زيارة الوزير اوستن إلى بغداد الأسباب والنتائج المحتملة

المقدمة :

وصل الوزير لويد أوستن بشكل مفاجئ وغير معلن يوم الثلاثاء الماضي إلى بغداد عقب زيارة عمان ومصر وإسرائيل , ولدى وصوله إلى مطار بغداد صرح :

“بأنه جاء لإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين  “.

والمفارقة الغريبة أن هذه الزيارة تأتي مباشرة قبل الذكرى العشرين للغزو الأمريكي  للعراق  في 20 آذار 2003 وسقوط نظام صدام حسين .

أسباب الزيارة :

الزيارات المكثفة التي قام بها المسؤولون الأمريكيون الكبار إلى المنطقة خلال الشهرين الفائتين والأسبوع الماضي ابتداء بزيارة  مستشار الأمن القومي  ومدير وكالة الاستخبارات المركزية  ومن ثم وزير الخارجية إلى كل من مصر وإسرائيل والأردن و زيارة رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية في الأسبوع الماضي  إلى الأردن  وشمال شرق سوريا .

زيارة اوستن وزير الدفاع الأمريكي إلى المنطقة والعراق وإقليم كردستان مؤشر على أن المنطقة مقبلة على صيف ساخن وتطورات مهمة  خاصة بعد اكتشاف الوكالة الدولية للطاقة الذرية  جزئيات اليورانيوم عالية التخصيب في إيران ,  واحتمال قيام إسرائيل  بشن هجوم على منشآت إيران النووية  .

لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بقلق بالغ  بخصوص التقدم السريع في برنامج إيران النووي وترى أن طهران طورت كثيرا من إمكاناتها  النووية  بعد انسحاب  إدارة الرئيس السابق ترامب  من الاتفاق النووي عام 2018وإنها قد تحتاج فقط الى اسبوعين  لتخصيب  ما يكفي  من اليورانيوم المستخدم  لصنع قنبلة نووية , وقالت  نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي  لشؤون الشرق الأوسط  دانا سترول  للصحفيين ” تواصل إيران تعمير وتمويل وتوفير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصواريخ للميليشيات التي تعمل بالوكالة  في المنطقة  فيما تهدد الشحن البحري في الخليج  “وأشارت إلى أن تطويق خطر إيران ” يستدعي  تعزيز تعاون إقليمي متعدد الأطراف  ” .

وأكدت سترول  “أن الخيارات العسكرية  في مواجهة إيران على الطاولة دائما وجاهزة  في حال طلب الرئيس  الأمريكي جو بايدن  ذلك ” .

والجديد في هذا السياق هو استنكار إيران واستنكار الجماعات  العراقية المسلحة والقوى الحليفة لإيران زيارة الوزير الأمريكي  معتبرة ذلك انتهاكا وخرقا لسيادة العراق , ودعت القوى السياسية العراقية إلى اتخاذ موقف واضح  تجاه الزيارة , وقال أكرم الكعبي  صاحب ميليشيا النجباء في تغريدة له ” إن الانتهاك  الذي قام به وزير الحرب والعدوان  في دولة الشر الأمريكية  بدخوله الى العراق  من غير استئذان  وبشكل غير رسمي  يستوجب  موقفا صريحا  من جميع القوى العراقية “

واعتبر علي العسكري المسؤول في كتائب حزب الله العراقي بأن الزيارة ” إهانة للبلد وإهانة لشهداء العراق  وشعبه وتاريخه  وإن حزب الله غير ملزم  بأي تفاهمات  بين الأطراف  السياسية  مع قوات الاحتلال ” .

النتائج المحتملة :

الأمر الواضح من هذه الوقائع والتصريحات هو أن الطرفين الأمريكي والإيراني  يستعدان للحرب ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لن تواجه إيران  وحدها  ولهذا فإن هذه الزيارة  تهدف إلى حشد  إمكانيات جميع حلفائها  ضد إيران  والحرب على إيران  ليست حتمية ولكنها محتملة  .

زر الذهاب إلى الأعلى