مجلة دراسات كردية العدد 6

ربيع 2015

في العدد السادس من مجلة دراسات كردية حاولنا ان نهتم بموضوع الاسلام السياسي، والحرب في سوريا عامة وفي روج أفايي كردستان بشكل خاص، لاسيما الحرب التي يشنها تنظيم داعش على شعبنا الكردي في كانتوناته الثلاث، محاولين تفسير خلفيات هذا التنظيم وأبعاده الدولية والاقليمية والغاية من وراء هجماته الشرسة على شعبنا ومكتسبات ثورته التي حققها من خلال التضحيات الجسام.

ان الدراسات التي تناولت خلفيات الحرب والثورة في سوريا ظلت في إطارها العام حول الشكل الظاهر للحرب مغلفا بالكثير من المشاعر والعواطف التي تشتهي ما يجب ان تكون عليه الأحداث ولم تدخل الى جوهر الأحداث الجسام التي مرت بها المنطقة خلال أربع سنوات من تاريخ ما أطلق عليه عربيا ” ثورات الربيع العربي ” والتي تحولت فيما بعد أي بعد اسقاط انظمة تونس وليبيا ومصر الى مجرد حرب عبثية تقتل المواطن الذي ثار لكرامته وتترك الطغاة في اريحية يومهم يديرون الصراعات والحروب بين الفصائل والكتائب المختلفة التي بررت وجودها دائما لمقارعة النظام، واذ تحولت هذه المجاميع المسلحة الى أدوات رخيصة بأيدي سلطات قمعية كانت ولا تزال تتحكم بالمواطنين في هذه البلاد جعلت من الناس تتوق لـ ” الايام الخوالي ” وكذلك مترحمين على قمع النظام السابق لهم مقارنين بين ما يلقونه من ” ثوار اليوم ” وبين ما كان في السابق، فيتمنون لو بقي كل شيء على حاله ولم يهتفوا يوما في مظاهرة او يدعوا لحظة لاسقاط نظام.

بدراية جهنمية وخطط دولية واقليمية واستخباراتية لعينة جعلت المواطن العربي بشكل خاص في الدول التي كانت تنتظر دورها في الثورات ان يحمد الله على قمع حاكمه الذي تعود عليه، مبتعدا قدر الإمكان عن التفكير بثورة ستجلب له سكاكين الاسلاميين وجزهم للرقاب أمام عدسات التصوير، وأمام صمت دولي مطبق، وتهجير مأساوي لا يعير له احد أهتماما او يثير شفقة منظمات تتحدث مطولا عن حقوق اللإنسان والحريات المدنية.

وفي الإطار الكردي العام هناك قلب لكل الموازين والسياسات التي بقيت على مدى سنوات تهيمن على العقل الكردي الجمعي، وانكشف عجز القوى الكردية الكلاسيكية التي امتهنت السياسة كديكور مكمل لوجاهة بعض العائلات أو الأشخاص الذين ادعوا على مدى سنوات انهم يعملون من أجل الحقوق الكردية متخبطين بين خطابات سياسية شاعرية تدغدغ مشاعر البسطاء من الناس، وحين جاءت لحظات الحسم والخيارات التاريخية اصطفت معظم تلك الفعاليات والشخصيات الى جانب أعداء الشعب الكردي مرة بحجة ” وطنيات ” غير واضحة ومرة تحت مسمى ” البقاء في الصف الوطني العام والنضال الى جانب الاصدقاء” وكل همهم ان يوكلوا مهمة القيام بواجباتهم ” الثورية والوطنية ” الى جهات أخرى تعقد لهم الاجتماعات في اسطنبول وجنيف وباريس، فيلتقطون الصور التذكارية الى جانب شخصيات سياسية عالمية لينشروها فيما بعد في صفحات التواصل الاجتماعي كتحصيل حاصل لأبهة يفتقدها الكردي المعزول انسانيا و وطنيا واخلاقيا، ليستمر اشهرا جديدة على سحر الصورة الجوفاء.

وضمن هذا الجو المفعم بالفوضى والتسيب والهروب من المسؤليات الوطنية ظلت معظم الأقلام الكردية تدبج المقالات لعيني هذا وتكتب القصائد لقامة ذاك، تدافع عن الغلط، وتذهب الى أقصى حدود بيع الذمم، كتاب ومثقفون وسياسيون بالجملة تكنوا بهذه الصفات، خرجوا ليتصوروا في مظاهرة او تجمع بائس حملوا بعض الشعارات و وقفوا أمام عدسات أولادهم ” ممن تسموا باسماء الناشطين والصحفيين ” ثم حملوا صورهم كوثائق ثورة، ويمموا صوب المهاجر الأوربية يطالبون الأمم بحقوق في البقاء بينهم كلاجئين والعيش على ضرائبهم، ليقضوا يومهم في النوم، وليلهم أمام صفحات الانترنيت لتدبيج المقالات الرنانة في مدح الثورة وتخوين الشهداء والقابضين على جمرة الحرية، أو الظهور على شاشات التلفزيون لتقريع الثوار الحقيقيين ومدح العطالة، تفوح منهم روائح الخيانات الغابرة، وان زينهم المخرجون بخلفيات لبرج إيفيل او ساعة بيغ بن او حتى نافورة الماء الشهيرة في بحيرة جنيف.

يتناول العدد 6 من مجلة دراسات كردية الدراسات التالية:

  • تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) (الجزء 1)
  • تاريخ الحركة السياسية الكردية في روج آفايي كردستان (الجزء 2)
  • الفصائل المسلحة المتواجدة في حلب وريفها المتاخم لمقاطعة عفرين
  • الضغوط النفسية وأثرها على تقدير الذات عند المرأة

لتحميل المجلة اضغط على الرابط التالي:

دراسات كردية 6

 

زر الذهاب إلى الأعلى