرفة، إلا أن وفاة منفذ الهجوم في ظروف غامضة إثر نقله إلى المشفى جعلت السلطات الفرنسية تغلق الملف، وقد تكون لدوافع سياسية هدفت فرنسا من خلالها تفادي التصعيد مع تركيا وقتها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى