الإدارة الذاتية، الأزمات والمواقف الوطنية السورية والإنسانية

في الوقت الذي تقاوم فيه الإدارة الذاتية الاعتداءات التركية على مناطقها، عبر المسيرات وضربات المدفعية التي تطال المدنيين من الأطفال والنساء في ريف تل تمر وكوباني وعين عيسى ،  وتترقب عن كثب المواقف الدولية والإقليمية حيال النظام السوري ومحاولة إعادته إلى محيطه العربي عبر بوابة الجامعة العربية، وعبر العلاقات الثنائية من العراق والأردن والسعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات ومصر والجزائر وتونس وغيرها عبر زيارات مكوكية لوزراء خارجية هذه الدول، إلى دمشق ورد مماثل من وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، شارك فيها حتى الرئيس السوري بشار الأسد وخاصة إلى الامارات وسلطنة عمان وموسكو واجتماعات ثلاثية سورية وتركية وروسية على مستوى وزراء الدفاع لهذه الدول ومسؤولي الأمن والاستخبارات في الدول المذكورة وتلاه اجتماع مماثل رباعي بحضور إيران  لم يؤتَ ثماره، في وقت تقترب الانتخابات التركية المصيرية، ومحاولات اسرائيل ضرب المواقع الايرانية ومخازنها وطرق إمدادها المحموم على السلطة في السودان بين قوات الردع السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة الجنرال البرهان وسط كل هذا الحراك الدبلوماسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط شكلت الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا، لجنة لاستعادة السوريين العالقين في السودان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية بسبب المعارك بين الجانبين المذكورين، حيث قتل على إثر ذلك 15 سورياً ونوهت الادارة أنها تتابع بقلق ما يحدث في السودان وانها تعمل وتنسق على إعادة المواطنين السوريين في مناطق الإدارة الذاتية العالقين في السودان، والأمر اللافت أن السوريين يعدون من أكبر الجاليات في السودان ،والغالب أنهم لا يعرفون إلى أين يتوجهون، وإن مصيراً مجهولاً ينتظرهم في ظل غياب أي إعلان من النظام السوري وسفارته لبحث مصيرهم وحول ما إذا كانت هناك استعدادات لإجلائهم في الأيام القادمة، والجدير بالذكر أن الكثير من السوريين مطلوبون أمنياً للنظام السوري أو ممن تخلفوا عن الخدمة العسكرية، ويبلغ اجمالي عدد السوريين العالقين حوالي 90ألفاً وبعض التقديرات تشير إلى أن عددهم 65ألفاً ووفق مصادر حكومية سورية شبه رسمية أن وزارة الخارجية السورية تتابع بقلق أوضاع الجالية السورية وتتمنى للسودان الشقيق الأمن والاستقرار، وموقف الإدارة الذاتية رغم إمكاناتها المحدودة أنها تبذل كل الجهود لمساعدة السوريين أينما كانوا فقد عملوا سابقاً لإنقاذ السوريين العالقين في الجزائر والصحاري المجاورة واستلمت جثث السوريين ممن غرقوا في البحر وبلغ عدد الجثث  حولي 10 جثث من السوريين وقد أعرب وقتها الجنرال مظلوم عبدي أنهم في الادارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية سيتكفلون بتقديم كافة التسهيلات لعودة السوريين الآمنة إلى وطنهم، وسيعملون بكافة الطرق الدبلوماسية لإعادتهم بسلام وفعلا حققت الإدارة الذاتية ونجحت بإعادة السوريين العالقين في الجزائر حوالي 8أفراد مواطنين ونجحت بإعادة الجثث إلى ذويهم وكذلك حتى لا ننسى المساعدات الاغاثية والمعونات الانسانية التي قدمتها لمناطق المتضررين من صهاريج المحروقات والمواد الغذائية والألبسة والأغطية وغيرها في مناطق غرب الفرات ومناطق النظام والمناطق التي كانت تحث نفوذ الاحتلال التركي خاصة جنديرس وعفرين وغيرها ، والتي أعيق ادخالها أكثر من عدة اسابيع من قبل ما يسمى بالجيش الوطني المدعوم من قبل دولة الاحتلال التركي. وحتى النظام كان يبتز مساعدات المتضررين من الزلزال ويشترط الحصول على أكثر من نصفه، وسواء وصلت المساعدات الإغاثية أو لم تصل المهم في الأمر هو المواقف الوطنية والانسانية التي تتخذها الادارة الذاتية، حيال شعبها ومواطنيها ومكوناتها سواء أكان في غرب الفرات أم في شرقي الفرات .

زر الذهاب إلى الأعلى