التمركز الجديد للولايات المتحدة في شرق المتوسط
مع بدايات القرن الحادي والعشرين بدأ العالم يشهد أحداثا وحروبا جديدة وتغييراً في أنظمة الحكم لبعض البلدان، وإن لم تكن هذه الأحداث متوقعة، كأحداث 11 أيلول ومحاربة الإرهاب واحتلال أفغانستان، وحرب الخليج الثانية وسقوط نظام صدام حسين وتغيير نظام الحكم من مركزي إلى فيدرالي، مروراً بأزمات الشرق الأوسط تحت مسمى “الربيع العربي” أو ربيع الشعوب، وتغيير نظام الحكم في أوكرانيا بين مؤيد لروسيا إلى مؤيد للغرب، واحتلال شبه جزيرة القرم، ومن ثم التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وظهور مشاريع اقتصادية واستعمارية كالمشروع الاقتصادي الصيني “الحزام والطريق”، ومشروع الهلال الشيعي الإيراني والمشروع العثماني الجديد بعد تغيير النظام التركي من نظام علماني إلى نظام اسلامي، مع بروز الصين وروسيا كقوى عظمى تحاولان لعب دور أكبر في النظام العالمي.
فالعالم في الوقت الحالي يشهد حربا عالمية ثالثة ليس بمفهومها التقليدي، كالحرب العالمية الأولى أو الثانية على الأقل في الوقت الحالي- بل بمفهومها الجديد الأقرب إلى ما يسمى بـ”الحرب بالوكالة” أي من دون انخراط الدول الكبرى بشكل مباشر فيها. فالولايات المتحدة التي تتزعم النظام العالمي ” القطب الواحد” تدرك مخاطر بروز الصين كقوة اقتصادية كبيرة منافسه لها ومحاولة تمددها في الشرق الأوسط “مشروع الحزام والطريق”، وبروز القوة العسكرية الروسية وتمددها عسكرياً في الشرق الأوسط من البوابة السورية، وحتى طموح الغرب “أوروبا الغربية” بالاستقلال عن سياسة الولايات المتحدة، فجميع هذه الأحداث والمتغيرات مؤشرات لوجود تغييرات كبرى في السياسة الدولية، والتي نتجت عنها أزمات دولية وإقليمية.
مع انتهاء صلاحية الدول القوموية الشرق أوسطية وعدم جدوى إعادة ترميم هذه الأنظمة بعد تنفيذ مهمتها التي تم تحديدها من قبل النظام الرأسمالي – ما يخص بإسرائيل كدولة جديدة ومعترفة بها في المنطقة، وبعد تطبيع أغلب الدول العربية معها – ولكن بعد انفتاحها على الصين وروسيا باتت هذه الأنظمة التي تم بناؤها على يد النظام الرأسمالي تشكّل تهديداً محتملاً في المستقبل “كدولٍ مارقة”. فبعد حرب الخليج الثانية وظهور دول مارقة نجحت الولايات المتحدة في زيادة نفوذها العسكري في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في منطقة الخليج، وبعد أحداث 11 أيلول بدأت الولايات المتحدة بمرحلة جديدة بالتدخل في شؤون الدول الشرق أوسطية وآسيا الوسطى بحجة محاربة الإرهاب بهدف تطويق الصين وروسيا في آن واحد، والسيطرة الكاملة على الشرق الأوسط، إلى جانب الضغط على الأنظمة العربية للاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها. لكن مع تنامي القوة العسكرية الروسية وتوسع الهيمنة الاقتصادية الصينية، حيث أصبحتا تشكّلان خطراً على الولايات المتحدة خاصة بعد أزمة ما يسمى بـ”الربيع العربي” وازدياد التوتر بين الدول العربية وإيران بعد تمدد الأخيرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لذا ولسدّ الطريق أمام أي صعود محتمل للصين كمنافس جديد، وعدم السماح لها ولروسيا بالتمدد في منطقة الشرق الأوسط بات على الولايات المتحدة إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة.
التمركز الجديد للولايات المتحدة في شرقي المتوسط
مع اندلاع الأزمة السورية ومع ما يسمى بـ”الربيع العربي” لم تغب القوة العسكرية الأمريكية عن شرق المتوسط، والتي كانت سابقا مرتبطة بسير الأزمات والمشكلات التي تعصف في المنطقة، لكنها لم تأخذ شكل الاستقرار، إلا أنّ التمركز الجديد للولايات المتحدة بهذه الشاكلة قد يأخذ طابع الاستقرار، خاصة مع بروز الصراع “الغربي – الروسي” بعد الحرب الأوكرانية وبعد العملية التي نفذتها حركة حماس.
إن العملية العسكرية التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر وقيام إسرائيل بشن حرب على الحركة في قطاع غزة، ومع ازدياد التوتر بين ما يسمى بـ”محور المقاومة” وإسرائيل، وقيام الحوثيين وبقصف إسرائيل بالصواريخ البالستية واحتجاز سفينة إسرائيلية، إلى جانب العمليات التي يقوم بها حزب الله في الشمال الإسرائيلي، وجدت الولايات المتحدة الذريعة لزيادة نفوذها العسكري في شرقي المتوسط، وقد تعمل على تعزيز وجودها العسكري في العراق وسوريا. فالولايات المتحدة بعد السابع من أكتوبر عملت على ارسال حاملة الطائرات جيرالد فورد ومجموعتها القتالية المكونة من طراد من فئة “تيكونديروجا” و 3-4 مدمرات من فئة أرلي بيرك، وانضمت إليها مؤخراً سفينة قيادة الأسطول السادس الأمريكي “ماونت ويتني”. كما قررت وزارة الدفاع الأمريكية دعم مجموعتها البحرية في شرق المتوسط بمجموعة قتالية استكشافية من المارينز “مشاه البحرية”، وتتكون من حاملة المروحيات وسفينة الانزال البرمائي “باتان LHD” وسفينة النقل البرمائي/منصة الانزال البرمائي LPD من فئة “سان أنطونيو” وسفينة الهجوم البرمائي “يو اس اس كارتر LSD”، وتضم المجموعة القتالية الاستكشافية أكثر من 2000 فرد من قوات مشاة البحرية الأمريكية، والتي تعمل كقوة للتدخل السريع في حالات الطوارئ وفي مسارح العمليات المختلفة. وقد قررت الولايات المتحدة تعزيز تمركزها العسكري وقوة الردع الموجودة بالمنطقة لتشمل الدفع بحاملة الطائرات “إيزنهاور” من فئة “نيميتز” والمجموعة القتالية المرافقة لها، والتي تتكون من طراد من فئة “تيكونديروجا” ومدمرتين “أرلي بيرك” بالإضافة لغواصة نووية من فئة “أوهايو كلاس” والمحملة بصواريخ “كروز” من طراز “توماهوك”، إلا أنّه وبعد قيام الحوثيين بقصف إسرائيل بالمسيّرات الانتحارية والصواريخ البالستية قررت القيادة الأمريكية تغيير وجهة حاملة الطائرات “إيزنهاور” إلى جنوب البحر الأحمر”.
أهداف الولايات المتحدة من إعادة تمركزها في شرقي المتوسط
إن ازدياد النفوذ العسكري الأمريكي في شرقي المتوسط لم يأتِ من فراغ، فالولايات المتحدة لها حسابات لما قد يجري في المنطقة مستقبلاً، فالصراع الغربي -الروسي والصراع الأمريكي -الصيني ومع استمرار الأزمة السورية وتواجد روسيا والولايات المتحدة إلى جانب القوى الإقليمية إيران ودولة الاحتلال التركي باتت تلقي بظلالها على سوريا وعلى شرقي المتوسط كساحة لتصفية الحسابات، وترافق التحشد العسكري في شرقي المتوسط مع تصعيد التوتر في المنطقة، ويأتي التحشد العسكري الأمريكي -الغربي لعدة أسباب:
- استهداف القواعد الإيرانية والميليشيات التابعة لها ونقاط تمركز الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش في كُلّ من العراق وسوريا، والقواعد التي تطلق منها الصواريخ الباليستية الحوثية وضربها بصواريخ “توماهوك” من شرقي المتوسط، وذلك لشرعنة تواجدها العسكري في شرقي المتوسط. خاصة أن لروسيا قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس إلى جانب قاعدة حميميم الجوية.
- تطويق التواجد الروسي في سوريا “قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية” من خلال زيادة قوتها العسكرية البحرية في شرقي المتوسط وزيادة دعم قواعدها في سوريا والعراق مما قد يعني تدفق أسلحة متطورة إلى قواعدها وزيادة دعم شركائها المحليين. فالوجود العسكري الروسي في سوريا ومحاولات روسيا لإنشاء التحالف العسكري –الأوراسي- عبر استغلال التحالفات الاقتصادية والأمنية كمنظمة “بريكس” ومنظمة “شانغهاي” للتعاون لدعم مشروعها تشكل تهديداً للولايات المتحدة. فروسيا تحاول اقتصادياً عبر هذه المنظمات إضعاف هيمنة الدولار عالمياً، من خلال التعامل بالعملات المحلية لهذه الدول، وتحويل مسار هذه المنظمات من منظمات أمنية تهدف لمحاربة الإرهاب إلى منظمة عسكرية لمواجهة حلف الناتو وتدعيم فكرة الأقطاب المتعددة لصالحها.
- دفع الدول العربية للتعامل مع الولايات المتحدة كقوة عسكرية مهيمنة في المنطقة والعالم، وبالتالي قد تشهد المنطقة ولادة تحالف عربي -أمريكي أو ما يسمى بالناتو العربي “بين الولايات المتحدة ودول الخليج والأردن ومصر” على أن تنضم المملكة العربية السعودية وإسرائيل إلى ذلك التحالف بعد التطبيع بين الطرفين لمواجهة الخطر الإيراني والميليشيات الإيرانية في المنطقة، أما الهدف الأمريكي فهو ربط المنطقة عسكرياً معها، ومنع روسيا والصين من التمدد عسكرياً في المنطقة، عن طريق صفقات أسلحة أو بناء مفاعل نووي لأغراض سلمية، خاصة أن دول الخليج بدأت تفكر بإنشاء مفاعل نووي على أراضيها على غرار محطة “الضبعة” النووية في مصر ومحطة “أكويو” النووية في مرسين بتركيا وأخرى على البحر الأسود التي أنشأتها روسيا في المنطقة. على الرغم من رفض بعض الدول العربية لهذا المشروع “التحالف” إلا أن ازدياد التوتر في المنطقة قد تجبر الدول العربية الرافضة للقبول بفكرة الحالف العسكري مع الولايات المتحدة.
- قد يترافق التعاون العسكري بتعاون اقتصادي في المنطقة العربية، خاصة مع طرح الولايات المتحدة مشروع “الممر الاقتصادي” الذي يربط جنوب آسيا بأوروبا عبر منطقة الخليج العربي وتنافس الدول الإقليمية عليها، حيث تطمح تركيا لأن تكون عقدة تجارية دولية بين الشرق والغرب، لذا طرحت مشروع بديلاً بحيث يمر الطريق من العراق إلى تركيا بدلاً من المشروع الأمريكي الذي يتألف من ممرين منفصلين، أحدهما يربط الهند بالخليج العربي والآخر يربط الخليج العربي مروراً بالأردن وإسرائيل بأوروبا. فالولايات المتحدة تحاول سد الطريق أمام المشروع الصيني “الحزام والطريق” من جهة وتسريع التطبيع العربي الخليجي مع إسرائيل خاصة أن هذا المشروع يدعم رؤية “محمد بن سلمان 2030” ويدعم مدينة “نيوم” السعودية الجديدة، والتي يخطط لها أن تكون مركزا لجذب الاستثمارات العالمية في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف من جهة أخرى. ومن جانب آخر، الضغط على مصر اقتصادياً كون المشروع الأمريكي قد يؤثر على واردات مصر من حركة المرور في قناة السويس، وبالتالي دفعها للانخراط اقتصادياً وعسكرياً مع الولايات المتحدة وقد تنتهي إلى اتفاق لبناء قاعدة أمريكية بحرية في مصر. وليس من المستبعد في سياسة الضغط على مصر كدولة محورية في المنطقة، أن تكون الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومحوها من الخارطة بداية لتنفيذ مشروع يربط خليج العقبة بالبحر المتوسط، سواء عبر فتح ممر مائي شبيه بقناة السويس أو بالسكك الحديدية.
- بعد اضعاف أو حتى تصفية حركة حماس في قطاع غزة قد يأتي الدور لحزب الله، فالقصف المستمر لحزب الله للمواقع الإسرائيلية في الشمال دون وجود رد قوي من إسرائيل مع وجود ضغط أمريكي على إسرائيل لمنعها من فتح الجبهة الشمالية قد يكون لمنح إسرائيل الوقت لتصفية حركة حماس والجماعات الجهادية في قطاع غزة؛ أي تصفية الجماعات الجهادية داخلياً “داخل فلسطين”، بمعنى قطع أذرع إيران في فلسطين، ومن ثم التفرغ لحزب الله في لبنان. فإسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية وحتى الشعب اللبناني يرفض تحكم حزب الله بلبنان، والذي أوصل البلاد لأزمة اقتصادية وسياسية حادة بعد تنامي نفوذ حزب الله في لبنان، إلى جانب زيادة قوة الحزب عسكرياً وحصوله على أسلحة متطورة من النظام السوري والإيراني، وهو ما يشكل تهديداً قوياً لإسرائيل التي تعمل على قصف المواقع الإيرانية وشحنات الأسلحة المتجهة إلى حزب الله في لبنان.
- أما الهدف الحقيقي من كل ذلك فهو الحفاظ على هيمنتها العالمية وجعل قيادة الشرق الأوسط بيد إسرائيل بعد التطبيع العربي وربط المنطقة بمشاريع اقتصادية وعسكرية؛ من أجل الحفاظ على النظام العالمي القائم، والوقوف في وجه أي خطوات صينية أو روسية تهدف لتغيير معالم هذا النظام.
مستقبل الشرق الأوسط في ظل الصراع القائم
منطقة الشرق الأوسط بموقعها الجيوسياسي، وتنوعها العرقي والثقافي، وغناها بالثروات الباطنية، وإشرافها على ثلاث قارات، وعلى ممرات مائية تشكل شريان الحياة للغرب، ومحور اهتمام العالم منذ القديم وحتى الآن، فمن يتحكم بالمنطقة قادر على أن يحكم العالم، وقوة الولايات المتحدة الأمنية هي نابعة من سيطرتها شبه المطلقة على المنطقة؛ لذا تشهد منطقة الشرق الأوسط منذ القديم مع ظهور الأنظمة المدنية “دول” ومن ثم ظهور الامبراطوريات الفارسية والرومانية والعثمانية” ومن ثم التنافس الاستعماري الغربي على المنطقة وما نجم عنه من تقسيمات ونشوء دول قوموية وما حملته من نتائج كارثية على شعوب المنطقة، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي كقطب ثانٍ، ومن ثم بروز روسيا كقوة عظمى وأطماعها التوسعية إلى جانب القوة الاقتصادية العملاقة للصين، وفي ظل هذا النظام العالمي ازدادت الأزمات والمؤامرات التي تهدف لتقطيع أواصر شعوب المنطقة وطمس ثقافاتها الممتدة لآلاف السنيين في سبيل خدمة أنظمتها وأطماعها.
كما أن بعض الأزمات التي عصفت بالمنطقة بحجة الديمقراطية، والخطر التركي المتمثل بمشروعها العثماني السني، والخطر الإيراني المتمثل بمشروعها الشيعي وأنها في حالة صراع مع إسرائيل والولايات المتحدة ما هي إلا لذر الرماد في العيون، وما هذا الصراع إلا لتنفيذ الأجندة الغربية في منطقة الخليج بما يخدم إسرائيل والولايات، وإجبار العرب للتوجه نحو إسرائيل كمنقذ لهم من الخطر الإيراني مقابل التطبيع والتنازل عن قضية فلسطين، وتركيا الإسلاموية ومشروعها العثماني ودعمها لتنظيم الإخوان ما هو إلا لسحب البساط من تحت أقدام المملكة العربية السعودية والتحكم بالجماعات الإرهابية بما يخدم مصالحها ومصالح الغرب في المنطقة.
لذا فإن الصراع الدولي القائم بين الشرق (المتمثل بالصين وروسيا) من جهة، والغرب (المتمثل بأوروبا الغربية والولايات المتحدة وحلف الناتو) من جهة أخرى على النظام العالمي، ومن ضمنها الدول الإقليمية وبالأخص تركيا وإيران قد جعلت من الشرق الأوسط منطقة صراع؛ فالمنطقة باتت مركزا للأزمات السياسية والعسكرية والاجتماعية، والتي انبثقت من الدول القوموية المشادة على يد الغرب، ونظراً لعجز “الدول القوموية” عن حل أي من القضايا الاجتماعية، ومناوأتها للديمقراطية بل حتى أنها أصبحت مضادة للمجتمعية، كون ولادتها كانت على خلفية التضاد مع “الأمة الديمقراطية” كضرورة من ضرورات منطقها، حيث تحول هذا التضاد إلى تضادٍّ مع المجتمعية؛ وهوما يفسر الأزمة السورية كمثال، وبالتالي ستجر المنطقة نحو حافة الانهيار؛ من هنا تستمد الدول العظمى قوتها وهيمنتها على المنطقة، كون هذه الأنظمة القوموية ما هي إلا أداة تم إنشاؤها في منطقة الشرق الأوسط وتعمل وفق الإملاءات الغربية وتسخّرها وفق حاجاتها ومشاريعها.
وفي هذا السياق فإن العملية التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر ضد إسرائيل تحوم حولها الكثير من الشكوك وستحمل معها الكثير من الأحداث، ومع استمرار الصراع الروسي الغربي في أوكرانيا واستمرار الأزمة السورية وغياب أي بوادر لحل تلك الأزمات، فقد تكون بداية لمرحلة جديدة تحمل معها رياح التغيير في منطقة الشرق الأوسط سياسياً وعسكرياً، بدءاً بقطاع غزة ومن ثم لبنان؛ لإنهاء سيطرة حزب الله وإضعافه سياسياً وعسكرياً، وقد يترافق مع نشوء إدارات ذاتية في الجنوب السوري كمنطقة عازلة تُبعد فيها إيران وميليشياتها عن الحدود الإسرائيلية لضمان أمنها.