كواليس خبر زيارة الوفد الأمريكي لجبال قنديل

ذكرت بعض مواقع الإعلامية عن زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى إلى جبال قنديل والحقيقة أن الوفد لم يكن وفد أمريكي بل وفد دولي للوقوف على المجازر والأضرار في كوناماسي وشيلاديز جراء القصف التركي الفاشي، في الوقت الذي يشن فيه جيش الاحتلال التركي عملية عسكرية على مناطق باشور كوردستان لإضعاف حركة التحرر الكردستانية تحت مسمى عملية مخلب النمر والتي بدأت في حزيران من هذا العام، هذا وقد شنت تركيا في وقت سابق عملية مخلب النسر، فلماذا إذاً تم الترويج على أنه اجتماع مع قيادات حزب العمال الكردستاني؟

بالرغم من الحجج الواهية التي تقدمها دولة الاحتلال التركي بأن حركة التحرر الكردستانية تشكل خطر على الأمن القومي التركي وهي “تركيا” التي نسفت اتفاق السلام المبرم مع حركة التحرر الكردستانية عام 2015 وشن عمليات عسكرية عليها ورغم علمها باستحالة القضاء على حركة التحرر الكردستانية أو حتى إضعافها، كون جميع عملياتها السابقة على مر ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن في الصراع المستمر بين الطرفين بائت بالفشل. إلا أن حقيقة هذه العملية وسابقتها تأتي استكملاً لأجندتها في الشمال السوري بتهجير الكرد من مناطقهم وإحداث تغيير ديمغرافي في هذه المناطق ومن ثم احتلالها سواء في روج آفا “عفرين وسري كانية وكري سبي” أو في باشور كردستان واستكمال مشروعها العثماني “الميثاق المِلّي” وإقامة قواعد عسكرية جديدة لها، كما وقد تهدف العملية العسكرية بالسيطرة على طريق M4 الاستراتيجي ونهب ثروات المنطقة للتخفيف من تأثير الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والتي أثرت على شعبية أردوغان، ويترافق توقيت هذه العملية مع الانفراج الكبير بين القوى الكردية حول المبادرة التي أطلقها مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية لتوحيد الصف الكردي في شمال وشرق سوريا.

 فقد شنت تركيا هذه العملية بأحدث التقنيات التكنولوجيا وخاصة الطائرات المسيرة بشكل كبير في عمليتها العسكرية لتقليل قتلى جنودها، ولكن لم تمنع هذه التقنية العسكرية والتي راهن عليها أردوغان بنجاح عمليته العسكرية، فقد استطاعت قوات الدفاع الشعبي الكردستاني من تكبيد جيش الاحتلال التركي خسائر كبيرة في عدد القتلى الجيش التركي خاصة في منطقتي حفتانين وجولمرك وغيرها من المناطق، حيث تتكتم وسائل الإعلام الأردوغانية مثل سابقة عملياتها عن حجم الخسائر منذ الاعلان عن بدء عملياتها العسكرية على جبال قنديل.

لذا فأن توقيت نشر خبر زيارة الوفد الأمريكي لجبال قنديل مع عدم صحتها، يأتي ضمن سياق الحرب الخاصة التركية بعد فشلها في إضعاف حركة التحرر الكردستانية، وتبرير هذا الفشل من خلال محاولات إقناع الرأي العام بوجود علاقة بين الولايات المتحدة مع حزب العمال الكردستاني، أو أن الولايات المتحدة تدخلت كوسيط لإنهاء العملية العسكرية، وذلك لتبرر وقف عملياتها العسكرية في المنطقة، خاصة بعد تصاعد الحديث في تركيا عن إجراء انتخابات مبكرة وفي الوقت الذي تؤكد فيها استطلاعات الرأي التركية تراجع شعبية أردوغان وحزبه “العدالة والتنمية” بسبب الأزمة الاقتصادية وحالة التوتر السياسي التي تعيشها البلاد نتيجة سياسة أردوغان الخارجية وتدخله في شؤون دول المنطقة “سوريا، العراق، ليبيا، جورجيا”.  وبسبب تضييق دائرة الخناق على أردوغان قد يطر أردوغان لإجراء انتخابات مبكرة قبل قيام الأحزاب المعارضة في كشف الخسائر الكبيرة لقتلى الجنود الاتراك في عملياته العسكرية وازدياد شعبية الأحزاب المعارضة، والرفض الشعبي للنظام الرئاسي واستغلال ما تبقى من شعبيته في تجديد ولايته الرئاسية والحفاظ على حزبه.

ومن جانب آخر فإن فشل هذه العملية في تحقيق القضاء على حزب العمال الكردستاني كما كان يتوعد بها أردوغان سيجعل من الكرد يلعبون دوراً أكبر بكثير من الدور الذي لعبوه في انتخابات البلديات عام 2019، في حال حصلت انتخابات مبكرة، والضغط الممارس على القائد الكردي عبدالله أوجلان من قبل الفاشية التركية، كما صرح عنها لجنة مناهضة التعذيب التابعة لحقوق الإنسان الاوروبية مؤخراً تدخل في سياق محاولات إبادة الكرد وتصفية حزب العمال الكردستاني وإنهاء حزب الشعوب الديمقراطي من الساحة السياسية التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى