مرة أخرى تركيا ونظام البعث ومرتزقتهما

 

تناول التقرير السنوي الصادر عن لجنة الاستخبارات الأمريكية لتقييم المخاطر لعام 2021 والتي من المحتمل أن تتعرض لها الإدارة الذاتية خلال الأشهر القادمة، حيث أشار التقرير إلى “زيادة الدولة التركية وروسيا والنظام البعثي من حدة هجماتهم تجاه الإدارة الذاتية” فيما ذكر التقرير أيضاً إلى “احتمالية توجيه إيران عبر ميليشاتها في سوريا هجمات ضد قوات التحالف الدولي التي تترأسها واشنطن في نقاط انتشارها في مناطق شمال وشرق سوريا”، هذه المعطيات تأتي في ظل مؤشرات توحي بتوحيد الجهود التي تبذلها الأطراف المتنازعة على الأراضي السورية بهدف إلحاق أكبر ضرر بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وكان قد كشف عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) آلدار خليل النقاب عن زيارة قام بها مسؤول المخابرات التركية حقان فيدان إلى العاصمة دمشق مطلع كانون الثاني/ يناير من العام الجاري  والتقى نظيره رئيس جهاز الامن الوطني علي مملوك، و أشار خليل إلى مخططاتٍ كانت قد وضعتها أجهزة المخابرات التركية والنظام البعثي بهدف استهداف الإدارة الذاتية إلا أنه وبحسب تقرير لصحيفة أوزكور بوليتيكا نقلاً عن خليل فإن تلك المخططات بأت بالفشل مستبعداً أن تكون غايات الدولة التركية والنظام البعثي قد اختفت حيال استهداف الإدارة الذاتية.

من جانبٍ آخر كان نائب وزير الخارجية السورية بشار الجعفري قد صرّح بإنعقاد سلسلة من اللقاءات الأمنية التي جمعت بين تركيا وسوريا، مؤكداً كافة المعلومات الواردة حول اللقاءات التي جمعت أجهزة مخابرات كلا الدولتين، إلا أن الجعفري استبعد وصول اللقاءات الأمنية إلى نقطة مشتركة، موحياً إلى عدم نجاح تلك اللقاءات وفي الوقت ذاته وعبر رسائل غير مباشرة يشير إلى احتمالية استمرار هذه اللقاءات الأمنية إلى حين الوصول إلى صيغة مناسبة، ووفقاً لما يبدو فإن هنالك جهوداً مكثفة يبذلها النظام البعثي  والدولة التركية لاسيما حيال استمالة العشائر العربية في المنطقة أوترهيبهم بهدف الابتعاد عن الإدارة الذاتية الديمقراطية.

وفي هذا السياق برزت قبيل انطلاق الانتخابات السورية صدور العشرات من البيانات التي تحمل أسماء عشائر عربية وكانت بمجملها بصيغة واحدة ومن مصدر واحد وهو أحد الصحفيين التابعين للنظام البعثي في مقاطعة الحسكة المدعو  (فاضل حماد) ويعرف عنه ارتباطه بأجهزة المخابرات السورية إلا أن هذه الممارسات لم تتوقف عند هذا الحد بل ترافق معها محاولات تأجيج الشارع وخلق نعرات طائفية وعرقية على أسس عنصرية وتم على إثرها الترويج لما سموه بـ “المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية” والتي فعلياً قامت باستهداف مقاتلين ضمن قوات سوريا الديمقراطية من المكون العربي بشكل خاص، بهدف دفع المقاتلين العرب والعشائر العربية سحب أبنائهم من قوات سوريا الديمقراطية.

فيما كان الخطاب الذي أرسله مفتي النظام البعثي أحمد بدر الدين حسون يؤكد بأن مخططات النظام السوري ستستمر في المنطقة وذلك عبر التصريح الذي أطلقه على قناة الميادين ذات التمويل الإيراني حول تحرك المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية.

من جهة أخرى وتأكيداً لما سبق فقد طالب مؤخراً البرلماني السوري عن حزب البعث الحاكم في سوريا نضال عمار الدولة التركية لتوحيد الجهود بهدف استهداف واشنطن وحلفائها في المنطقة على حد وصفه، حيث يأتي تصريح البرلماني السوري إلى أن هنالك رغبة من قبل النظام البعثي نحو اتخاذ ( خطوات جريئة ) في استهداف الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ولعل هذه التصريحات المتعاقبة من قبل مسؤولين بارزين في النظام السوري تأتي في سياق التمهيد باستخدام الوكلاء على الأرض لاستهداف الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وذلك نظراً لصعوبة قيام النظام السوري بخوض معركة مفتوحة مع قوات سوريا الديمقراطية ولعل أبرز الأسباب التي تمنع النظام الدخول بشكل مباشر بحرب مفتوحة هو ضعف القاعدة الشعبية للنظام في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى صعوبة تغطية النظام السوري لتكاليف أي عملية عسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا.

نستخلص مما سبق معطيات تشير إلى أن هنالك جهوداً تسعى الدولة التركية والنظام البعثي معا والعمل عليها ومحاولة تهيئة المناخ لافتعال الأزمات ضمن مناطق شمال وشرق سوريا والتي من خلالها من الممكن أن تسمح للنظام البعثي والدولة التركية بخلط الأوراق في هذه المناطق، ومثال ذلك الاحتجاجات التي شهدتها مؤخراً مدينة الشدادي وقيام بعض الملثمين بالاعتداء على الأملاك العامة حاملين أسلحة مختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى