محاور تهز أوروبا

نمرود سليمان

 

 

لم يعد خافياً على أحد وجود خلافات بين دول الاتحاد الاوروبي فيما بينها، وقد ظهرت هذه الخلافات للعلن واستفحلت بعد نشوب الحرب الأوكرانية الروسية ،ومن الملاحظ أنّ هذه الخلافات بدأت منذ وصول المستشار الألماني أولاف شولتس إلى السلطة في ألمانيا ورحيل المستشارة السابقة أنغيلا ميركل (المرأة الحديدية)التي كانت تقوم بدور صمّام الأمان للاتّحاد الأوروبي  وكذلك وصول  جورجيا ميلوني اليمينية إلى رئاسة وزراء إيطاليا، إضافة إلى الخلاف بين الدول الشرقية والغربية ضمن الاتّحاد الأوروبي ربما كانت جميعها أسبابًا أكثر قوّة لظهور الخلافات.

كانت فرنسا وألمانيا في عهد ميركل تقومان بدور القطار الأوروبي، فرنسا من الناحية السياسية وألمانيا من الناحية الاقتصادية، ويبدو أنّ هذا القطار تعرّض لتصدّعات عميقة، الرئيس الفرنسي ماكرون يتّهم المستشار الألماني بأنّه يتصرّف بمعزل عن الاتحاد الأوروبي، وخاصة في مجال الطاقة ويتقرب من أمريكا على حساب الاتحاد الأوربي، ورئيسة وزراء إيطاليا تختلف مع الاتحاد بسبب الهجرة والحرب الأوكرانية بشكل عام ومع فرنسا بشكل خاص، كما أنّ هنغاريا تقود خلاف الدول الشرقية مع الغربية وهي قديمة ضمن الاتحاد ولكنّها اشتدّت بعد الحرب الأوكرانية، كما أنّ الرئيس الفرنسي يحاول توطيد تفاهمات مع بريطانيا وأمريكا منفرداً.

الأوروبيون هم من أكثر الشعوب التي تعاني من الحرب الأوكرانية وخاصّة في مجالي الطاقة وغلاء الأسعار، فالشتاء بدأ بشن هجومه الثلجي والبردي على القارة وباتت الأمور تزداد تعقيداً، لا أحد يعلم ماذا سيحدث ولكن الجميع يفهم بأنّ أوروبا هي أكثر المتضرّرين، ربّما كانت هذه بداية مرحلة تفكّك الاتّحاد الأوروبي ، إن لم تكن هناك سيناريوهات أخرى قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى