قسد والتوازنات الدولية

الحرب في سوريا خلقت خلال اثنتي عشرة سنة الماضية خارطة جديدة على الساحة السورية من تكتّلات وفصائل ومنظّمات عسكرية عديدة وكثيرة.
ومع مرور هذه السنوات تقلّصت بعض الفصائل واندمجت فصائل مع غيرها كما وهُزِمت عسكريًا مجموعات كثيرة ومنها “داعش” باستثناء بعض خلاياه النائمة، وبقيت بعض ما يسمى بالذئاب المنفردة. ما يلاحظ في الفترة الأخيرة على الساحة السورية أنّها أنتجت ثلاثة أقطاب في سوريا، وهي:
١- النظام وحلفاؤه.
٢- تركيا ومرتزقتها.
٣- قسد والتحالف الدولي.
كما أنّنا نلاحظ في الفترة الأخيرة اللجوء إلى مقايضات بين كلّ من روسيا وتركيا، وتقديم تنازلات تدخل في مصلحة كليهما على حساب “قسد”، ولكنّهم فشلوا في هذه المقايضات؛ بسبب الموقف الصريح والواضح لـ “قسد” بأنّها لن تقبل بالتنازلات و إنّما تريد حلًّا سياسيًا وقانونيًا لحلّ الأزمة السورية، وأكّدت ذلك تصريحات الجنرال مظلوم عبدي وتأييد التحالف الدولي لتصريحاته.
أوضح التحالف الدولي للروس موقفه من الحلّ السياسي في سوريا، وأنّه يجب أن يكون الحوار (سوريًا- سوريًا) ممّا دفع روسيا للوساطة بين تركيا و “قسد”.
فروسيا وبعد أن كانت تلعب دور الضامن في سوريا باعتبارها قوّة عُظمى، أصبحت تلعب الآن دور الوساطة بين “قسد” وثاني قوّة في حلف الناتو “تركيا”، من هنا ندرك أن البراغماتيكية في سياسة “قسد” قد لعبت هذا الدور القوي، لتجعل تركيا تتردّد في التدخّل البرّي في شمال وشرق سوريا حتى الآن على الأقل.
من هنا نستخلص أنّ “قسد” لم تعد فقط قوّة عسكرية في نظر الروس والأمريكان، بل أصبحت قوّة ضرورية، كونها تمثل مكوّنات عديدة من المجتمع السوري، وبالتالي لابدّ لها من المشاركة في العملية السياسية للوصول إلى حلّ للأزمة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى