المجلس الوطني الكردي داخليا

تشهد الساحة السياسية في شمال وشرق سوريا حالة من السكون المريب والتي تنتاب شريحة كانت ذا صوت على مدار الأزمة السورية إلا أن هذه الشريحة المتمثلة بالأحزاب المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكردي في سوريا أو ما يعرف بـ (ENKS) على الرغم من المغيرات التي كانت قد شهدتها مناطق شمال شرق سوريا من هجمات لتنظيم داعش والدولة التركية والتهديدات التي كانت تطلق بين الحين والآخر من قبل النظام السوري وحلفائهِ الروس والإيرانيين لم تصدر أي ردود فعل من أحزاب المجلس الوطني الكردي أو أي موقف واضح.

اقتصرت تحركات المجلس الوطني الكردي منذ مطلع العام الجاري على تصريحات قادة المجلس الوطني الكردي بكلٍّ من عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض وعضو لجنة العلاقات الخارجية إبراهيم برو حول عدم وجود أي انتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي، والتأكيد على ضرورة عودة المهجرين من مناطق سري كأنيه وكري سبي وعفرين إلى مدنهم في ظل وجود الاحتلال التركي، بالطبع فإننا لا نستبعد أن يكون هذا التعويل على ضرورة عودة المهجرين إلى مدنهم في الوقت الحالي في سياق الرغبة في توطيد العلاقات بشكل أكبر من الائتلاف الوطني بعد المساعي التركية القطرية في إعادة تفعيل الائتلاف الوطني وتدويره بما يتناسب مع المرحلة الحالية.

أما فيما يخص الوضع الداخلي للمجلس الوطني الكردي فإنه يلاحظ وبشكل واضح التعقيد وضبابية الأجواء السياسية للمجلس الوطني الكردي وعدم الاستقرار الذي يمر به المجلس في الوقت الراهن، من جهةٍ أخرى يوجد أكثر من تيار داخل المجلس يحاول كل تيار إقصاء الطرف الآخر وتهميشه والمتمثلين بالحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا وحزب يكيتي الكردستاني – سوريا والأحزاب المتواجدة في الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي والتي تدعم حزب يكيتي الكردستاني- سوريا؛ ومن جهة أخرى محاولات بعض الأطراف الأخرى والتي انضمت مؤخراً إلى الحزب إلى التأثير على البيت الداخلي للمجلس الوطني وهو حزب يكيتي الكردستاني – الحر والذي عاد وانضم إلى المجلس الوطني الكردي بعد الاندماج مع حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي) والذي يقوده المدعو هجار علي.

من جانبٍ آخر فإن التخبطات والتناقضات التي تمر بها أحزاب المجلس الوطني الكردي دفعت ببعض المتمرسين والمؤثرين على مركز القرار داخل المجلس الوطني الكردي على التأخير والمماطلة في عقد المؤتمر العام للمجلس الوطني الكردي الأمر الذي من شأنه في حال حدوثه إزاحة الشخصيات والمؤثرين في المجلس الوطني عن الأضواء وإفقادهم المناصب التي يحتلونها لذلك فإن الشخصيات الموجودة داخل المجلس الوطني الكردي تحاول المماطلة في عقد المؤتمر العام بالرغم من الضغوط التي تجابه المجلس داخلياً.

من جهة أخرى واللافت في تحركات المجلس الوطني الكردي هو الغياب المتواصل للخطابات التي كان يطلقها بشكل يومي المجلس الوطني الكردي حيال الحوار الكردي – الكردي وعلى الرغم من اللقاءات التي جمعت في أوقات سابقة المجلس الوطني الكردي مع ممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية والتي كان قد أكد فيها الجانب الأمريكي على ضرورة تحقيق تقدم في الحوار الكردي – الكردي، إلا أن المجلس لم يقدم منذ مطلع العام الجاري على الإدلاء بتصريحات مباشرة فيما يتعلق بالحوار الكردي – الكردي.

نستخلص القول بأن المجلس الوطني يمر بمرحلة عصيبة وبالغة التعقيد بسبب هذه المواقف وتباين الآراء حيال نسبة التمثيل والتوجه داخل المجلس الوطني واختلاف الولاءات، ومن الممكن أن تشهد الفترة القادمة خروج بعض الأحزاب داخل المجلس الوطني الكردي عن السرب وأن تتوجه التسوية مع الإدارة الذاتية بهدف قبولها على ما هي عليها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى