الوطن .. أولا ؟

دكتور احمد سينو

عندما يكون هناك خطر ما يهدد الوطن في الداخل أو خطر قادم من خارج الحدود . فالمهمة الأساسية المطلوبة من جميع الأحزاب الوطنية وكافة القوى الديمقراطية والتقدمية والمؤسسات المدنية وحتى منظمات المجتمع المدني أن يتنبهوا لذلك ويعملوا على التلاحم ورص الصف الوطني والجماهيري وخلق سياج وستار حديدي لحماية حدوده وحماية داخله وهذا يساق على الوضع السوري عامة وعلى وضع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرقي سوريا، وهذا نهج لدى جميع حركات التحرر في العالم، وهذا ما حصل مؤخرا في الحرب الدائرة في أوكرانيا في ظل الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية فقد انضمت المعارضة الأوكرانية إلى صف الوطن ليس هذا فحسب بل لبسوا البزة العسكرية وانضموا إلى صفوف الجيش والمقاومة الوطنية بل أكثر من ذلك تلاحمت الحكومة الأوكرانية والجماهير الشعبية بقرار عدم الهجرة والنزوح والبقاء في الداخل لحماية الوطن والممتلكات، ولم ينزح خارج الوطن سوى النساء والأطفال ولذلك حظي هذا الموقف باحترام وتقدير عال من الشعوب المجاورة والعالم بل إن المقاومة الشعبية الوطنية عاقبت كل من يسيء للوطن والممتلكات في الداخل ولو عدنا إلى الخطر القائم على سورية عامة وعلى شمال شرقها من قبل دولة الاحتلال التركي فالتهديد بالهجوم والاجتياح مستمر منذ أكثر من شهرين علما أن الاستنزاف مستمر بالهجمات المدفعية والمسيرات التي تهدف إلى قتل المدنيين وتدمير الممتلكات في تل تمر وزركان وعين عيسى ومنبج وتل رفعت وعفرين وغيرها رغم عدم حصول تركيا على إذن بالاجتياح البري لكنها تستمر بالهجمات على المدنيين في باشور كردستان ونذكر على سبيل المثال لا الحصر قصف مصيف برخ في زاخو وتستمر أدوات الحرب الخاصة في الداخل السوري بدعم تركي واضح عبر خلق الأزمات الداخلية والعمل على تفاقمها وكذلك نشر الإشاعات الهدامة ضد الوطن وضد الإدارة الذاتية وتشجيع الشباب على الهروب والهجرة وبث فيديوهات تظهر المهاجرين ونعيمهم في أوروبا وتدعيم وبث الفرقة في الصف الوطني والإساءة إلى مؤسسات الإدارة الذاتية؛ والمطلوب كشف كل هذه الأساليب والمرامي الخبيثة التي تستهدف الوطن والشعب وفضحها ومجابهتها.

زر الذهاب إلى الأعلى