برقية محافظ السليمانية د. هفال أبو بكرلمنتدى (لوزان تصحيح المسارات وقضايا الاستقرار والامن الاقليمي) المنعقد في الحسكة 6-7 تموز 2023م

لقد مر مائة عام على معاهدة لوزان، وهي المعاهدة التي قسمت كردستان بأرضه التاريخية وجزأتها إلى مجموعات متفرقة وبدون وجه حق وبقي الشعب الكردي القومية الوحيدة بعد الحرب العالمية الأولى بدون دولة.

بعد مائة عام لا يعني أن الكرد فقدوا مناطقهم المجزئة ولا يعني أن الكرد فقدوا مكانتهم بل حولوا هذه المؤامرات الدولية والتهديدات إلى خطط وانبعاث فرص النصر والنجاح، وبعد ذاك التاريخ الطويل كان المنتصرون أنفسهم موجودين على أرض كردستان وكان لهم سيطرة كاملة على دول المنطقة، وبهمة وكفاح وتفهم حكيم ؛ (على الرغم من كل الأخطاء والانقسامات والصراعات والاستقطاب والتطهير والاحتلال والإبادة الجماعية والفشل وعدم التزام الأصدقاء وتم مبادلة الكرد بالنفط والمواد الخام والأسواق والمنتجات والعمالة وجعلهم أداة موازنة وذلك على أساس عرقي وجيوسياسي و توازن جغرافي اقتصادي وسلام جغرافي وهيمنة الدول الإقليمية)، و الكرد الآن عنصر مشارك فعال وعامل رئيسي في الاقتصاد والأمن والحرية ومحطم أصنام وتماثيل وتعويذة الإرهاب والمجموعات المرعبة في المنطقة والعالم. وبالإضافة إلى جميع الملاحظات وانتقاداتنا الآن لدى الكرد حكومة إقليم كردستان في الجنوب، وإدارة مستقلة في الغرب، وهو مشارك نشط في الإدارة والاقتصاد في الشمال، وقائدة للتغيرات الاجتماعية والثقافية في الشرق. والكرد في المهجر والشتات وفي جميع أنحاء المنطقة الجغرافية من العالم لعبوا دورًا ونفوذًا جديرين ومرموقين.

كانت حقبة لوزان حقبة المعادلة العالمية بدون الكرد والأصالة الكردية والعمق التاريخي والحضاري لكردستان والحضور والمشاركة والنضال المشروع خلال المائة عام الماضية. ضحت هذه المعادلة بالكرد في جميع أنحاء العالم، وأثبتت للعالم الداخلي والخارجي بانه لا يوجد عالم بدون الكرد.

لقد أثبتت الأحداث والتجارب الماضية للمنطقة بأسرها وللعالم بأنه لا يمكن لدولة بقوة السلاح وبالقوة المفرطة أن تزيل الكرد من الوجود؛ من المهم أننا توصلنا إلى إدراك أننا لا نستطيع أن نحقق جميع حقوقنا بالسلاح وحده.

يخطو العالم نحو قرن جديد، هذه المرة مختلفة عن لوزان، تعيد دول المنطقة تشكيل خريطة المنطقة. ومن واجب كل طرف من الأطراف وعقد مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات منطقي وواقعي، على أساس الحوار والتفاهم والاستفادة من الأوراق ونقاط القوة والعمل على ترسيخ كافة الحقوق المشروعة للكرد وكردستان، على مدى المائة عام الماضية، ومن خلال جهودنا من أجل الأمن والحرية، نهبوا اقتصادنا وقسموه، وفي الوقت الحالي، أصبحت المعادلة الأمنية والاقتصادية بدون حرية هي الفرضية السائدة للتغيير، وهي سياق في الوضع المحلي والإقليمي وهي نتيجة للصراع والحرب والتعصب المتبادل وإساءة استخدام الحرية؛ لأنه تم إنشاؤه لذلك.

إن كردستان؛ تتمتع بمكانة حساسة وقيمة في مجال الأمن واقتصاد المنطقة والعالم وهذا يتطلب خطة حكيمة، ورؤية واعية، ورسالة واضحة، ومجموعة خبراء، وعلاقة دبلوماسية جديرة، ووحدة إرادة وأهداف اجتماعية واقتصادية وسلمية وعسكرية وإعلامية وسياسية.

التهديد الوحيد المهيمن في هذه الفترة هو المرض الكردي القاتل المزمن والقديم. إنه انقسام وصراع ليس له هدف أو مصلحة مشتركة وليس من ورائه سوى الرغبات الشخصية والهيمنة الاستبدادية والمحافظة والأنانية والمصلحة الذاتية.

آمل أن يكون هذا اللقاء مرحلة جديدة من إعادة البناء الذاتي الوطني وترسيخ روح قبول الآخر وبرامج العمل المشترك ووضع استراتيجية اقتصادية وأمنية للاستقرار والسلام والتطور والتوازن والمعادلات الجديدة في المنطقة والعالم، على الكرد رفع الستار المفروض ظلماً بأنه مصدر المشاكل من أجل المبادرة الحقيقية لحل المشاكل العالقة، وأن يغير المعادلة بعيدا عن الانقسام والتطرف والمصلحة الذاتية وفرض الذات.

تحية لأرواح الشهداء

عاش الكرد، عاشت كردستان

د. هفال أبو بكر

محافظ السليمانية

7 تموز (يوليو)

زر الذهاب إلى الأعلى