قسد

 وحدها في مواجهة الأطماع العثمانية وتنظيماتها الإرهابية

تركيا العثمانية بقيادة أردوغان  زعيم الإخوان والجماعات المتطرفة والعضو في حلف الناتو لن تتوقف عند المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها من قبله بين سري كانييه وكري سبي، فبعد سيطرته على الشمال السوري في غرب الفرات “باب، جرابلس، عفرين، إدلب” ولاستكمال مشروعه العثماني (الميثاق المِلّي)، توجه نحو شمال وشرق سوريا فاحتل المنطقة الواقعة بين سري كانيه وكري سبي بحجة إقامة منطقة آمنة “عش الدبابير” لتوطين مرتزقته من الجماعات المتطرفة الإرهابية كمرحلة أولى ومن ثم التوجه نحو كوباني ومن ثم منبج كمرحلة ثانية ومنطقة ديرك كمرحلة ثالثة أما مدينة قامشلو فقد تكون المرحلة الأخيرة، لذلك رفض أردوغان عودة النظام إلى قامشلو كقوة عسكرية، وإعلانه بأن لا نية له بالسيطرة على نفط المنطقة كإشارة منه بعدم المساس بالمصالح الأمريكية في المنطقة، وذلك لتحييد الموقف الأمريكي اتجاهه، أدلة بأن أردوغان يهدف لاحتلال الشمال السوري بالكامل وبذلك يكون أردوغان قد أنجز الجزء الأول من الميثاق المِلّي في سوريا والتفرغ للجزء الثاني في باشور كردستان.

إن أهداف أردوغان الاستعمارية في المنطقة بحجة التركة العثمانية وسياسته في ترهيب الغرب بالمهاجرين وفتح باب الهجرة وتحكمه بالتنظيمات الإرهابية ستشكل أكبر تهديد للاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب خاصة بابتعاد تركيا عن قوانين الناتو وتقاربها مع روسيا مما قد يشهد تحرك أوروبي لوقفه وذلك من خلال الضغط السياسي والاقتصادي أو إقامة منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا وبدعم أوروبي قد يوقف التمدد التركي في شمال سوريا وإعادة تركيا لموقعها القديم، كما أن اعتراف الكونغرس الأمريكي بإبادة الأرمن جزء من الضغط  الغربي على تركيا.

إن سياسة أردوغان الاستعمارية التي تهدد الأنظمة العربية في المنطقة قابلها مواقف باردة من قبل تلك الأنظمة وترك قوات سوريا الديمقراطية لوحدها في الساحة تحارب الجيش العثماني وجماعاته الإرهابية وبدون دعم حقيقي منهم، حتى النظام لا يزال يرفض الاعتراف بقوات سوريا الديمقراطية كقوة عسكرية والعمل معاً في وجه العدو المشترك لهم رغم سقوط أعداد كبيرة من جنوده في المناطق الحدودية والتي انتشرت على أساس وقف التمدد العثماني وحماية الحدود، وبالرغم من عدم قدرة النظام في بسط سيطرته على كامل التراب السوري وحاجته إلى قوة عسكرية والتي تكمن في قوات سوريا الديمقراطية إلا إن نبرة تصريحاته والاستعلاء على قوات قسد ومكونات شعوب المنطقة، تجعل الوصول إلى الحل أمر صعب، فهي تراهن على استسلام قسد وذلك من خلال التهديد الروسي بالاحتلال العثماني لهم وزيادة الضغط عليهم حتى يقبلوا بالاستسلام ، متجاهلين بأن تلك الأراضي التي يتم الدفاع عنها من قبل قوات سوريا الديمقراطية هي أراض سورية و يدركو بأن الأتراك لن ينسحبوا من المناطق التي أحتلوها بل ستضم إلى الأراضي التركية على غرار لواء إسكندرون اوجعلها  منطقة متوترة بحيث تكون خارج إرادة سكان المنطقة    .

إن نجاح قوات سوريا الديمقراطية في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وتصفية زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في مقره الجديد في إدلب وهي مناطق سيطرة الجيش والمخابرات التركية “الميت”!؟ وتخليص العالم من شرورهم، حيث يتضح من موقع البغدادي إن المخابرات التركية على علم بوجوده وإن أوروبا تدرك ذلك ولكنها تقدم مصلحتها الدولتية على مصلحة شعوب المنطقة وإلا لكانت أوروبا قد اتخذت بحق تركيا مواقف أكثر جدية، لذا فأن هذه السياسة ستنعكس عليها بشكل سلبي في المستقبل نتيجة ارتباط التنظيمات الإرهابية بأردوغان الذي يعمل على استغلالهم وفق أجندته، وتهديدات أردوغان ووزير داخليته للدول الأوروبية بعناصر داعش وعدم اتخاذ  الدول الأوروبية خطوات تجاه ذلك. فبعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بدأت مرحلة جديدة وأكثر خطورة في نضال قوات سوريا الديمقراطية في محاربة التنظيمات الإرهابية المدعومة من قبل زعيم الإخوان أردوغان ومواجهة آلته التركية الوحشية والتي تتبع سياسة الأرض المحروقة ضد مكونات شعوب المنطقة في شمال وشرق سوريا بالنيابة عن العالم، فقد أصبحت سياسة أردوغان في المنطقة تهدد الأمن والسلم الدولي وبدون حراك أممي تجاهه، كأن قوات سوريا الديمقراطية أصبحت شرطي العالم في تخليص الدول من إجرام التنظيمات الإرهابية وبدون تلقي أي دعم سياسي أو عسكري من دول العالم وبالأخص من الدول الإقليمية، معتمدين على ما يمتلكون من إمكانيات متواضعة في حربهم ضد الإرهاب، وعلى الرغم من قيام أردوغان لإضعاف قوات سوريا الديمقراطية واحتلال مناطقها في شمال وشرق سوريا أمام أعين العالم وبدون أي حراك جدي لوقف الهمجية التركية، لا يزال العالم ومنها الدول الغربية وأمريكا يعولون على قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب في المنطقة.

                                                                                                                       

زر الذهاب إلى الأعلى