المعارضة التركية ومعركة الانتخابات و أوراق أردوغان

المعركة الانتخابية تحتدم بين أطراف الصراع في تركيا سواء من المعارضة أو من الحزب الحاكم برئاسة أردوغان ففي المعارضة المتمثلة بالطاولة السداسية وصلت الخلافات إلى ذروتها وأدت إلى انسحاب  رئيسة حزب الخير القومي  التركي ميرال أكشنار بسبب خلافات حادة بينها وبين أعضاء آخرين من الطاولة على خلفية دعمها لإمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول ليكون المرشح التوافقي للطاولة مع منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة وبالمقابل رشح باقي الأعضاء كمال كليتشدار أوغلو كمرشح لهم ، ثم تعود إلى الطاولة بعد يوم واحد من انسحابها منها وتتفق مع باقي الأعضاء بالإعلان عن كليتشدارأوغلو مرشحهم التوافقي على أن يكون باقي زعماء الأحزاب الخمسة نواب له يتم خلالها اتخاذ القرارات بشكل توافقي والوعود بالعودة إلى نظام برلماني  في حال فوز كمال كوليتشدار أوغلو بالرئاسة التركية ضد أردوغان،و لطالما عولت أحزاب المعارضة منذ سنوات على إنهاء حقبة أردوغان  وحزبه الحاكم الذي أستمر 21سنة إلى الأبد في هذه الانتخابات التي تراها مصيرية وبدء عهد جديد في تركيا .

المعارضة التركية ونقاط القوة

المعارضة بعد الاتفاق على مرشح يمثلهم هناك عدة نقاط قوية تلعب عليها للإطاحة بأردوغان وأهمها :

*كارثة الزلزال وتباطؤ أردوغان بالتعامل معها في الأيام الأولى من الكارثة والتي راحت ضحيتها أكثر من 45ألف قتيل في تركيا وحدها وملايين المشردين وأدت إلى انخفاض شعبيته كنقطة سوداء تهدد مسيرته السياسية وهو نفس الوتر الذي تلعب عليه المعارضة .

*الاقتصاد المتهالك قبل الزلزال وبعدها أدت إلى الحاجة إلى عشرات المليارات من الدولارات لإعادة بناء البنية التحية والمساكن للأهالي التي وعد أردوغان بتأمينها بعدة سنة في حال انتخابه  لفترة رئاسية جديدة وهو بدوره يعتمد على سخاء وكرم بعض شركائه الأثرياء في العالم لتحسين أوضاعه الاقتصادية التي تواجه تداعيات الزلزال الذي دمر عشرات المحافظات .

*التوجه إلى الغرب بعدما تقرب أردوغان كثراً من روسيا فيما ما يخص مصالحها في مشروع مرور الغاز الروسي عبر أراضيها كجسر لعبور السلة الغذائية الأوكرانية منها إلى الشرق الأوسط و أوروبا وعلى العكس فالمعارضة ترغب بتغيير البوصلة نحو الغرب من جديد في سبيل تجديد المفاوضات لعضوية تركيا في الاتحاد الأوربي والعودة من جديد إلى حضن الناتو الذي يرى في تركيا أردوغان الأبن الضال .

*حزب الشعوب الديمقراطي والذي قد لا ينضم إلى الطاولة السداسية بسبب وجود أحزاب أسلامية وليبرالية وكمالية  تحت سقف و قوام الطاولة السداسية ولكن قد يدعم الحزب مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو للإطاحة بأردوغان.

أوراق أردوغان للفوز بالانتخابات

لا شك بأن أردوغان سوف يسخر كل إمكانات الحكومة التركية في سبيل الفوز بالانتخابات التي قد تجرى في 14 مايو “آيار ” وبنفس الوقت لن تبقى المعارضة مكتوفة الأيدي في مواجهة الحزب الحاكم  “العدالة والتنمية “برئاسة أردوغان  فهناك عدة نقاط وأوراق قد تصب في مصلحة أردوغان وحزبه للفوز بالانتخابات  المصيرية بالنسبة له وهي كتالي :

*التطبيع مع النظام السوري مما سيعطيه زخماً ودعماً داخليا ً خصوصا في ملف اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية والذين يقدر تقدر عددهم بأكثر من “3،6” مليون لاجئ وإعادتهم بعد القيام بعملية عسكرية إلى شمال السوري والقيام بإنشاء منطقة آمنة تزامناً بانشغال روسيا بالحرب الأوكرانية وحاجة الناتو لضم السويد وفنلندا للحلف وهي بحاجة موافقة تركيا لانضمامهم رسمياً لها وتعتبر بطاقة ضغط بيد أردوغان لابتزاز الناتو للتغاضي عن التوغل العسكري الجديد في الشمال السوري قبل الانتخابات  لكسب الأصوات .

* الاستفادة من كارثة الزلزال من الناحية الاقتصادية من خلال مساعدات الدول الشريكة لتركيا بإنعاش خزينة الدولة وتسخيرها في خدمة الانتخابات من خلال إعطاء وعود بإعادة الإعمار وتعويض المتضررين خلال سنة إن تم إعادة انتخابه من جديد ولولاية جديدة وبنفس الوقت الهجوم على المعارضة واتهامها المعارضة بأنها السبب في منع إصدار قوانين  الإعمار المانعة للزلازل .

* السماح للمحامين باللقاء مع قائد الشعب الكردي عبداالله أوجلان  المسجون في جزيرة إيمرالي ذو الحراسة المشددة  والمعتقل منذ “1999م”  والذي لم يرد منه أي خبر منذ ما يقارب السنتين  لكسب صوت الكرد في شمال كردستان نتيجة تخفيف شروط العزلة ولقاء محاميه وعوائل المعتقلين في نفس السجن مما سيعطيه حظوظاً أفضل في دعم الكرد له بدلا ً من دعم المعارضة .

والخلاصة : قد يكون انتخاب كليتشدار أوغلو كمرشح للمعارضة  مناورة انتخابية  في هذه الفترة  أمام مرشحين خفيين هم أكرم أوغلو ومنصور يافاش والذين يمتلكون حظوظاً أكثر للفوز أمام كليتشدار أوغلو الذي يفتقد الكاريزما والشخصية القيادية أما أردوغان مقارنة بإمام أوغلو ويافاش  الذين يتقدمون على أردوغان بأشواط في حال  ترشيحهم حسب استطلاعات للرأي  في الفترة الأخيرة مقارنة بالحزب الحاكم ومرشحه أردوغان .

زر الذهاب إلى الأعلى