الرئيس الإيراني في دمشق

مرشد اليوسف

على وقع الانفتاح  الدراماتيكي العربي – السعودي على سوريا ووسط التبدلات  في مواقف معظم الدول العربية  تجاه النظام السوري  ( بهدف إبعاده عن دائرة النفوذ الإيراني المتعاظم في سوريا )  بدأ الرئيس الإيراني زيارته  يوم أمس الأربعاء بتاريخ 3 / 5 / 2023  وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني الى دمشق منذ 13 عاما.  ووصف حسين أكبري السفير الإيراني لدى دمشق الزيارة بأنها ” بالغة الأهمية  نظرا للتغيرات  والتطورات التي تحدث في المنطقة “.

وصرح علي بهادري المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق ” تركز على تعزيز  العلاقات الاقتصادية  والسياسية  بين البلدين ” .

لا أحد ينكر أن الزيارة بالغة الأهمية ….. كونها تركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية …الخ وفق وصف أكبري وتصريح بهادري  ولكن تركيبة الوفد المرافق للرئيس الإيراني المكون من وزراء الخارجية والدفاع والنفط والطرق  والاتصالات تشير إلى أن موضوع الزيارة يتجاوز الجانبين السياسي و الاقتصادي كما أن توقيت الزيارة لها دلالة أيضا حيث توشك دمشق أن تستعيد علاقاتها مع معظم الدول العربية وتتسلم كرسيها في جامعة الدول العربية وربما تطبع علاقاتها مع تركيا  .

لاشك أن طبيعة العلاقة بين طهران ودمشق عميقة  و معقدة وقديمة تعود الى عهد الرئيس السوري السابق  حافظ الأسد الذي وقف إلى جانب إيران في الحرب بين العراق وإيران  ,واستمرت بنفس الزخم في عهد الرئيس بشار الأسد  , وتؤثر في العلاقة بين الطرفين  عوامل كثيرة – مذهبية و سياسية و اقتصادية وعسكرية  ….الخ  , والثمن الذي دفعته طهران خلال الأزمة السورية الحالية   دعما للنظام السوري بلغ حجما كبيرا سواء ما يتعلق بالخسائر المادية أو الخسائر البشرية  , ولكن طهران ترى بأن الحرب في سوريا قد وضعت أوزارها وأوشكت على الانتهاء وقد جاء وقت الاستحقاقات  ولهذا فإن زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي في هذا الوقت  مهمة جدا  بالنسبة لإيران  , ولابد أن تتناول المباحثات بين الطرفين الإيراني والسوري مجمل القضايا الرئيسية المعلقة  وخاصة القضايا الاقتصادية والإستراتيجية على المدى الطويل ويفترض أن يطرح الجانب الإيراني مجموعة من الأسئلة وأن يجاوب عنها الجانب السوري وهي  :

– هل تطبيع العلاقات بين سوريا والدول العربية وبين سوريا وتركيا  سيتم على حساب علاقات دمشق مع طهران في سوريا ؟.

خاصة وأن إيران لا تريد معها  شركاء ولا تريد أن تزدهر العلاقات السورية التركية  على حساب مصلحتها ..

– كيف ستسدد سوريا الديون المترتبة عليها  للجانب الإيراني وقد بلغت أكثر من 30 مليار دولار  .

هل تسدده كاش موني  وهو غير ممكن خاصة وأن سوريا تعاني من الهزال الاقتصادي وبنكها المركزي  الخاوي, أم تسدده على شكل امتيازات اقتصادية واستثمارات  واستملاك أراضي ومواقع ثروات وموانئ…….الخ .

– هل ستبقى دمشق  حلقة رئيسية في تحالف محور المقاومة ؟ .

نعم ,  بالتأكيد ستبقى إذا هي ربطت مصيرها بمصير إيران .

– هل ستسمح  سوريا لإيران  بتعزيز الجبهة الأمامية  في الجولان السوري  لمواجهة إسرائيل ؟.

نعم وبالتأكيد إذا سارت الأمور وفق الخطة الإيرانية  .

– هل ستسمح سوريا لإيران بتعزيز نفوذها  داخل سوريا ومواجهة إسرائيل .

نعم وبالتأكيد اذا سارت الأمور وفق المشيئة والإستراتيجية الإيرانية .

ومن المؤكد توجد أسئلة أخرى وملفات معقدة بين الطرفين ولكن من الواضح أن النظام السوري قد حسم أمره بالوقوف الى جانب محور روسيا وإيران والصين وأخيرا السعودية ومن ثم تلبية جميع طلبات إيران دون شروط .

المقالة تعبر عن رأي الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى