تركيا إلى أين؟

مرشد اليوسف

تركيا دولة عسكرية منذ نشأتها على يد اتاتورك  عام 1923، ورغم محاولات مصطفى كمال الجادة  (ومن جاء بعده من الرؤساء ) لتحويلها إلى دولةٍ مدنيّةٍ  – ديمقراطية  على غرار الدول الاوربية لكنه لم ينجح، لأن العقلية الشرقية الإقصائية والاستبدادية كانت  تقود مسيرة هؤلاء الرؤساء وعلى رأسهم أتاتورك، خاصة عندما كان الأمر يتعلق بالشعب الكردي الذي يشكل تعداده ما نسبته 40% من سكان تركيا .

ورأى الكماليون بعد قيام الجمهورية أنه لا مكان لأي شعب غير الشعب التركي في تركيا، ويجب تتريك كل القوميات الأخرى وخاصة القومية الكردية، وترك أتاتورك تراثاً عنصرياً تجاه الكرد  من الصعب تجاوزه، وأي محاولة  لتغيير المبادئ التي أرساها أتاتورك يتدخل الجيش التركي لقمعها، و كل محاولة كردية أو أرمنية للاستقلال أو الحكم الذاتي  كانت تقابل بالقمع.

وعلى مدار قرن كامل  من الزمن شكلت العلاقة الكردية التركية  واحدة من أكثر العلاقات  تعقيدا  وارتقت المشكلة الكردية  في تركيا  الى مرتبة المشكلات التي لا أمل في حلها بالطرق السلمية، وقد فرض اللونان الأسود والأحمر  سطوتهما على هذه العلاقة، وما أكثر المعارك والصراعات الدموية والمذابح  التي أريقت فيها دماء الشعب الكردي البريء على يد الأتراك لتكتب مأساة  شعب محروم من أبسط حقوقه. ويتعرض الشعب الكردي  للإبادة والإنكار والقتل والتهجير فقط لأنه شعب مختلف يريد أن يحافظ على هويته القومية.

وعلى خطى أتاتورك وعلى خطى الجنرال التركي كورسيل الذي قال : ” إن لم يخلد الاتراك الجبليون ( ويقصد الشعب الكرد ي ) إلى الهدوء فسيكون بانتظارهم حمام من الدماء يغمرهم ويغمر منطقتهم “.

ولا شك ان أردوغان  ( خليفة المسلمين الطامح في بعث الإمبراطورية العثمانية من مرقدها ) يسير على خطى هؤلاء فيقتل الشعب الكردي ويلاحقهم في كل مكان ولهذا السبب وغيره سوف تبقى تركيا دولة عسكرية متخلفة على غرار دول  العالم الثالث.

المقالة تعبر عن رأي الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى