العلاقات بين أمريكا و”قسد” وحقيقة الانسحاب الأمريكي
إنّ عودة “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض يدعو الكثير من الأوساط السياسية والإعلامية، الإقليمية منها والدولية، إلى التساؤل حول كيفية تعامله مع القضايا الشائكة في المنطقة، وحول طبيعة سياسته المتوقّعة في الشرق الأوسط، وخاصة في (سوريا والعراق وتركيا وإيران ولبنان وفلسطين)، فهل سيعود إلى متابعة سياسته السابقة التي انتهجها خلال فترة رئاسته الأولى بين أعوام/2016-2020/ والتي عُرف خلالها بأنّه رجل الصفقات والمفاجآت أم أنّ هناك مستجدّات قد طرأت على الساحة وتقتضي تغيير الأسلوب من الصرامة والعنف كالسابق أم أنّه سيلجأ إلى التهدئة؟ وهذا يستدعي طرح العديد من التساؤلات، حيث عُرِف ترامب بأنّ شخصيته وقراراته خاضعة لتقلّبات دراماتيكية.
يتوقّع كثيرون أنّ المنطقة مقبِلة على تغييرات شاملة في الوقت الذي ماتزال الحروب مستعرة فيها، وخاصة في (أوكرانيا وفلسطين ولبنان وسوريا) وحتى إيران، فهل سيستطيع ترامب التوفيق بين دعمه لإسرائيل من ناحية ووضع حدّ لحربها ضدّ غزة ولبنان واستعادة الأسرى من ناحية أخرى؟ وهل سينجح في ألَّا تنزلق الحرب نحو إيران؟ كيف سيتعامل مع الوضع في سوريا التي أهملها الرئيس “بايدن”؟ وماهي طبيعة العلاقات المستقبلية بين قوى التحالف ضدّ “داعش”؟ وما مصير عناصر داعش الخطرين المحتجَزين في سجون “قسد” ومصير عوائلهم في مخيّم الهول؟ هل سيتابع ترامب دعمه لقسد ويعترف بغطائها السياسي “مسد” والإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا؟ هذا إذا لم تحصل تغييرات دراماتيكية لحين استلام ترامب منصبه رسميًا في/20/ كانون الثاني/ يناير/ 2025/م.
العالَم بين حَذَر وقلق وتوقّعات:
بعودة “ترامب” ارتاح كلّ من (بوتين ونتنياهو وأردوغان) وبعض الدول الخليجية، أمّا بعض الدول كأوكرانيا فقد باتت قلقة من صفقة محتمَلة لترامب مع الروس على حسابها فتدفع الثمن، وأوروبا حذرة من تعرّضها للتهديدات الروسية وتوقّف دعم أمريكا للناتو؛ وبتوافق ترامب مع بوتين في أوكرانيا ربّما يؤدّي إلى شرعنة أمريكية لروسيا على القِرم وأقاليم “دونباس الأربعة” مقابل وقف إطلاق النار وتأجيل انضمام أوكرانيا للناتو، وحسب وكالة “رويترز” فقد صرّح المتحدّث باسم الكريملن “ديمتري بيسكوف” الإثنين 18/11 أنّ روسيا مستعدّة لتطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة، لكن سماح “بايدن” لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية من شأنه “أن يصبّ الزيت على النار”، ليوقّع الرئيس “بوتين” أمسِ مرسوماً يسمح باستخدام الأسلحة النووية. رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” وصف “ترامب” بأنّه “أفضل صديق حصلت عليه إسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق”. لقد كان شعار “ترامب” خلال حملاته الانتخابية السابقة والحالية هو: (أمريكا أولاً، اجعل أمريكا عظيمة مرّة أخرى)، وهو ما يفكّر فيه؛ أي ضرورة استعادة قوة الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً. فهل يمتلك العصا السحرية والمفتاح للحلول المستعصية؟
وُصف “ترامب” خلال المرحلة الأولى من رئاسته بأنّه رجل الصفقات، ولكن؛ هل بات يمتلك خبرة سياسية بالفعل، كما يرى بعض المراقبين السياسيين، وسوف يبتعد عن عقلية الصفقات والأمور التجارية؟ هنا تتعدّد آراء المراقبين؛ فقسم يميل إلى أنّ سياسته ستكون انعزالية وسوف يعود إلى الاهتمام بالداخل – حيث عُرِف ذلك عن النهج الجمهوري- وسيقوم بزيادة الرسوم الجمركية، وخفض الضرائب ومكافحة الهجرة. وقسم آخر من المراقبين يميل إلى أنّه سيلجأ إلى بناء تحالفات جديدة في العولمة ودعم قيمة الدولار، كما قيل عنه. على الصعيد الخارجي كان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بانتهاج نهج جديد يركّز على إنهاء الحروب ووقف استنزاف الموارد الأمريكية، وعدم تدخّل بلاده في الصراعات الخارجية، وقال إنّه سيعمل على إحلال السلام في المنطقة والعالم، وقد صرّح – أثناء حملته الانتخابية – أنّه سيُنهي الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد! ولكن؛ كيف سيترجم أقواله إلى أفعال؟ هل سيفعل ذلك من خلال القوة الرادعة العقابية ضدّ مَن يرى فيه عدوًّا لأمريكا؟
يُتوقّع من الرئيس المنتخَب “ترامب” ألَّا يتعامل مع الإخوان المسلمين، وأن تتوافق سياسته مع إسرائيل في بتر أذرع إيران في المنطقة؛ فخلال حملته الانتخابية لم يُخفِ ترامب دعمه الصريح لإسرائيل في ضرباتها ضدّ وكلاء إيران في الشرق الأوسط، بل إنّه قد دعا إسرائيل “إلى ضرب مفاعلها النووي أولاً، ثم الاهتمام بالبقية لاحقاً” (حسب مجلة المجلة). من المتوقّع أيضًا أنّه سيشجّع التقارب بين السعودية وإسرائيل، ومتابعة “الاتفاقات الإبراهيمية” بين إسرائيل ودول المنطقة والتي جُمّدت بعد هجوم حماس في 7/أكتوبر/2023. وماذا عن صفقة القرن المنسيّة التي تفاءل بها في ولايته الأولى؟ ومن المتوقّع أنّه سيحلّ المنافسة التجارية مع الصين ودول “البريكس” من خلال التوافقات؛ فهل سيستطيع الحدّ من تعامل دول الخليج مع روسيا والصين؟ كل هذه التساؤلات ستجيب عليها الأشهر الأولى من العام المقبل.
هل سيشهد الوضع السوري المتأزّم انفراجًا أم مزيدًا من التعقيد؟
نتساءل مع الكثيرين حول مقاربة الرئيس المنتخَب “ترامب” مع الوضع في سوريا وكيفية تعامله مع عقدتها الكأداء والتي أُهمِلت في عهد الرئيس “بايدن”، وقد وصل الأمر بمبعوث الأمم المتحدة “غير بدرسون” إلى اليأس من إحداث أي تطوّر في موضوع الدستور أو مفاوضات جنيف، وأشار إلى أنّ حلّ الأزمة في سوريا صعب ولكنّه ليس مستحيلاً، وهو ضروري للغاية، وحذّر في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في تشرين أول/أكتوبر/2024 من عواقب امتداد الصراع الإقليمي على سوريا، وهو أمر مثير للقلق، وقد يزداد سوءًا، ويخلّف عواقب وخيمة على سوريا وعلى السلم والأمن الدوليَّين، وأكّد الحاجة إلى استئناف العملية السياسية التي من شأنها أن تعيد السيادة والكرامة للسوريّين الذين عانوا طويلاً، وتمكّنهم من تحقيق مستقبل بلادهم بشكل مستقلّ، وتسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة. فهل سيولي الرئيس الأمريكي الجديد سوريا الاهتمام اللازم ويفكّ عقدتها بتوافقات عادلة تصبّ في مصلحة عموم الشعب السوري ومستقبله؟
الرئيس التركي أردوغان يتطلّع منذ سنوات لإنهاء الإدارة الذاتية بشتّى الوسائل، ورغم حربه الشعواء واحتلاله حوالي ثلث مساحة سوريا على الحدود الشمالية والعمل على تتريكها، وارتكاب الميليشيات المدعومة من قبل تركيا جرائم فظيعة هناك، وخاصة التغيير الديمغرافي في المناطق الكردية المحتلّة، ورغم أنّ أردوغان يتطلّع إلى قضم مزيد من الأراضي السورية، فإنّه يأمل أن يناقش مع الرئيس “ترامب” السياسة التي سيتّبعها في سوريا، ويحضّه على قطع أمريكا علاقتها مع قوات (قسد) وإيقاف دعمها، ولايزال أردوغان مصمّماً على سياسته المتمثّلة في إنشاء ممرّ آمن بعمق /30-40/ كم على طول الحدود الجنوبية لبلاده.
بدايات التدخّل الأمريكي في سوريا:
يُقال أنّ المخابرات الأمريكية كانت وراء أول انقلاب عسكري في تاريخ سوريا والمنطقة، والذي قاده “حُسني الزعيم “عام /1949/ ضدّ الرئيس شكري القوتلي أيام الحرب الباردة مع السوفييت، وأنّ المخابرات الأمريكية كانت وراء التهديد التركي لاجتياح سوريا عام 1998 أيضًا للضغط عليها لإخراج السيد عبدالله أوجلان منها، وذلك من خلال الحوار الذي أجراه الرئيس بيل كلينتون مع الرئيس حافظ الأسد، والذي طال لمدة/4/ ساعات، ولكن جهود “كلينتون” عام/2000/ لضمّ سوريا إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل قد باءت بالفشل. وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام /2005/ سحبت أمريكا سفيرها من دمشق واتّهمت سوريا بالوقوف وراء العملية. مع اندلاع الحرب في سوريا عام/2011 قام الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” في نيسان /2011/ بفرض عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين السوريين، وحمّل النظام مسؤولية ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، ليتوجّه بعدها السفير الأمريكي “روبرت فورد” إلى مدينة حماة التي كان يحاصرها آنذاك الجيش السوري، في تحرّك دالّ على التأييد الأمريكي منذ بداية الحراك الجماهيري فيها. بعد استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي في دوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق في 21/ آب أغسطس 2013 ومقتل /1400/ شخص، وفي 2017 في خان شيخون ومقتل /43/ شخصًا، قامت أمريكا – بدعم من فرنسا وبريطانيا – بضرب مواقع حيوية – منها مطار الشعيرات في 7/ نيسان- في حمص، وكذلك ضربت موقعًا عسكرياً قرب دمشق في 14/ نيسان 2018 سمّاها النظام بـ “العدوان الثلاثي على سوريا” ثم اتّفقت أمريكا مع الروس على تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، بدلًا من ضرب دمشق. فرضت أمريكا قانون “قيصر” في حزيران 2020 على سوريا ومَن يتعامل معها؛ وذلك لإجبار الرئيس السوري على القبول بالحلّ السياسي – حسب قرار مجلس الأمن /2254/ – وفي سبتمبر/2023/ وبعد سحب كادر السفارة وسفيرها “روبرت فورد” في شباط فبراير/2012/ – غيّرت السفارة الأمريكية في دمشق اسمها على صفحاتها وحساباتها على مواقع التواصل لتصبح (السفارة الأمريكية في سوريا)، وحسب صحيفة “إندبندت” البريطانية، فإنّ هذه خطوة لنقل التمثيل الدبلوماسي إلى أماكن خارج سيطرة النظام السوري، أي إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا. وكانت القوات الأمريكية قد تواجدت بشكل فعلي حينما تمكّن تنظيم داعش من السيطرة على مساحة شاسعة بين العراق وسوريا، وبهدف محاربة التنظيم، سلّحت أمريكا قوات المعارضة السورية (الجيش الحر) ودرّبتها، وعندما وجدتها غير مُجدِية في التصدّي لـ “داعش” وقوات النظام، بدأت بدعم وحدات حماية الشعب (YPG) حينما كانت تدافع عن كوباني ضدّ الهجوم الكبير لداعش في/13/ سبتمبر/ 2014 وشكّلت تحالفًا دوليًا لمحاربته.
العلاقة مع “قسد” والإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا:
كما ذكرنا أعلاه؛ بعد سيطرة “داعش” على الكثير من المناطق في سوريا والعراق، وعندما توجّهت لاحتلال كوباني، واجهت مقاومة كبيرة من وحدات حماية الشعب من أبناء المنطقة، ونتيجة التسلّح الكبير لتنظيم داعش بالغنائم التي حصل عليها من الجيش السوري وكذلك من الجيش العراقي في الموصل، كاد أن يسيطر على المدينة، لتتقدّم أمريكا في عهد الرئيس “أوباما”– بعد أن يئست من دعم ما سمّي بالجيش الحر- لتقديم الدعم الجويّ لوحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، وبعد تحرير كوباني في /26/ كانون الثاني/ 2015 وتشكيل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في 11/اكتوبر/ 2015/ انضمّت تلك القوات إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش في العراق وسوريا بعمليات سمّيت بـ”العزم الصلب”، ليتمّ بعدها دحر التنظيم في منبج وديرالزور ومن عاصمته المزعومة “الرقة” والقضاء عليه في آخر معاقله “الباغوز” في آذار /2019/، ولكن انسحبت فصائل المعارضة المسلّحة من معظم مناطق سيطرتها في وسط وجنوب سوريا والقسم الجنوبي من حلب نتيجة للتوافقات (الروسية – التركية – الإيرانية) في محادثات أستانا، لتقوم تلك الفصائل مع الجيش التركي في 24/ آب/2016/ باحتلال كل من (جرابلس، الباب، إعزاز) في عملية سمّيت بـ “درع الفرات”، ليقوم بعدها الجيش التركي مع المرتزقة من الجيش الحر- وسط صمت أمريكي- بشنّ حرب غير متكافئة ضدّ عفرين لتحتلّها في 18آذار/2018 مقابل انسحاب المعارضة المسلّحة من الغوطة، وباتفاق الرئيس الأمريكي “ترامب” مع الرئيس التركي أردوغان حدث انسحاب أمريكي جزئي من الحدود السورية مع تركيا ليتم احتلال (تل أبيض “كري سبي” وسري كانيه “رأس العين”) في تشرين أول/2019 من قبل الجيش التركي والمرتزقة السوريين تحت مسمّى الجيش الوطني ( الجيش الحر سابقا). وقد اعترضت، حينذاك، بعض القيادات العسكرية الأمريكية؛ حيث استقال كل من وزير الدفاع (جيمس ماتيس) وكذلك الموفَد الأمريكي لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش (بريت ماكغورك)، وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 19/ ديسمبر/2019 أنّه سيسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا – وكان يتواجد /2000/ جندي – دون تحديد جدول زمني، ولكنّه لم ينفّذ القرار بسبب معارضة البنتاغون، وصرّح البيت الأبيض بعدها أنّ “انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا لا يعني انتهاء التحالف الدولي ضدّ داعش، وأنّ هذه الخطوة ما هي إلّا مرحلة ثانية من قتاله”. والوجود الأمريكي ما يزال ضمن قوات التحالف – تشير التقارير أنّه يحتفظ بـ/900/ جندي ينتشرون في نحو 30 نقطة وقاعدة عسكرية – والذي يضمّ، إلى جانب قسد، أكثر من /70/ دولة لمحاربة فلول داعش، الذي يشكّل خطراً وتهديداً على أمن المنطقة والعالم.
أمّا العلاقة الأمريكية مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي قدّمت التضحيات الجسام بأكثر من / 12/ ألف شهيد وأضعافه من الجرحى، في سبيل إنقاذ المنطقة والعالم، لدحر أكبر تنظيم إرهابي عرفته البشرية؛ فإنّها – تلك العلاقة – لا تتعدّى تعاونها مع (قسد) في محاربة فلول تنظيم الدولة، ولا تعترف بالإدارة السياسية لها على المناطق المحرّرة من النظام السوري والجيش الحر و”داعش”.
وحول فوز “دونالد ترامب” بالرئاسة الأمريكية؛ أصدرت الإدارة الذاتية بيانا تهنّئه فيه، وقالت “ليلى قهرمان” الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في هذا المجال: “نأمل أن تساعد قيادته في إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط وحلّ الأزمة السورية وتعزيز التعاون العالمي ضدّ الإرهاب لتحقيق السلام والأمن”. فيما هنّأ قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) السيد “مظلوم عبدي” عبر حسابه على منصة (X) بفوز الرئيس “ترامب” قائلاً: “أتطلّع للعمل معاً، كما فعلنا في الماضي، ومستعدّون لتعزيز شراكتنا لتوفير الاستقرار في المنطقة”.
العودة لنغمة “الانسحاب من سوريا”:
في 6 تشرين الثاني 2024 قال “روبيرت كنيدي جونيور” وهو أحد الحلفاء المقرّبين من الرئيس الأمريكي المنتخَب أنّ “دونالد ترامب” لديه نوايا لسحب القوات الأمريكية من سوريا، وأنّه لا يريد أن تتعرّض قواته للقصف خلال الحرب على جانبَي الحدود بين تركيا وقسد؛ وهو ما شجّع القيادة التركية على التفاؤل وتوقّع أن توقف إدارة دونالد ترامب دعمها لـ (قسد) بعد عقد صفقة معه، خاصة حول الحرب في أوكرانيا، عبر دبلوماسية الهاتف، إلّا أنّ المتابعين يرون أنّه لا أجندات حاليًا لدى أمريكا رسمياً للانسحاب قبل 2025- 2026/؛ ففي أيلول الماضي حدّدت الولايات المتحدة الأمريكية جدولًا زمنيًّا لإنهاء المهمّة العسكرية للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، فقد ذكر بيان (أمريكي – عراقي) نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع) أنّ مهمة التحالف في العراق قد تقرّر إنهاؤها خلال مدّة لا تتجاوز الـ/12/ شهرًا المقبلة، ولمنع عودة تهديد التنظيم من شمال شرق سوريا انطلاقًا من المشاورات مع اللجنة العسكرية العليا حتى أيلول/2026/.
بعد التصعيد مع طهران وميلشياتها ودعم الأخيرة لعناصر تابعة لها في إحداث قلاقل في دير الزور وغيرها، دعت واشنطن لتعزيز وجودها وتكثيف تحرّكاتها العسكرية في سوريا والمنطقة، وأخذت تقدّم الدعم العسكري واللوجستي بشكل مكثّف ويومي تقريباً لـ “قسد”، ويرى مراقبون أنّ بقاء القوات الأمريكية إنّما يأتي للحدّ من النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، ولمواجهة الميليشيات المدعومة من إيران والتي تستهدف القواعد الأمريكية، حيث ازدادت تلك الاستهدافات بعد التصعيد بين إسرائيل وإيران منذ سنة، وتحاول إيران إجبار أمريكا على الانسحاب؛ فنرى أنّ تواجد أمريكا في المنطقة ضروري لحماية أمن إسرائيل، وبسبب تخوّف أمريكا من تمدّد الصراع إلى سوريا.
الانسحاب الأمريكي من العراق ممكن حسب التوافقات مع الجانب العراقي، وإذا ما حدث في الوقت الحالي فسيكون انتصاراً لإيران وحلفائها، وسببًا لإحياء تنظيم “داعش” من جديد، فالأمر متوقّف على التطوّرات في المنطقة، وحتماً سيتم الانسحاب في نهاية المطاف من سوريا أيضاً لكن لحين توفّر الظروف للحلّ السياسي والتغيير في سوريا، كما يصرّح به المسؤولون الأمريكيون، وهذا ما يوافق عليه الحزبان الرئيسيان في أمريكا، حيث فشل التصويت في مجلس النواب، أكثر من مرة قبل أشهر، على مشروع القرار المقترَح من النائب الجمهوري “مات غيتز” يُلزم الرئيس الأمريكي “بايدن” بسحب القوات الأمريكية من سوريا؛ وقد جاء ذلك بعد تعرّض القوات الأمريكية في المنطقة لهجمات من ميليشيات تابعة لإيران، من بينها الهجوم بطائرة مسيّرة في كانون الثاني/يناير من عام/2024 والذي أدّى لمقتل ثلاثة جنود أمريكيين وجرح/25/ في قاعدة أمريكية في الأردن بالقرب من الحدود السورية – العراقية.
المعارضون لتواجد القوات الأمريكية والمؤيّدون لانسحابها:
المعارضون للدور الأمريكي وتواجد قواتها ودعمها لقوات قسد هم، فضلًا عن الحكومة السورية، روسيا وإيران الداعمتَين الرئيسيتَين لحكومة بشار الأسد في دمشق واللتين لولا مساعدتهما لانهارت منذ 2013 أمام ضربات فصائل المعارضة المسلّحة المدعومة تركياً وخليجياً بشكل كبير، قال الرئيس التركي أردوغان – حسب وكالة الأناضول – “أنه سيناقش مع الرئيس ترامب مسألة انسحاب القوات الامريكية من سوريا، وكيفية إيقاف الدعم الأمريكي للأحزاب الكردية هناك، وأضاف أنّه على الرغم من وجود اختلافات في الرأي من وقت لآخر إلّا أنّ “الشراكة النموذجية” بين تركيا والولايات المتحدة لا جدال فيها”. ويأمل ألّا تكرّر أمريكا الأخطاء السابقة؛ والمعروف أنّ تركيا تعارض بشدّة دعم أمريكا لقوات قسد، وأنّها ممتعِضة من عدم قبول تركيا في المساهمة ضمن التحالف لمحاربة “داعش”، وهو ما وضع تركيا أمام تناقضات كبيرة مع أمريكا ودفعتها مراراً للتخيير بينها وبين قسد، لتردّ عليها أمريكا بأنّه لا علاقة لـ (قسد) بحزب العمال الكردستاني، وأنّ (قسد) عضو فعّال على الأرض في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش. إذاً؛ ما الذي تراهن عليه تركيا في سوريا بعد فوز “ترامب”؟
على الرغم من أنّ هناك تناقضات كبيرة بين أمريكا وتركيا، إلّا أنّ معظمها يتركّز حول دعم أمريكا لقوات قسد بتوفير الحماية وتقديم الأسلحة المتطوّرة واعتبارها شريكاً استراتيجياً في المنطقة، حيث لا تأمن أمريكا جانب تركيا التي افتضح أمرها في دعم وإيواء عناصر “داعش” الإرهابي وفلوله وخلاياه النائمة، فتأمل تركيا منذ سنوات أن تسمح لها أمريكا بمتابعة إنشاء منطقة آمنة (على حدّ زعمها) بمساحة تتراوح بين /30-40/كم على حدودها مع سوريا وإسكان اللاجئين السوريين فيها، وذلك لتتخلّص من ضغط الشارع التركي وتقوّض الإدارة الذاتية بل تنهيها، وتقوم بمتابعة سياسة التغيير الديمغرافي في المناطق التي تحتلّها.
وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أعلن عن سحب معظم الجنود الأمريكيين من شمال وشرق سوريا في عام 2019 مع الإبقاء على بعضهم لتأمين المنشآت النفطية وهو الأمر الذي لاقى معارضة من البنتاغون، وفي هذا الصدد يقول وزير الدفاع التركي (يشار غولر): “إنّ ترامب في فترة رئاسته الأولى أصدر أوامره لثلاث مرّات لسحب قواته من سوريا ومع ذلك لم يفعل”. وتتواجد اليوم القوات الأمريكية في شرق الفرات لتقديم الدعم والإسناد الجوي لقسد في محاربتها لخلايا تنظيم داعش، وهي متواجدة في شرق سوريا في “التنف” وبالقرب من المثلّث الحدودي مع الأردن لدعم “جيش سوريا الحرّة” (مغاوير الثورة سابقاً) التي شكّلتها، ولقطع الطريق على إمدادات إيران لحزب الله اللبناني عبر سوريا.
السياسة الأمريكية السابقة والمتوقّعة في المنطقة:
إنّ الظروف المحيطة بأمريكا، سواء في سوريا أو المنطقة، مختلفة اليوم عمّا كانت عليه بين عامَي /2018-2019/ عندما قرّر ترامب الانسحاب للمرة الأولى وترك الساحة للروس، وقد لاقى حينها معارضة كبيرة من إدارته العسكرية (البنتاغون) والسياسية والأمنية. وحسب وكالة (نورث بريس) فقد علّقت “سينم محمد” ممثّلة الإدارة الذاتية في واشنطن على فوز ترامب قائلة أنّه كانت لديهم تجربة مؤلمة معه، لكنّها تنظر بإيجابية إلى عودته: ” إنّ السياسة التي سيتبّعها الرئيس الأمريكي المنتخَب دونالد ترامب في سوريا والمنطقة قد تختلف عن سياساته خلال ولايته الأولى، إنّ الأوضاع السياسية والأمنية في العالم وفي منطقتنا الآن تختلف عمّا كانت عليه عندما كان ترامب رئيساً لأول مرة” وأعربت عن أملها في أن تكون ولاية الرئيس الجديد “بداية لإحلال السلام في الشرق الأوسط والحدّ من بؤر التوتّر في العالم بأسره واعتماد الدبلوماسية في حلّ الخلافات”.
بطبيعة الحال؛ لن تبقى أمريكا في سوريا للأبد، ولكن كما يُتوقّع فإنّ انسحابها لن يكون قريبا – كما يأمله وينتظره أعداء الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا – ففي أكتوبر/2019 أشاد الرئيس ترامب ببطولات قوات سوريا الديمقراطية وسمّى قائدها مظلوم عبدي بـ “الجنرال” وتحدّث معه هاتفياً معتذراً عن خطئه في السماح للجيش التركي باحتلال (سري كانيه وكري سبي). وذكر “ترامب” عبر حسابه على منصة x)) أنّه استمتع باتصال أجراه مع “مظلوم عبدي” ويتمنّى لقاءه. حينها دعا بعض أعضاء مجلس الشيوخ (جمهوريون وديمقراطيون) إلى إصدار تأشيرة لـ “مظلوم عبدي” ليتمكّن من زيارة الولايات المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا.
بما أنّ سوريا في قلب الأحداث في الشرق الأوسط نتيجة موقعها الجيوستراتيجي القريب من الأحداث الجارية في المنطقة، فهي تهمّ جميع اللاعبين والمتدخّلين فيها، وخاصة الروس وأمريكا. لقد ترك الرئيس “بايدن” إرثاً ثقيلاً للرئيس “ترامب” فمهما حاول ممارسة نهج الانعزالية والعودة إلى الوطن والاهتمام بالداخل، فإنّ أمريكا لا يمكنها أن تتغافل عن تطوّرات الأحداث في العالم؛ لأنّها حاضرة في كل مكان وفي أغلب أحداث العالم، فهي مضطرّة لإقامة تحالفات وحتى علاقات ثنائية مع الجميع، لمجابهة تحالف دول “البريكس” التي تعمل على المجابهة والابتعاد عن النفوذ الأمريكي والهيمنة الأمريكية. لذا؛ فإنّ هناك مهمّات صعبة أمام أمريكا بانتظار أن تحلّها، وأمام ترامب قضايا هامة وعليه مواجهتها، وخاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط، وبالأخصّ المجابهة مع إيران وسلاحها النووي. ولكن لا يُعرف كيف سيتصرّف “ترامب” مع الأزمات المستعصية في المنطقة وكيف سيتعامل مع حليفتَيها المتناقضتَين – ولو شكلياً – (إسرائيل وتركيا)، والأخيرة تلعب على التناقضات في المنطقة وتبتعد عن السياسة الأمريكية والناتو وتتناغم مع روسيا وإيران المنافِستَين للغرب وأمريكا في المنطقة.
الأسباب التي تدعو إلى تأخير الانسحاب:
لنفترض أنّ أمريكا تخطّط للانسحاب، وهذا حتماً ما سيحدث ذات يوم، ولكن؛ ما هو مصير/ 50/ ألف سجين من عناصر داعش في سجون “قسد” ومخيم الهول، في الوقت الذي ماتزال فيه الخلايا النائمة للتنظيم تعبث بأمن المنطقة، وماتزال الميليشيات المرتبطة بإيران تقصف مواقع الجنود الأمريكيين ومناطق البترول والغاز في شرق الفرات، انتقاماً لحرب إسرائيل عليها وعلى حلفائها في غزة ولبنان، لتدفع أمريكا للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على غزة ولبنان وقواتها في سوريا؟
عند النظر إلى تشكيلة الإدارة الجديدة للرئيس “ترامب” سنجد أنّه يعيّن وزراء ومسؤولين متشدّدين لجانب قوة وسيطرة السياسة الأمريكية في المنطقة، ومعظمهم يُعتبَرون أصدقاء للكُرد ومؤيّدين لحماية إسرائيل ومخطّطاتها في المنطقة، مثل (وزير الخارجية ماركو روبيرو) الذي عارض عدوان الجيش التركي على مناطق الإدارة الذاتية في غرب كردستان (روجافا) عام /2019/ وانتقد بشدّة قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من هذه المناطق، والذي يعتقد أنّ النظام التركي قمعيّ مثل روسيا والصين.
هذا وما تزال تدفع القوات الأمريكية بمزيد من التعزيزات العسكرية والأسلحة والمعدّات اللوجستية إلى شرق الفرات، وماتزال المواجهات مستمرّة بينها وبين الميليشيات الإيرانية ولا سيّما في الأيام الأخيرة التي شهدت استهدافات متبادلة باستخدام الطائرات المسيّرة والقذائف المدفعية، وهو ما زاد من حدّة التوتّر بين الجانبَين؛ فخلال أقلّ من نصف شهر دفع “التحالف الدولي” بتعزيزات كبيرة، شملت 100 شاحنة و 10 طائرات عسكرية محمّلة بأسلحة وذخائر متطوّرة من بينها مضادّات للطيران ومواد لوجستية، إلى شمال وشرق سوريا، كما استقدمت تعزيزات عسكرية برّية جديدة إلى مناطق تواجد قواعدها قادمة من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، تألّفت من /50/ شاحنة محمّلة بمعدّات عسكرية ولوجستية وصناديق مغلَقة وصهاريج وقود اتّجهت نحو القواعد الأمريكية في ريفَي دير الزور والحسكة، بالإضافة لحمولات طائرات أُفرِغت في قواعدها في خراب الجير والشدادي، شمال الحسكة، وذلك حسب ( المرصد السوري – 13-14/11/2024)، وربّما ستزيد من عديد قواتها وذلك بجلبها من العراق، لمجابهة التمدّد الإيراني وعدم استفراد الروس بسياسة المنطقة.
صحيح أنّ أمريكا تصرّح علناً أنّ سبب وجودها في سوريا إنّما هو لمكافحة خلايا تنظيم داعش الإرهابي، لكن هناك أسباب أخرى؛ فسوريا تُعتبَر مسرحاً لصراعات بين قوى خارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، إسرائيل وإيران، روسيا وتركيا، وتركيا والكرد. إذاً؛ لا يمكن لأمريكا أن تترك الساحة السورية ليتمدّد فيها نفوذ تلك الدول والنفوذ الصين أيضا. ليس هذا فحسب؛ فالمعارضون للانسحاب وخاصة الإدارة الذاتية وبعض القوى في أمريكا إنّما يتخوّفون من انبعاث تنظيم داعش من جديد، وسط أجواء عدم الاستقرار الذي تمرّ بها المنطقة، وخاصة أنّ المنطقة مهدَّدَة بالتدخّل من قبل الدولة التركية والسورية، فسيطرة أي منهما على المنطقة ستمنح الفرصة لعناصر التنظيم للفرار والهروب والانتشار في المنطقة والعالم لتنفيذ شعاره “باقية وتتمدّد”، لاسيّما أنّ قوات “قسد” لن تستطيع لوحدها تحمّل أعباء سجناء التنظيم للأبد، والذين يُقدَّر عددهم بأكثر من/50/ ألف من المقاتلين في أكثر من /25/ سجن منتشر في شرق الفرات، وكذلك عبء عوائلهم في مخيّم الهول، فأولئك السجناء حاولوا مراراً تنفيذ العصيان والهروب بمساعدة تركيا، وقد أدّى إحداها لاستشهاد أكثر من مئة من حراس السجن خلال عامَي /2023-2024/، كما أنّ الانسحاب المتسرّع سيدلّ على الضعف الأمريكي أمام العالم، وسيؤدّي إلى إلحاق ضرر كبير بالمصالح الأمريكية في المنطقة، خاصة أنّ طريقة الانسحاب من أفغانستان ما تزال عالقة في الأذهان.
موقف الإدارة الذاتية من الانسحاب الأمريكي من سوريا:
ردّاً على التوقّعات التي يأملها الجانب التركي والروسي والإيراني والسوري حول إمكانية سحب أمريكا لجنودها من سوريا (شرق الفرات)؛ فقد حذّرت الإدارة الذاتية من ذلك لأنّ المنطقة حينها ستتعرّض لحرب وفوضى شاملة، فقد حذّرت “إلهام أحمد” رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، خلال حديث لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية، نهاية شهر تشرين الأول، من موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من مغبّة انسحابها من المنطقة، قائلة: “حينها ستندلع الاشتباكات على الفور وسيجري ملء فراغ السلطة من قبل جهات فاعلة أخرى كتركيا، وستُغرَق المنطقة في فوضىً، وستتمدّد إيران وميليشياتها الشيعية، وسيتعزّز الحضور الروسي”. ومن هنا؛ سيتمكّن النظام السوري من مهاجمة الإدارة الذاتية، حيث أنّه يتّهمها دومًا بسرقة النفط. ولفتت “إلهام أحمد” إلى أنّ أردوغان “يريد أن يأخذ أراضينا تحت سيطرته، حتى خلايا (داعش) الارهابية ستهاجمنا أيضاً”. وبالنتيجة؛ سوف يؤدّي هذا الأمر إلى هروب أولئك السجناء كما حاولوا عدّة مرات.
ترى الإدارة الذاتية أنّه على الدول المعنية أن تستلم رعاياها أو تدعم الإدارة الذاتية في إقامة محاكم لهم، فلا يمكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه للأبد، وأنّه على تلك الدول تقديم الدعم المادّي للإعمار وتقديم الخدمات للمواطنين للحدّ من انضمامهم للخلايا النائمة لداعش وللحدّ من التعامل معها. وترى الإدارة كذلك أنّ مشروعها الديمقراطي للحلّ في سوريا هو الأنسب؛ للحدّ من التدخّل الخارجي ووضع نهاية للمأساة السورية.
وعلى العموم؛ حتى لو لجأت أمريكا “ترامب” للانسحاب فإنّ ذلك سيكون تدريجياً، ولن يكون قبل 2026 إذا لم تحدث مفاجآت ما، ويتضمّن الانسحاب حينها التفاوض مع تركيا وحتى حثّها للتصالح والحوار مع قوات سوريا الديمقراطية، والتصالح مع الروس بعيداً عن التدخّل الإيراني، بل العمل على إنهاء وجود إيران في سوريا لأنّها تهدّد أمن إسرائيل بشكل دائم، ويتضمّن الانسحاب كذلك ضمان أمن الإدارة الذاتية الديمقراطية، وحلّ مشكلة عناصر داعش وعائلاتهم المحتجَزين في سجون ومخيّمات الإدارة الذاتية (تلك المشكلة التي تُعتبَر بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت)، وإيجاد حلّ قابل للتطبيق وإحداث التغيير الديمقراطي في سوريا والانتقال السلمي للسلطة حسب القرار الأممي /2254/.