تركيا واستراتيجيتها العسكرية الفاشلة في باشور كردستان

 

صرحت وزارة الدفاع في حكومة في باشور كردستان عن تطور بارز ظهر مؤخراً في سياق العمليات العسكرية للدولة التركية في باشور كردستان حيث صرحت الوزارة عن استهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني لعربة كان يتواجد بها مجموعة من مقاتلي البيشمركة وبحسب بيان القيادة العسكرية فأن الهجوم جرى تنفيذه من خلال صاروخ موجه أدى إلى فقدان خمسة من مقاتلين البيشمركة لحياتهم دون تحديد تبعية مقاتلي البيشمركة بالإضافة إلى جرح مقاتل أخر حيث سارعت القيادة العسكرية في باشور إلى اتهام مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الوقوف خلف العملية.

في ظل تسارع وتيرة العمليات العسكرية التي تقوم بها الدولة التركية في باشور كردستان ومحاولاتها إلى تبرير فشل السياسات الداخلية لها في التعامل مع الأزمات التي تعاني منها فيما يتعلق بالملف الداخلي إلى جانب رغبتها في تحقيق بعض المكاسب العينية قبيل انعقاد قمة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره التركي أردوغان كي يتمكن أردوغان من خلال ذلك التفاوض مع الأمريكان فقد عمدت الدولة التركية إلى مواصلة سياساتها في التدخل في دول الجوار بل وصل أيضاً الحال بها إلى خلق نجاحات وهمية لرفع معنويات المؤسسة العسكرية وإشغال الرأي العام التركي به من خلال الادعاءات التي تروج لها بين الفينة والأخرى حول قدرتها على استهداف مقاتلي الحزب الأمر الذي يفسر مدى الصعوبة التي تعاني منها الدولة التركية في استهداف كل فرد من مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

في حين شكلت الأحداث التي شهدتها الأيام الماضية انعطافات بارزه في مجريات المعارك التي تشهدها مناطق في باشور كردستان والتي تخللها استهداف مقاتلين من البيشمركة واتهام حزب العمال الكردستاني في عملية الاستهداف، بلا شك من الممكن أن تكون هذه الخطوة والتي وضعت بشكل مدروس للغاية تهدف إلى محاولات الدولة التركية إلى إخفاء حجم الخسائر التي تكبدتها في عملياتها العسكرية في باشور، ومن جانبٍ آخر إخفاء فشل استراتيجية الدولة التركية في القضاء على تطلعت الشعوب في الحرية والمتمثلة بحركة حرية كردستان والتي تراها الدولة التركية خطراً على أمنها القومي كما تدّعي مراراً وتكراراً، حيث أن الدولة التركية لم تكتفِ باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في حربها ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني فقط، بل تعمد في الوقت الحالي إلى محاولة إدخال أطراف أخرى في معاركها مع الحزب، وبالطبع فإن هذه المعطيات جميعها تؤدي إلى تأكيد فشل المنظومة العسكرية التركية في تحقيق ما تصبو إليها.

من جهة أخرى كذبت الأوساط والشخصيات السياسية داخل باشور كردستان وفي مقدمتها الكاتب والباحث العراقي هيوا عثمان المزاعم التي تمّ إطلاقها حول ضلوع حزب العمال الكردستاني في الهجمات التي تعرض لها مقاتلون من البيشمركة وفقدانهم لحياتهم كما أفند بعض القادة الميدانين من البيشمركة أيضاً وبحسب خبرتهم العسكرية أن الضربة التي أصابت المركبة التي كان يستقلها مقاتلو البيشمركة بصاروخ وبشكل مؤكد عبر طائرة مسيرة الأمر الذي يفسح المجال أمام احتمالية تعرض حكومة باشور كردستان وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكردستاني لنوع من الضغط ومما لا شك فيه فإن التحرك السريع والمريب لأرتال من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني فيما بعد قد تشير إلى محاولة التصعيد بشكل أكبر .

لا شك إنّ سعي الدولة التركية لكسب المزيد من السيطرة على الأرض في باشور كردستان سيستمر في الأسابيع القادمة إلى حين انطلاق قمة بايدن واردوغان في ظل استمرار عمليات نقل المرتزقة السوريين من ليبيا وقره باغ ومناطق أخرى في الشمال السوري إلى باشور كردستان وهنا لا نستبعد أن تدفع الدولة التركية باتجاه شنّ عمليات عسكرية جديدة مستخدمةً أسم وشعار (البيشمركة) من خلال استخدام المرتزقة السوريين نظراً إلى أن أوساطاً داخل قوات البيشمركة نددت في وقتٍ سابق بعدم استعدادهم للانخراط في أي معارك ضد حزب العمال الكردستاني، والتي على أثرها امتنع ما يقارب 150 مقاتلاً عن التوجه إلى جبهات القتال المحاذية لنقاط مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى