شمال وشرق سوريا في الاستراتيجيات الدّولية والإقليميّة

Business careers can open a variety of doors for professionals looking to assert themselves in a field that makes the https://ctgoldbuy.com/ world function as it does. In the meantime, you can try using another card to make a payment.

                             

تعتبر مناطق شمال وشرق سوريا اليوم من أشد المناطق سخونة في العالم حيث التصريحات المتوالية والتحركات العسكرية الكبيرة من قبل الأطراف المتنازعة والإدانات والاجتماعات العاجلة من قبل الدول الغربية والعربية التي تدين الغزو التركي محاولين إيقافه لكن دون جدوى ودون طرح خريطة واضحة للحل، وعلى ما يبدو أن هناك تغيير في التكتيكات والاستراتيجيات من قبل أمريكا التي كانت صاحبة القرار في مناطق شمال وشرق سوريا، التي أعطت الضوء الأخضر لأردوغان من أجل احتلال شمال سوريا (بالرغم من تظاهرها بنفي ذلك)، فهل يعقل غزو منطقة تحت النفوذ الأمريكي بدون موافقتها؟.

يبدو أن أمريكا قامت بتغيير استراتيجيتها  في سوريا وبالتحديد في مناطق شمال وشرق سوريا عندما قامت بسحب قواتها من المناطق المحاذية للحدود التركية وتخلي عن قوات سوريا التي قامت بكسر وسحق أكبر منظمة إرهابية في المنطقة وحول العالم المتمثل بداعش وظهر ذلك عبر تصريحات ترامب قبيل الغزو العسكري التركي عندما قال “سنقاتل حيثما تكون هناك مصلحة لنا، وسنقاتل فقط من أجل الفوز”، فيظهر من تصريحه على أنه تم إنهاء داعش وبذلك انتهت مصالحه مع قوات سوريا الديمقراطية والآن يتحتم على هذه القوات مواجهة مصيرها لوحدها أمام ثاني أكبر جيش في حلف الناتو.

وبدا القرار الأمريكي واضحاً وجلياً بإعطاء الضوء الأخضر للجيش التركي عندما اعترض في مجلس الأمن على إدانة الغزو التركي مشاركة مع روسيا ويظهر جلياً على أن أمريكا تقوم بطرح معادلات جديدة في المنطقة وتريد خلق فوضى جديدة تعيد من خلالها ترتيب الأوراق حسب مصالحها وبحسب السياسة المرسومة من قبلها في سوريا والمنطقة.

لهذا قام الاحتلال التركي مدعوماً بعشرات الآلاف من الجماعات المرتزقة تحت مسمى الجيش الوطني السوري بغزو مدينتي سري كانيه وكري سبي هجوماً جوياً وبرياً فتسبب بتهجير ونزوح ما يقارب 300 ألف من السكان المدنيين وسقوط المئات من الضحايا المدنيين، حيث يهدف أردوغان من خلال هذا الغزو إلى تحقيق عدة أهداف.

 على الصعيد الداخلي:

  • توحيد المعارضة في جبهة واحدة مع حزب العدالة والتنمية من خلال هذا الغزو وخاصة بعد خسارته الانتخابات الأخيرة وصرف أنظارهم عن ممارساته الداخلية.
  • صرف أنظار الشعب التركي عن الوضع الداخلي السيء وخاصة بعد انقلاب تموز 2016م التي قامت على أثرها حكومة العدالة والتنمية بتصفية جميع المعارضين وتطبيق سياسة رعناء في كافة جوانب الحياة، فمن عادة الأنظمة المهددة بالانهيار تلجأ إلى التهويل بالخطر الخارجي بغية تدعيم وجودها في الداخل.

أما على الصعيد الخارجي:

  • القضاء على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وتجربتها الديمقراطية وقواتها.
  • التغيير الديمغرافي للمنطقة وذلك عبر تشكيل منطقة خالية من سكانها الأصليين، على أن يتم إسكان اللاجئين السوريين الموالين لتركيا بغية تشكيل حزام من مرتزقته على الحدود السورية.
  • رغبة تركيا في القضاء على الوجود الكردي مع اقتراب نهاية المعاهدات الدولية (معاهدة لوزان 1923م) والتي تنتهي بانتهاء مدة ولاية أردوغان.

أما قوات سوريا الديمقراطية التي التزمت بجميع بنود الآلية الأمنية بينها وبين تركيا وبضمانة أمريكية، حيث قامت قسد بتدمير جميع تحصيناتها المحاذية للحدود التركية وإبعاد قواتها مع الأسلحة الثقيلة لمسافة 40كم إلى عمق مناطق شمال وشرق سوريا، إلا أن تركيا لم تفِ بالتزاماتها ببنود الآلية وقامت بغزو مناطق شمال وشرق سوريا، ونظراً لهمجية الحرب والخوف من إبادة مكونات المنطقة من قبل تركيا وانسحاب أمريكا والموقف الاسترضائي الأوروبي لتركيا قامت قوات سوريا الديمقراطية بعقد مذكرة تفاهم مع الحكومة السورية بضمانة روسية من أجل حماية المواطنين والحدود السورية من الغزو التركي، وبذلك تكون روسيا هي المستفيدة من الوضع المتأزم في شمال وشرق سوريا.

وفي ظل هذا الغليان الذي تشهده المنطقة والتغييرات السياسية والعسكرية والدراماتيكية، يمكن أن تتجه المناطق في شمال وشرق سوريا إلى عدة سيناريوهات:

  • احتلال تركي لمناطق جديدة الاستمرار في قضم الأراضي السورية.
  • صمود قوات سوريا الديمقراطية وكسر العدوان التركي عسكرياً أو دبلوماسياً.
  • وقف إطلاق النار برعاية مجلس الأمن، رغم أن هذا الاحتمال قد يكون بعيد المنال.
  • تدخل روسيا والحكومة السورية في المناطق الحدودية لشمال وشرق سوريا وإيقاف المد التركي.
  • عودة أمريكا بقوة على الساحة وإيقاف الغزو التركي وعقد اتفاقية بين تركيا وقسد.

                                                               

زر الذهاب إلى الأعلى