بيشمركة روج بنادق للإيجار

لا يزال الغموض يكتنف مصيرالميليشيات المسماة ب ” بيشمركة روج ” الذين يتواجدون في جنوب كردستان حيث أنه وحتى اليوم الراهن لم تصدر أي نشرة من قبل حكومة جنوب كردستان توضح فيه مصير هذه المجاميع المسلحة التي تتواجد على أراضيها وسط محاولات تركية لتحويلهم إلى نسخة مطابقة للمرتزقة السوريين لإرسالهم إلى أي مكان تقتضيه المصالح التركية.

تفيد المعلومات القادمة من هذه المجاميع عن ارسال مجموعات إلى داخل الأراضي التركية بهدف التدريب حيث لم يتبين موعد أو تاريخ مرور هذه المجموعة والتي يتزعمها مسؤول كردي يدعى هوزان حجي سلو، هذه المعلومات تتوارد في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر شبه مؤكدة عن بدء برنامج تدريب لعناصر هذه الميليشيات على استخدام الطائرات المسيرة التركية والتي توحي إلى احتمالية استخدامها في العمليات التي تقوم بها الدولة التركية في المنطقة نظراً إلى سحب هذه القوات من نقاط تواجدها في محيط كركوك والانشغال بالعمليات العسكرية التركية في جبال كردستان وهي النقاط التي يتمركز فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني.

ولعل الهجمات الأخيرة التي قادها تنظيم داعـ.ـش على عدد من القرى في محيط كركوك تؤكد بأنه وبالرغم من التواجد العسكري لـهذه العناصر في محاور محيط كركوك والتي كانت قد وثقتها وسائل إعلامية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني قد انخفض نظراً إلى الارسال المتكرر لهذه العناصر إلى مناطق دهوك وزاخو والحدود الفاصلة بين جنوب كردستان وشماله وبالتحديد المناطق التي يتواجد فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني.

من جانبٍ آخر فقد زادت هذه المجاميع المسلحة من تواجدها على الحدود الفاصلة بين جنوب كردستان وبين مناطق روج افايي كردستان وذلك على امتداد الحدود ابتداءً من مثلث الحدود السورية التركية العراقية وصولاً إلى مدينة شنكال؛ فيما كانت قد عززت من تواجدها عبر نصب أبراج للمراقبة على الحدود وهذه التعزيزات الضخمة التي تقوم بحشدها هذه القوات إذ تأتي هذه التحركات من قبل ميليشيات روج في الوقت الذي تعلن فيه الدولة التركية عن نيتها في شن عملية عسكرية ضد مناطق شمال وشرق سوريا.

هذه الاستعدادات من قبل هذه الميليشيات تقترن بخفض الاعتماد العسكري التركي على القوات البرية في التقدم في المناطق التي تقوم باستهدافها في جنوب كردستان حيث عمدت الدولة التركية مؤخراً وبحسب المعلومات المتوفرة إلى توكيل مهام حراسة وحماية القواعد التركية في إقليم كردستان والبالغ عددها 38 قاعدة بالإضافة إلى قيادات عمليات تمشيط للمناطق التي تشن فيها الدولة هجمات جوية وهذه الخطوات جرى توثيقها من عناصر من البيشمركة أثناء قيامهم بعمليات التمشيط وإزالة الألغام في تلك المناطق.

ولعل إحدى الأسباب التي دفعت بالدولة التركية للاعتماد بشكل أكبر على القوات الكردية وبشكل خاص ميليشيات روج في عملياتها في جنوب كردستان يكمن في استغلال نقطة عدم انجرار حزب العمال الكردستاني لخوض صراع الاخوة أو استهداف القوى الكردستانية وذلك بسبب التزام حزب العمال الكردستاني بالاتفاقية الموقعة بين القائد عبد الله أوجلان وبين الرئيس السابق للحزب الديمقراطي الكردستاني السيد أدريس البرزاني في عام 1982 .

هذه المعطيات تأتي في ظل ارتفاع المطالبات الشعبية من قبل عوائل هذه المجاميع المسلحة من العودة إلى ارضهم وعدم الانجرار إلى حرب الوكالة والعمل كمرتزقة لدى الفاشية التركية، التي تسعى لاشعال حرب داخلية كردية كردية من الممكن أن تنعكس وبشكل مباشر على روجافايي كردستان  نظراً إلى تبني المجلس الوطني الكردي لهذه الميليشيات كقوة عسكرية لها.

نستخلص مما يلي الدولة التركية تسير في مخطط استهداف الشعب الكردي في كل بقعاع كردستان وإشغاله بالخلافات الداخلية إلى جانب تمويلها للعمليات العسكرية التركية من خلال اتباع الحرب الهجينة ( الحرب متعددة الوسائل ) وتمويل وتأهيل مجموعات مسلحة تعمل تحت الطلب وتتوجه إلى أي مكان تقتضيه المصالح التركية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى