أردوغان بين العرض الأمريكي الجديد والعرض الروسي  حول المصالحة مع سوريا

أردوغان بين العرض الأمريكي الجديد والعرض الروسي  حول المصالحة مع سوريا

 التصريحات والإعلانات التي أدلى بها أردوغان في المدة الأخيرة بشأن السياسة التركية الجديدة تجاه النظام السوري دفعت أطراف الأزمة السورية الى اتخاذ مواقف متباينة  وخاصة الموقف الأمريكي الذي جاء رافضا للفكرة جملة وتفصيلا.

وترى أمريكا أن بوتين عراب الدعوة إلى التفاهم التركي السوري.

وحسب بوتين فإن التفاهم والتصالح  بين النظامين السوري والتركي يخدم مصالح الدولتين , فسوريا تحتاج الى الإعتراف التركي بالنظام السوري وأردوغان يحتاج إلى نصر خارجي دبلوماسي أو عسكري من أجل تجاوز محنة الانتخابات التركية القادمة.

وقدم الطرف الروسي عرضا لتركيا عن طريق نائب وزير خارجيتها سيركي فيريشين تضمن انسحاب قوات قسد من كوباني ومنبج في ريف حلب الشرقي مع الإبقاء على قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية في المناطق التي ستخليها قوات قسد ودمج الأسايش بقوات الفيلق الخامس السوري .

ويبدو أن أنقرة أبدت تفاهما ما مع هذا الطرح.

وهذا التحرك الروسي الكثيف باتجاه المصالحة بين تركيا وسوريا لم يرض الجانب الأمريكي الذي دفع الدبلوماسي المخضرم جيمس جيفري إلى زيارة تركيا في الأسبوع الماضي حيث التقى مع وزير الدفاع التركي ولم يعلن الطرفان بعد عن أي تفاصيل بخصوص اللقاء, وتبين أن زيارة جيفري لم تكن مشجعة بالنسبة لتركيا ولكن مصادر في المعارضة السورية ذكرت أن جيفري قد جاء بأفكار عامة  وحسب تلك المصادر فإن العرض الأمريكي يدعو إلى فتح حوار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) يتضمن مجموعة من الأفكار أهمها إبعاد الشخصيات القيادية من حزب العمال الكردستاني من مناطق الإدارة الذاتية ومن ثم إطلاق لقاءات تؤدي إلى تطبيع العلاقة بين المعارضة السورية وقسد تمهيدا لإقامة جبهة موحدة معارضة للنظام السوري, وتهدف واشنطن إلى بناء الثقة بين قسد في شرق الفرات والمعارضة السورية في غرب الفرات ومن ثم فتح المعابر بين الطرفين وتوحيد السوق الاقتصادية بينهما ومنح أنقرا دورا في هذا الجانب وخاصة من الناحية الاقتصادية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل تركيا في وارد القبول بالعرض الأمريكي  والجواب هو :

أن تركيا أقرب الى العرض الروسي, والموافقة التركية على العرض الأمريكي سترتب عليها مواقف أقلها أن تترك شركاءها في محور استانا وتنتقل إلى المعسكر الأمريكي ويمكن أن يقبل أردوغان بالعرض الأمريكي هذا إذا وجد أن الخطة الأمريكية المذكورة ستساعده على كسب موقف أمريكا و موقف الكرد في الانتخابات التركية القادمة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى