دول تستغل فايروس كورونا لتحقيق أهدافها

فايروس كورونا هذا الوباء الذي اجتاح العالم واستنفرت لها معظم دول العالم الكبرى قبل الصغرى وسواء أكان هذا الوباء حرباً بيولوجية قامت به إحدى الدول أو نتيجة للتجارب المخبرية لتطويره واستخدامه وخرج عن نطاق السيطرة، إلا أن دول العالم بدأت تعاني من هذا الوباء نتيجة سياسة هذه الدول وأصبحت اقتصاداتها في بعض القطاعات شبه منهارة وقيام بعض الشركات العالمية بتغيير إنتاجها لإنتاج المعدات الطبية وذلك لتغطية النقص في المستلزمات الطبية لدولها وبالرغم من ارتفاع أعداد المصابين والوفيات بشكل تدريجي، بالإضافة إلى معاناة الشعوب من نتائج هذا الفيروس والحظر المفروض عليهم، إلا أن هناك دول ستعمل على استغلال هذا الوباء لتنفيذ مخططاتها في السيطرة على العالم فالولايات المتحدة تعمل على استغلال هذا الوباء لاتهام الصين المنافس الأول لها اقتصادياً بهذا الفيروس وفرض عقوبات اقتصادية عليها لإضعاف عجلة الاقتصاد فيها.

ولكن مع انتشار هذا الفايروس ومع رغبة ترامب بسحب قواته من سوريا بذريعة خشيته من إصابة جنوده في شمال وشرق سوريا بهذا الفايروس قد تعمل بعض الدول الإقليمية على تسريع هذه الرغبة من خلال استغلال هذا الوباء  لتحقيق أهدافها من خلال نشره في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وخاصة تلك الدول التي لا ترغب بوجود القوات الأمريكية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ولها مطامع في هذه المنطقة وخاصة دولة الاحتلال التركي، على الرغم من التدابير التي اتخذتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لحماية شعوب المنطقة من هذا الوباء ومع إمكاناتها الطبية المتواضعة، إلا أن الخطر لا يكمن في هذا الفايروس فقط وإنما الخطر الكبير يقع على عاتق  من يعمل على نقل هذا الوباء إلى هذه المناطق لتحقيق أهدافه الاستعمارية في السيطرة على شمال وشرق سوريا خاصة في حال قامت الولايات المتحدة بالانسحاب من المنطقة، لذا تعمل روسيا على تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة وإنشاء نقاط عسكرية جديدة قرب مدينة تل تمر وبلدة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي وقد يكون ذلك بهدف قطع الطريق أمام المشروع التركي العثماني في السيطرة على الشمال السوري تحسبا لأي تغييرات محتملة في المنطقة من جهة وإضعاف التواجد الأمريكي من خلال تقوية تواجدها في المنطقة.

الا أن التنافس الأمريكي الروسي في المنطقة قد يؤخر الانسحاب الأمريكي من سوريا وقد تعزز الولايات المتحدة من تواجدها في الوقت الراهن، وقد تلعب الولايات المتحدة على الورقة التركية لضرب التقارب الروسي التركي وذلك من خلال منح تركيا الضوء الأخضر لاجتياح شمال وشرق سوريا بعد قيامها بالانسحاب من المنطقة مما قد يؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة في ملف الأزمة السورية وانتقال المواجهة بين روسيا وتركيا حينئذ لن تنفع سياسة المقايضة بين الطرفين  باستثناء بعض المناطق في شمال وشرق سوريا ” كوباني ودرباسية “على غرار ما حدث في الغوطة الشرقية وعفرين وغيرها من المناطق أو ما يشاع عن مقايضة بين إدلب ومناطق الإدارة الذاتية وذلك لأن شمال وشرق سوريا ” الإدارة الذاتية” غنية بالنفط والمحاصيل الزراعية التي يحتاج إليها النظام، لذا فمن المستبعد أن تنجح سياسة المقايضة حينئذ، ولكن قد تستغل روسيا ومعها النظام الأطماع التركية في المنطقة وذلك من خلال الضغط على الإدارة الذاتية بتسليم شمال وشرق سوريا ومنحهم بعض الحقوق مقابل عدم السماح لتركيا باجتياح المنطقة، ولكن في حال فشلت تركيا في مخططاتها فذلك يعني خسارة الولايات المتحدة أمام روسيا في الأزمة السورية، مما قد ينعكس سلباً على مصداقيتها في المنطقة وجديتها في حماية حلفائها وشركائها في حال تخلت الولايات المتحدة عن حليفتها  “قوات سوريا الديمقراطية” في مكافحة الإرهاب، مما يفتح الطريق لروسيا لإنشاء علاقات جديدة وقوية مع الكرد ودول المنطقة وخاصة دول الخليج على حساب الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما تخشاه الولايات المتحدة.

ولكن كل ذلك مرهون بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ومدى جدية الولايات المتحدة في الوثوق بتركيا كحليف يمكن الاعتماد عليه في ظل حكم الإخوان في تركيا برئاسة أردوغان الذي يناقض في أطماعه العثمانية استراتيجية وأهداف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

زر الذهاب إلى الأعلى