الحمى التركية الروسية لعقد الاجتماع في أوائل نيسان

طالب رئيس النظام السوري في زيارته لموسكو أنه لا لقاء مع الرئيس التركي إلا بعد الانسحاب الكامل من الأراضي السورية ، كما طالب بتخلي تركيا عن دعم المعارضة الإسلامية المتطرفة وخاصة الفصائل المسلحة، والتنظيمات الإرهابية كجبهة النصرة التي تعرف اليوم بهيئة تحرير الشام وتنظيم داعش، كما نوه بالرفض بأيّ لقاء مرتقب لنواب وزراء الخارجية أو ما يسمى بالاجتماع الرباعي في موسكو لأنه يفتقد إلى جدول أعمال وبين أنه لا جدوى من اللقاءات إن لم تكن تحمل جدول عمل واضح ،رغم ذلك استمرت موسكو وبنشاط محموم في تكثيف اتصالاتها ولقاءاتها من أجل تحقيق مساعي اللقاء الرباعي بحضورها وإشراف منها لما لها من نفوذ عسكري وسياسي على الأراضي السورية وجرت اتصالات مطولة بين بوتين وأردوغان وبين سيرغي لافروف وجاويش أوغلو لتحقيق نفس الغرض ووصف أردوغان الوساطة الروسية بالحكيمة والبناءة، لما يجمع الجانبين الروسي والتركي من مصالح حيوية مشتركة تتعلق بالنفط والحبوب وبناء محطات نووية وغيرها ناهيك عن تقارب تركيا مع روسيا أكثر من تقاربها مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي في الكثير من المواقف الدولية، كما تسعى روسيا بشكل حثيث في الوقوف إلى جانب أردوغان وإنجاحه في الانتخابات المرتقبة في 14مايو، لاستمرار دعم تركيا له ،في حال فاز أردوغان في  الانتخابات التركية التي سبق ذكرها، والخوف من نجاح المعارضة التركية والطاولة السداسية بقيادة الحزب الجمهوري وزعيمه كليشدار أوغلو الذي يحتمل أن يقلب الطاولة والمصالح الروسية رأسا على عقب، كما أن المساعي الروسية لا تتعارض مع المواقف الصينية في سياستها الشرق أوسطية وتتوافق معها في مجابهة الولايات المتحدة الامريكية كما لا تتعارض السياسة الروسية مع إيران المتغلغلة في سوريا خاصة وأن تركيا وافقت على انضمام إيران في الاجتماع الرباعي القادم المزمع انعقاده، كما أن وزير خارجية إيران قام برحلات مكوكية بين موسكو وأنقرة ودمشق ولقائه رئس النظام لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك وحضور إيران في اجتماع موسكو الرباعي والذي رحب الأسد بحضور إيران الذي أعلن عن دعمه للنظام السوري على لسان وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، فلاجتماع المزمع عقده سيضم نواب وزراء الخارجية الأربع في البلدان المذكورة فميخائيل بوغدانوف يمثل روسيا الاتحادية ويمثل إيران مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية على أصغر حجي ونائب وزير الخارجية التركي وبمشاركة نائب وزير خارجية النظام السوري أيمن سوسان .

ولا يغيب عن ذهننا أن كل السعي التركي ونشاطه المسعور هو من أجل الانتخابات التركية والفوز بها ويحاول أردوغان سحب الأوراق من المعارضة التركية فيما يتعلق بورقة اللاجئين السوريين وورقة الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا ، بمنح المساكن المجانية وتعويض المتضررين كما أنه رفع الرواتب مرتين وثالثة قادمة في شهر تموز المقبل. ووعد بإعادة اللاجئين عودة آمنه وفق منظور الحكومة التركية وإقامة المدن بمساعدة قطرية ويحاول عبر الاجتماع الرباعي المزمع عقده الاستجابة للشروط السورية وتخفيف وطأتها عبر روسية وإيران ،أي أن يكون الانسحاب التركي من الأراضي السورية تدريجياً وعلى خطوات وفترات تكون مرهونة بتحقيق الأمن القومي التركي المزعوم كما يحاول حزب العدالة والتنمية التخفيف من عبء التضخم المالي عبر علاقاته الخليجية والقطرية وإظهار المعارضة بكونها مفككة وهشة لأنها صارت ربما تتألف من طاولة سباعية ،كما أعلن أردوغان عن تخفيض أسعار الكهرباء وتخفيض الضرائب خاصة على الهواتف المحمولة وأعلن عن توسيع التوزيع بالسلل الغذائية وتوزيعا على المواطنين والمجنسين، وتسعى تركيا إلى تدجين المعارضة حتى تتوافق مع اجنداتها في اللقاءات أو المفاوضات مع النظام السوري بالتوافق مع روسيا وإيران لتكون المخرجات وفق ما يترتب الموافقة مع النظام السوري والحقيقة أن تركيا وحزب العدالة والتنمية تمنح الكثير من الوعود المعسولة للنظام السوري بعودة اللاجئين السوريين إلى أماكنهم الاصلية وهذا موضع شك كبير وحسب الدبلوماسية البريطانية أيام بالمر ستون وقوله: يمكن إعطاء ما يحلو من الوعود فالوضع سيتغير فيما بعد ، والغالب أن النظام السوري يلتزم الصمت تجاه التصريحات التركية والوعود المعسولة ما لم يتعرض للضغوط الروسية والايرانية وربما يجنح لحضور الاجتماع الرباعي لكنه يفهم سبب سعي تركيا القوي لتحقيق تقدم في الملف السوري دولياً ومحليا من اجل الانتخابات التركية وإبرازها كورقة انتخابية لحزب العدالة والتنمية ويؤجل لقاء القمة مع الأسد إلى ما بعد الانتخابات لأن المهم لأردوغان ليس لقاء الاسد إنما رفع سقف دعايته الانتخابية أمام المعارضة التركية ، والحصول على نسبة تؤهله للجولة الثانية.

أما ما يتعلق بشرق الفرات والإدارة الذاتية سوف يتغير الوضع السياسي وربما العسكري في حال الانسحاب التركي فالنظام وروسيا، سيحاولان إرضاء تركيا بتعزيز تواجدهما في شرقي الفرات وعلى المناطق الحدودية وسيكون ذلك مرهوناً بموافقة أمريكية وربما أممية وأوربية.

زر الذهاب إلى الأعلى