الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسيناريوهات التغيير

قبل الخوض في المتغيّرات الجديدة المتوقّعة في منطقة الشرق الأوسط، لابدّ من الإشارة إلى الحروب التي وقعت في المنطقة، والتي دفعت نحو التغيير، خاصة بعد هجوم حماس في7أكتوبر والحرب التي استمرّت لأشهر طويلة بين حماس وإسرائيل، والتي انتهت باتفاق إطلاق الرهائن، وأدّت لنتائج كارثية وألحقت أضراراً بالبنية التحتية والاقتصادية والبشرية.
مَن دفع باتّجاه هذه الحرب هو النظام الإيراني الذي دعم حماس ووسّع نطاق حربه ضدّ إسرائيل، لتمتدّ إلى لبنان؛ وهو الأمر الذي دفع بإسرائيل للقضاء شبه الكامل على نفوذ حزب الله في لبنان وقتل حسن نصرالله ومعظم قياداته في الصف الأول، وقتل يحيى السنوار ومعظم القادة في حركة حماس، ومنهم إسماعيل هنية في إيران، وتبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران بالصواريخ الباليستية، ومشاركة الحوثيين في ضرب إسرائيل؛ هذه الحرب أسفرت عن قصقصة الأذرع الإيرانية في غزة ولبنان وسوريا، وقطع طريق الإمداد الإيراني لحزب الله عبر سوريا من مناطق دير الزور والبوكمال، وانسحاب الفصائل الإيرانية والحرس الثوري من سوريا، تلا ذلك إسقاط نظام بشار الأسد، ومن ثم القضاء على الجيش السوري المنهَك والمتهالِك، من خلال هجمات إسرائيلية، ومن خلالها تم تدمير جميع الأسلحة الثقيلة للجيش السوري في ظل وصول هيئة تحرير الشام وزعيمها الجولاني، مع فصائل أخرى متعاونة معه، إلى دمشق خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 12 يوماً، ونقل نسخة حكومة إدلب إلى دمشق “حكومة الإنقاذ”.
وقد تتالت الزيارات التركية والعربية واللقاءات مع حكومة دمشق الجديدة، في ظلّ تراجع النفوذ الروسي وانسحاب قواتها من معظم القواعد العسكرية في القامشلي وأماكن أخرى إلى قاعدة حميميم وطرطوس، وذلك بانتظار تفاهم جديد مع حكومة سوريّة منتخَبة وفق الدستور المزمَع إعداده بعد المؤتمر الوطني الجامع لكلّ السوريين دون إقصاء أي مكوّن ديني أو عرقي، بعد تشكيل اللجنة التحضيرية، ومن ثم الانتقال إلى حكومة انتقالية تشارك فيها جمع مكوّنات الشعب السوري من العرب والكرد والدروز والعلويّين والسريان، ووضع دستور جامع للبلاد يضمن حقوق الجميع دون استثناء، وبناء جميع المؤسسات العسكرية والسياسية والاجتماعية للدولة السورية.
حكومة الأمر الواقع في ظل سلطة أحمد الشرع:
ما حدث على أرض الواقع هو أنّ الحكومة في دمشق أو ما تسمّي نفسها “حكومة الإنقاذ” قد عقدت لقاءات سياسية واستخباراتية مع وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، ومسؤول استخباراتها، إبراهيم كالن، وقام وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بزيارة للمملكة العربية السعودية واستقبله الوزير القطري، وزيارة كلّ من وزير خارجية فرنسا ووزيرة الخارجية الألمانية واستقبلهم أحمد الشرع، وكانت هناك تصريحات فرنسية وألمانية تؤكّد على ضرورة مشاركة الجميع والحفاظ على حقوقهم وضرورة التخلّي عن الإسلام السياسي؛ بمعنى أنّ الاتحاد الأوربي لن يقدّم الدعم والمساعدة لحكومة إسلامية في سوريا، كما قامت بعض الدول الاوربية الأخرى بزيارة حكومة دمشق لتؤكّد نفس المسار الأوربي.
يُستنتَج من زيارات المسؤولين الأتراك أنّها – تركيا – تسعى لترسيخ نفوذها في سوريا والحصول على أكبر قدر من الامتيازات، وقد يصل الأمر لدرجة السعي لترسيم الحدود البحرية لوضع يدها على منابع النفط والغاز السوريَّين.
ومن جهة أخرى قامت فصائل هيئة تحرير الشام بالتوجّه نحو مناطق الجنوب في السويداء لضمّها إلى مناطق حكومة دمشق الجديدة، لكنّ الأهالي هناك منعوا دخول الفصائل المذكورة إلى مناطقهم، في ظل عدم وجود تفاهم كامل ولايزال الغموض يكتنف الموقف بانتظار حلّ قادم.
كما قامت إسرائيل باحتلال كامل هضبة الجولان، وأقامت المزيد من القواعد العسكرية، وباتت على بُعد بضع كيلومترات من العاصمة السورية دمشق في منطقة تسمّيها إسرائيل “المنطقة العازلة”، رافضة التوغّل التركيّ في سوريا على مشارف حدودها. ويظهر جليّاً التنافس التركي – الإسرائيلي على النفوذ في سوريا بعد تراجع النفوذ الإيراني والروسي، ليحلّ النفوذ التركي محلّ النفوذ الإيراني، وهذا ما يُتوقَّع أن يرفضه الشعب السوري بكلّ مكوّناته؛ وفي محاولات لتحسين صورتها الدولية والإقليمية، قامت حكومة دمشق الجديدة بعقد لقاء مع قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي برعاية أمريكية، ويبدو أنّ هنالك تقارباً وتفاهماً حول الكثير من النقاط المتعلّقة بانضمام قوات قسد إلى الجيش السوري، وكذلك حول مسألة الثروات النفطية التي هي في مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، وقد أبدى الجنرال مظلوم عبدي مرونة حيالها؛ لكن هناك عقبات تحتاج إلى الحلّ؛ مثل حقوق الشعب الكردي والمكوّنات الأخرى التي يجب أن تُثبَّت في الدستور السوري القادم، وسوف نفصّل لاحقاً في هذا الموضوع، وغالب الأمر أنّ حكومة الشرع سوف تميل إلى التفاهم مع قوات سوريا الديمقراطية؛ لأنّ هذا هو ما ترغب فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ومعظم الدول العربية، وقد زار ممثّل الأمم المتحدة دمشق مرّتين وعقد لقاءات مطوّلة مع أحمد الشرع، وأعلن ذلك من خلال مؤتمر صحفيّ أجراه غير بيدرسون ممثّل الأمم المتحدة، وأعطى تطمينات حول رفع العقوبات عن سوريا ولكن قد يستغرق ذلك بعض الوقت؛ لأنّ الدول الاوربية ستعقد اجتماعاً لهذا الغرض في قادم الأيام.
السيناريو التركي المتوقّع في ظلّ تولّي ترامب مهامه:
تقوم تركيا حالياً بشنّ هجمات وحشية في مناطق شمال وشرق سوريا، خاصة في محيط كوباني ومنبج، وذلك من خلال أدواتها المسمّاة بفصائل الجيش الوطني، وكذلك عبر الفصائل الموالية له، وتقوم قوات سوريا الديمقراطية بمهمّة الدفاع عن الحدود الشمالية لسوريا في ظل تواجد قوات التحالف الدولي في مدينة كوباني التي تُعَدُّ رمزاً للمقاومة ضدّ تنظيم داعش والقوات الموالية لتركيا والمحتلّة لمدينة عفرين ورأس العين وتل أبيض، تلك القوات التي تسمّي نفسها بالجيش الوطني والفصائل التابعة لتركيا، وتبدي قوات قسد مقاومة أسطورية في المناطق المذكورة، وتقدّم يومياً أمام أنظار العالم عشرات الشهداء، في ظل مساندات شعبية وجماهيرية في سدّ تشرين وجسر قره قوزاق، وتشنّ حرباً إعلامية شعواء ضدّ الإدارة الذاتية الديمقراطية بدعم تركيّ لكسر إرادة الشعب الكردي وبقية مكوّنات شمال وشرق سوريا، مستخدمة كلّ قوّتها الدولية والإقليمية وأدواتها للقضاء على مشروع الإدارة الذاتية، لأنّ نجاح تجربة الإدارة الذاتية يعني بالنسبة لتركيا أنّها – تركيا – سوف تُقسَّم في قادم الأيام، وستحصل شعوبها على حقوقها الدستورية؛ وهذا ما يدفع أردوغان إلى أن يستشيط غضباً ويضرب أخماساً بأسداس، لذلك تجده تارة يحاول التفاوض مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان في سجنه في إيمرالي بشكل مباشر أو غير مباشر، محاولاً التأثير على القوى الكردية والوطنية للحصول على صفقات تفضي إلى الإفراج عن عبدالله اوجلان مقابل إنهاء القضية الكردية في تركيا، وتارة أخرى يريد الانتصار على قوات سوريا الديمقراطية في سوريا وإضعافها. رغم أنّ هذا السيناريو بعيد المنال؛ لكنّه يمثّل هدفاً لحزب العدالة والتنمية التركي وحليفة في الحركة القومية دولت بهجلي، معلّقاً الآمال على الرئيس الأمريكي الحالي ترامب متأمّلاً استمرار المواقف السابقة عام 2019م عندما حصل على الضوء الأخضر الأمريكي، لكنّ المرجّح أنّ هذا السناريو لن يتكرّر حاليا، وذلك للعديد من الأسباب أهمّها:
- إنّ قوات سوريا الديمقراطية قد أثبت جدارتها في العمل مع التحالف الدولي لمحاربة داعش.
- إنّ قوات قسد هي موضع ثقة أكثر من تركيا وهيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى المتقلّبة، ناهيك عن أنّ للتحالف الدولي تجاربَ سابقةً معها، أي تركيا، والتي منعت التحالف الدولي من استخدام قواعدها في قاعدة إنجرليك للتحرّك منها ضدّ داعش.
- إنّ قوات سوريا الديمقراطية قدّمت أكثر من 12 ألف شهيد خلال محاربة داعش لتحمي أوربا والعالم.
- ساهمت قوات قسد، بشكل فعّال، في قطع طريق الإمداد إلى حزب الله والحرس الثوري في لبنان وسوريا.
- لدى قوات سوريا الديمقراطية أكثر من 10 آلاف سجين من تنظيم داعش، وعشرات الآلاف من عوائلهم في مخيّم الهول ومخيّمات أخرى، وهي قنبلة موقوتة تهدّد أمن المنطقة وأوروبا والعالم، وهي ورقة رابحة لدى قسد والإدارة الذاتية، وهي تنتظر حلّاً دولياً؛ ومن هنا فإنّ أمريكا والتحالف الدولي في حاجة ماسّة لقوات سوريا الديمقراطية أكثر من تركيا وأكثر من حكومة دمشق الجديدة وهيئة تحرير الشام.
والمرجّح أنّ النفوذ التركي في سوريا سوف يتراجع، وهناك هدنة مرتقَبة بوساطة التحالف الدولي، وسوف تهدأ الهجمات التركية على منبج وسدّ تشرين، ويعود أهالي عفرين إلى مناطقهم بموافقة أحمد الشرع وتركيا، ومن المتوقَّع أن يشمل ذلك رأس العين وتل أبيض أيضاً، وأغلب الظن، أن يكون بموافقة إسرائيلية، لتقليم أظافر النفوذ التركي في سوريا، وكذلك بموافقة عربية وسعودية.
والجدير بالذكر أنّ أردوغان قد ثار ثائره عندما استدارت حكومة دمشق نحو توطيد علاقتها مع الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة؛ بمعنى أن تعود تركيا تدريجياً إلى حجمها الطبيعي إقليمياً، وهذا ما سوف يرضي الرئيس ترامب ودولة إسرائيل التي تتّخذ حالياً موقفاً معتدلاً من قضايا الكرد في عموم الشرق الأوسط.
سوريا مجدّداً في عهد دونالد ترامب:
سقط نظام بشار الأسد سريعاً، والذي مثّل القاعدة الأساسية للنظام الإيراني والذراع الهامّ له، مع حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن والحشد في العراق، وقد انتشرت رائحته الكريهة في السجون المتناثرة في دمشق وضواحيها، كسجن صيدنايا وتدمر والمزّة وغيرها من السجون، وهرب رأس النظام إلى روسيا، كما نوّهنا سابقاً، وتسلّم الشرع أو الجولاني السلطة في دمشق بتدبير أمريكي – بريطاني، والسيناريو المتوقّع منه أنّه سوف يستجيب للخطط الأمريكية في ظل حكومة دونالد ترامب، فالشرع سوف يرحّب بالتعليمات الأمريكية خاصة أنّه أعلن عدم معاداة إسرائيل وأنّه ليست لديه القدرة على ذلك، والعقبة التي تقف أمامه هي الفصائل الأخرى المتحالفة معه، والتي لا تستجيب لأوامره، تلك الفصائل التي تمثّل السلفية والتطرّف الإسلامي، لأنّها تعيث فساداً في اللاذقية ومناطق العلويين في حمص وترتكب الجرائم بحقّ العلويين الذين يستنكرون هذا الخرق برعب وخوف كبير، كما أنّ أحمد الشرع سوف يبدي انفتاحاً على الدول العربية، خاصة السعودية والامارات، كما يرحّب بوضع حدّ للنفوذ التركي المتفاقِم في سوريا، والذي تعزّز بزيارة وزير خارجية تركيا هاكان فيدان وإبراهيم كالن رئيس الاستخبارات التركيّة، حيث تسعى تركيا لتوريط الشرع في إشعال الداخل السوري من خلال الوقوف مع الجيش الوطني الموالي لتركيا في عفرين وسري كانيه/ رأس العين وكري سبي /تل أبيض ضدّ قوات قسد الوطنية السورية بكلّ مكوّناتها، ومن المتوقّع من حكومة الشرع أن تنفّذ الاتفاقات فيما بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية برعاية أمريكية في عهد دونالد ترامب الساعي إلى إنهاء الحروب في كامل منطقة الشرق الأوسط؛ فحكومة أحمد الشرع لا تمانع عودة سكان عفرين إلى مناطقهم، وذلك يسري على أهالي رأس العين وتل أبيض، فهدف أحمد الشرع هو رفع اسمه من قوائم الإرهاب؛ رغبة منه في الحصول على المساعدات الدولية ورفع العقوبات عن كاهل سوريا، ويعمل على تهيئة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني وبشروط التحالف الدولي، ووضع دستور للبلاد تشارك فيه جميع أطراف ومكوّنات الشعب السوري، ويعمل حالياً على تشكيل الجيش السوري الجديد بالتوافق مع قوات سوريا الديمقراطية وبرعاية أمريكية يكون للرئيس الأمريكي الحالي القول الفصل في هذا الأمر، ويُعتقَد أنّ الشرع إذا لم يستجب لذلك فإنّ التحالف قد أعدّ خطة بديلة يُتوقَّع أن تكون الحكومة البديلة للشرع وهيئة تحرير الشام هم الضباط المنشقّون من جيش بشار الأسد، وعلى رأسهم الضابط مناف طلاس ابن وزير الدفاع السابق لنظام بشار وحافظ الأسد؛ لذلك يسعى أحمد الشرع للاستجابة للشروط الدولية والأمريكية والأوربية والإسرائيلية، ناهيك عن رغبته في التوافق مع كلّ القرارات الدولية التي تتوالى زيارات مسؤوليها إلى دمشق، كما أنّه سوف يسعى إلى تحسين الوضع الداخلي السوري والوضع الاقتصادي لتحسين صورته دولياً وإقليماً وداخلياً وعربياً، وسوف يقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار الإقليمي، لكنّه سيبقى حذراً تجاه إيران التي سوف تسعى مجدّدا للتدخّل في الشأن السوري عبر عملائها السابقين وخلايا تنظيم داعش التي سوف تستغلّ أي خلل في الداخل السوري، أو عبر شيوخ العشائر العربية أمثال الهفل وشيخ قبيلة البكارة المدعو نواف البشير؛ لضرب الاستقرار في سوريا وخاصة في مناطق دير الزور لإحراج قوات سوريا الديمقراطية مجدّدا.
سيناريوهات شمال وشرق سوريا في عهد إدارة ترامب:
قبل الحديث عن السيناريوهات القادمة في الإدارة الذاتية الديمقراطية في ظل الرئيس الحالي دونالد ترامب، لابدّ من الإشارة إلى أنّ ممثّلي الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا قد حضروا مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي ترامب؛ وهذه إشارة ودلالة على الصداقة والتحالف بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي لم يحضر الرئيس التركي أو أي ممثل لتركيا؛ وهذه دلالة ثانية على أنّ الرئيس الأمريكي غير راضٍ عمّا تفعله تركيا (أحد حلفاء أمريكا في الناتو).
السيناريو الأول:
من المتوقّع أن تتعزّز العلاقة أكثر بين الإدارة الذاتية والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلّق بتقديم السلاح النوعي لقوات سوريا الديمقراطية من طائرات مسيّرة ودرونات أمريكية، وقد يصل الامر إلى التزويد بالدبابات المعروفة بـ “برادلي” لزيادة التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، لأنّ خطر داعش مستدام، ومن المتوقّع أيضاً أن تقدّم الولايات المتحدة الدعم للإدارة الذاتية في مجال الانخراط في الجيش السوري، والعمل على دعم الإدارة الذاتية في تثبيت حقوق الكرد وبقيّة المكوّنات في الدستور السوري القادم، لا سيّما المسيحيّون من السريان والآشوريين، والإيزيديّين وغيرهم، وأن تدعم الولايات المتحدة النظام اللامركزيّ وربما الفيدراليّ لشمال وشرق سوريا، وتعزّز الحقوق السياسية مع الإدارة في دمشق، خاصة أنّ الولايات المتّحدة قد دعمت توحيد الصف الكردي لتوحيد الخطاب السياسي مع الإدارة في دمشق عند الدخول في المفاوضات النهائية، ويتم ذلك بموافقة التحالف الدولي والاتحاد الأوربي ومجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية والدول العربية.
السيناريو الثاني:
أن يتوافق أردوغان مع الرئيس ترامب في تكليفه بحماية داعش والمخيّمات والسجون التي تحتوي على عناصر داعش وعائلاته؛ لإثارة الفوضى في منطقة الإدارة الذاتية بالتوافق مع روسيا وإيران وحكومة الشرع في سوريا، لخلق مزيد من خلط الأوراق في المنطقة، وذلك عبر صفقات تجارية شخصية بين ترامب وعائلة أردوغان، تتعلّق بمبادلات تجارية حول أوكرانيا فيما يتعلّق بشركات النفط والغاز وبمشاركات روسية وإيرانية؛ وهذا السيناريو غير مرجّح لدونالد ترامب، لأنّ تركيزه ينصبّ على كندا وعلى الاتحاد الأوربي والناتو وعلى الصين وعلى الداخل في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتركّز اهتمامه بتطوير الصناعات الأمريكية والصواريخ وبناء القبّة الحديدية، التي أشار إليها في خطاباته، وعلى مواضيع الهجرة غير الشرعية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وعلى قناة بنما. والأيام القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت، وسوف تتوضّح الأمور أكثر في قادم الأيام.