قوات سوريا الديمقراطية والامتحان الصعب

قوات سوريا الديمقراطية والامتحان الصعب

 

مع انشغال العالم أجمع بالحرب الأوكرانية الروسية من جهة، وتهديدات أردوغان بشنّ عملية عسكرية جديدة على شمال وشرق سوريا  لدعم العملية الانتخابية المزمع إجراؤها  في منتصف العام الحالي وحصار الفرقة الرابعة لبعض أحياء الشمال السوري ومنع دخول المواد الأساسية إليها، كل ذلك أدّى لتحرّك الخلايا النائمة في منطقة شرقي الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، لتقوم بشنّ هجوم على مركز لقوى الأمن الداخلي في حيّ “الدرعية ” بمدينة الرقة، وخلالها تصدّت لهم القوى الأمنية وقتلت أحد الإرهابيين واعتقلت آخر كان يرتدي حزامًا ناسفًا، وخلال الهجمات ارتقى أربعة أفراد من قوى الأمن الداخلي ومقاتلَين اثنين من قوّات سوريا الديمقراطية إلى مرتبة الشهادة.

الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) نشر في تغريدة له على تويتر: “تتزامن هذه التحرّكات الإرهابية مع التهديدات التركية بشنّ عملية جديدة تستهدف أمن واستقرار المنطقة ” وردّاً على هذه الهجمات قامت قوّات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي بحملة تمشيط واسعة، لإلقاء القبض على الخلايا النائمة في مدينة الرقة عن طريق إعلان حظر التجوال الكلّي في المدينة وإعلان حالة الطوارئ، وبالتعاون مع الأهالي تمّ القبض على عشرات العناصر من خلايا داعش الإرهابية فيها.

وهذه العملية ليست الأولى من نوعها بل قامت قوى الأمن الداخلي بعملية مماثلة لها في مخيم الهول في السنة الماضية لاستئصال داعش وخلاياه من جذوره.

فأمام (قسد) عدّة خيارات للحفاظ على مكتسبات شعوب المنطقة التي قدّمت تضحيات جسامًا تُقَدّر بآلاف الشهداء وآلاف الجرحى، في سبيل الحفاظ على مكتسبات شعوبها وأطيافها وكافة أعراقها بفسيفسائها الملوّنة والتي اختلطت دماؤها على تراب شمال وشرق سوريا وهذه الخيارات هي كالتالي:

1- التصدّي لأيّة عملية جديدة للحفاظ على استقرار المنطقة من أيّة تهديدات سواء من قبل تركيا وتنظيم داعش أو أيّة جهة أخرى، وتجدّد ذلك من خلال الزيارة التي قام بها مسؤولان بارزان للتحالف الدولي مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني (بافل طالباني )إلى شمال وشرق سوريا، حيث تمتلك (قسد) تجارب عسكرية وخبرات قتالية عالية وتكتيكات عسكرية في ميادين الحرب اكتسبها من خلال خوضها معارك ضارية ضدّ تنظيم “داعش ” الإرهابي، إلى جانب تطويرها لأسلحتها ومعدّاتها الحربية، فضلًا عن امتلاكها عشرات الآلاف من المقاتلين المدرّبين على مختلف الحروب البرّية وعلى اختلاف أنواعها، ما يجعلها  طرفًا أساسيًا ورقمًا صعبًا في أيّة حرب قادمة  ليست كما سبقتها، ولن تكون هناك أيّة تسوية بدونها على الساحة السورية.

 

2- تقديم تنازلات لحكومة دمشق، تقضي بدخول الجيش إلى “منبج – تل رفعت – كوباني ” وانسحاب قوّات سوريا الديمقراطية “قسد ” من هذه المناطق، وتسليم كامل الشريط الحدودي إلى جيش حكومة دمشق، وعودة كامل المؤسّسات الحكومية إلى هذه المناطق، وهذه الخطوة مُسْتَبْعَدة ما لم تحفظ حقوق مكوّنات المنطقة بكردها وعربها وسريانها وكافّة أطيافها.

3- الوساطة الروسية بشكل رسمي بين قوات سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق لحلّ الخلافات العالقة بين الطرفين والقبول بقوّات سوريا ديمقراطية ضمن القوات الحكومية (مؤسّستها الدفاعية) مع الحفاظ على خصوصيّتها واستقلالها بكيانها كما هي، دون المساس بها والاعتراف بالإدارة الذاتية ضمن سوريا لا مركزية.

زر الذهاب إلى الأعلى