انفجار إسطنبول وتأثيره على الدعاية الانتخابية في تركيا

نذير صالح

حاولت تركيا من خلال تفجير إسطنبول في منطقة تقسيم شارع الاستقلال الذي أودى بحياة أكثر من ستة قتلى وأكثر من ثمانين جريحا معظمهم من المدنيين أن تخلق أرضية ملائمة لتهييج و تأجيج الشارع التركي ضد المهاجرين السوريين وإركاعهم و  إجبارهم على الرحيل القسري تحت حجة أن الفتاة أحلام بشير سورية الأصل وذلك قبل الانتخابات ونزولا عند رغبة حليفه القومي العنصري دولت بهجلي اليميني المتطرف وأنصاره الذين تسببوا في قتل الكثير من المهاجرين السوريين على  أن المهاجر السوري أضحى عبئا وضيفا ثقيلا على الحكومة التركية والتي جنت ونهبت أكثر من 60 مليار دولار من أوروبا و أمريكا كمساعدات لهؤلاء  المهاجرين.

 وهدف أردوغان وزمرته الأمنية وخاصة سليمان صويلو وفدان بأن الأتراك هم ضحايا الإرهاب القادم من سوريا وليس العكس لتبرر احتلالها و إرهابها بحق الشعب السوري عربا وكردا وسريانا .

إن ادعاءات وتلفيقات تركيا الزائفة بأن الفتاة السورية عبرت عفرين إلى تركيا وتلقت أوامر التفجير من كوباني فهي مسرحية هزيلة الإخراج وهي محاولة فاشلة للتغطية على جرائمه الدنيئة واستعماله للسلاح الكيميائي و المحرّم دوليا ضد قوات مقاتلي الدفاع الشعبي في منطقة الدفاع المشروع الذين يدفعون القتل عن شعبهم فأردوغان وفدان وصويلو هدفهم الحالي التعتيم على قمعه واعتقاداته العشوائية وأفعاله المشينة وثرواته الهائلة والتي اختلسها عبر صفقات مشبوهة وما عملية القبض على الفتاة البلهاء (أحلام البشير ) خلال ساعات قصيرة إلا عبارة عن كذبة باهتة و تلفيق فج لا ينسحب ولا ينطلي حتى على الغر الساذج البسيط وكان هدف أردوغان أيضا أن يقدم نفسه على أنه الرجل الذي يسهر على أمن الشعب التركي وأن الأجهزة الأمنية لا تكل ولا تمل فهي في خدمة الشعب ليل نهار لا شك أن هذه الفتاة المسكينة هي من ضحايا أردوغان فهي لم تعبر عفرين بل كانت في حوزة الاستخبارات التركية كما صرح سكان حي كناريا عبر مقابلات تلفزيونية أنهم لم يلمحوا ولم يشاهدوا هذه الفتاة ولو لمرة واحدة في هذا الحي الهادئ.

 والسؤال كيف تم القبض عليها وبأي طريقة عبرت الى إسطنبول؟

وأين كانت أجهزته الأمنية والتي ترصد بعوضة على ظهر كلب وعلى طول الحدود ؟

إن هدف أردوغان واضح وضوح الشمس ألا وهو خلق الذرائع لاجتياح أجزاء جديدة من منبج أو كوباني كون الفتاة سورية وتدربت على أيدي مقاتلي  حزب العمال الكردستاني  حسب ادعاءات تركيا وواضح للعيان أن الفتاة قد تكون من أصول أفريقية إثيوبية أو صومالية مثلا ولا علاقة لها بسوريا عربا وكردا وقد أدان حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية هذا الانفجار بحق مدنيين أبرياء فلقد أثبتت القيادة التركية مرة أخرى دناءتها من خلال اتهام حزب العمال الكردستاني الذي يقضّ مضاجع أردوغان وصويلو وادعت تركيا زورا بأن الأجهزة الأمنية كشفت خارطة تحركات أحلام …..إذا لماذا لم يتم القبض على هذه الفتاة الكئيبة  قبل هذا التفجير؟

وهذا دليل دامغ على نوايا تركيا المبيتة عن سابق قصد وتصميم ليتهرب أردوغان من جريمته النكراء باستعمال السلاح الكيميائي .

حقا انقلب السحر على الساحر فهذه العملية الأمنية باءت بالفشل الذريع وقضت على شعور ومشاعر المواطن التركي بالأمن والاستقرار وستكثف الأيام القادمة تلك الأيدي الخفية الخبيثة التي دبرت هذه الجريمة الآثمة النكراء ولا يستبعد أن يكون لليمين القومي المتطرف ضلع مباشر في هذا العمل الإرهابي الذين أغاظهم زيارة زعيم حزب الشعوب الديمقراطي بطائرة خاصة من السجن إلى بلده لزيارة والده المريض بالإضافة إلى انفتاح هنا ولقاء هناك.

وبعد أن فشل السيناريو الأول غير المحبوك جيدا أخذت تركيا تدعي أن جميع الذين شاركوا في التفجير هم سوريون وقد تم القبض على الشخص الرئيسي المنفذ للعملية بعد أن حاول الفرار إلى بلغاريا ويبدو أن  ذاكرة أردوغان وصويلو ذاكرة خصبة يستطيع أن ينسج مئات السيناريوهات الخيالية المماثلة والملفقة لضرب سوريا وقوات سوريا الديمقراطية ومناطق الدفاع المشروع قبل الانتخابات ليظهر نفسه بمظهر بسمارك الحريص على حياة الشعب التركي لأن الامر لن يكون سهلا على أردوغان فالمواطن التركي أدرك تماما عدم صدقية السيناريوهات المطروحة والتي تتغير وتتبدل  من يوم إلى آخر.

 حيث يتم إضافة عناصر وشخصيات جديدة على هذا العمل المسرحي الفاشل فلكل مسرحية شخصيات أساسية وأخرى ثانوية وبناء وديكور …الخ . من العناصر التي لم يقرأها أردوغان وصويلو فأخفق في عمله التراجيدي هذا فتبا لأردوغان وزمرته التي ستقوده إلى حتفه تبت يدا أبي لهب.

المقالة تعبر عن رأي الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى