أردوغان ولعبة شد الحبل في شمال و شرقي سوريا

اشتدت في الآونة الأخيرة حملة إعلامية على الإدارة الذاتية عبر مختلف وسائل الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي تحِمَل بعض المؤسسات مسؤولية بعض الأزمات كأزمة الكهرباء وأزمة المياه وأزمة الخبز وغيرها من الاحتياجات الأساسية لعموم فئات الشعب كما يجري الحديث عن تأخير استلام فواتير القمح للمزارعين والفلاحين . وقد يبدو الأمر صحيحا في بعض الجوانب التي تظهر التذمر هنا أوهناك . ولكن في الغالب الأمر أعمق مما هو عليه . فموضوع الكهرباء والماء وحتى الخبز ليس بمعزل عن الظروف الدولية والإقليمية التي تحاول تشديد الخناق على الإدارة الذاتية ومحاولة وأد التجربة الديمقراطية في شمال و شرقي سوريا .فمعروف أن المياه هي حاليا تحت رحمة الاحتلال التركي المحطة المعروفة باسم محطة مياه علوك .ومعروف أيضا أن تركيا تقطع المياه لتأليب المكونات ضد الإدارة الذاتية . لما للمياه من أهمية بالغة في حياة المواطنين كما أن تركيا وائتلافها لا يوفرون جهدا تحريضيا ضد الإدارة الذاتية . التي تضع الخطط البديلة في تأمين المياه لمدينة الحسكة وضواحيها بحفر آبار في منطقة الحمة .وهذا لا يروق لتركيا ومرتزقتها إلى جانب مشاريع أخرى لتأمين نفس الغرض والاحتياجات . وليس مستبعدا أن يكون الروس وإيران مشتركين بنفس اللعبة للتضييق على الإدارة الذاتية . والأمر ذاته يتعلق بالكهرباء ومنطقته في الفرات والطبقة .فنفس محور آستانا يتلاعبون في قطع التيار الكهربائي على شمال وشرقي سوريا وبالتعاون مع النظام لإخضاع الإدارة الذاتية لشروطها حول الاعتراف بها . وإجهاض تجربتها لوضع دستور يرضي النظام وتركيا وإيران مثل الدستور الروسي الذي يكاد يطابق دستور النظام السوري .أما مسألة مادة الخبز والأفران فلعبتها مكشوفة .كون النظام مشترك مع الإدارة الذاتية في إنتاج الطحين والعجين والتوزيع بطريقة فساد معلن .والأمر كله مرتبط بالأبعاد السياسية لمآرب النظام وأهدافه تجاه الإدارة الذاتية .

لكن في المقابل لا نخلي مسؤولية الإدارة الذاتية .فيما يتعلق الأمر بتحديث الإدارات وتنقيتها من الفاسدين الذين يسيئون إلى سمعة الإدارة الذاتية ويعيقون عملها .بقصد أو غير قصد .أعتقد أنه يجب شن حملة إعلامية من قبل الإدارة الذاتية عبر كافة الوسائل لإيصال الحقائق كما هي لكل المواطنين .ودعوة لحماية الوطن والمواطن .

أما التفجيرات التي وقعت في مدينة الحسكة أياً كان أمر تفاصيلها .فلا تخرج عن حدود وأطماع أردوغان وروسيا وإيران والنظام.

زر الذهاب إلى الأعلى