مظاهرات الحراك المدني في السودان ..إلى أين؟

د. احمد سينو

شهدت مناطق عديدة في السودان مظاهرات احتجاجية شملت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مثل ام درمان وغيرها في الوسط والجنوب مطالبة بالحكم المدني وإبعاد الجيش عن سدة الحكم خاصة بعد التخلص من حكم عمر البشير الذي وصل إلى سدة الحكم بمساعدة الإخوان المسلمين وتشكيل حكومة انتقالية من المدنيين والعسكر يين وسرعان ما التف العسكريون على الحكم المدني بحجة تصحيح المسار الديمقراطي للحراك المدني ولا تزال الاحتجاجات والمظاهرات المدنية مستمرة بقيادة لجان المقاومة الشعبية واللجان المهنية مثل لجنة الأطباء في البلاد ورغم سقوط قتلى وضحايا على يد القوى الأمنية إلا أن المظاهرات مستمرة وسط أزمة اقتصادية خانقة وغلاء فاحش للأسعار خصوصا للمواد الأساسية وتلقى هذه التظاهرات دعماً دولياً وإقليمياً من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ودعوات من الاتحاد الأوربي والسفارة الأمريكية داعية إلى أن التظاهر حق شرعي للمواطنين .ويلاحظ على الحراك المدني السوداني أن غالبيتهم من الأعمار الشابة التي خرجت في مواكب احتجاجيه سلمية صوب القصر الرئاسي للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي ضد القرارات التي أصدرها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في ٢٥ أكتوبر تشرين اول الماضي والتي قضت بحل الحكومة وفرض حالة الطوارئ وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية والتي وصفها المحتجون والمتظاهرون بأنها حركة انقلابية جديدة على الحراك السلمي الديمقراطي في ظل ضحايا السيول والفيضانات جراء فيضان نهر النيل والأمطار الموسمية الغزيرة التي تهطل في البلاد وسط الخلاف مع الدولة الجارة إثيوبيا على أراضي حدودية وعلى مسائل تتعلق بخلاف على سد النهضة الأثيوبي الأمر الذي استدعى بقاء نائب عبدالفتاح البرهان المدعو حميدتي لحل الأزمة، كما لا ننسى قيام آلية دولية تضم بعثة الأمم المتحدة ومنظمة الايجاد والاتحاد الافريقي لتقود محادثات غير مباشرة بين الاطراف السودانية في مسعى لحل الأزمة في البلاد وسط دعم المجتمع الدولي .

 

المقالة تعبر عن رأي الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى