هرولة النظام التركي تجاه الأسد بمواجهة قسد(أسبابها وأهدافها)

أ عبد الرزاق علي

بناءً على تصريح وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو في يوم الأربعاء ٢٧ تموز من العام الحالي ؛ بأن بلاده ستقدم كل أنواع الدعم السياسي لنظام الأسد في محاربة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ، وقد أثار هذا التصريح تساؤلات عدة أهمها :

١- هل هو إنذار للنظام السوري من أجل تشجيعه بمحاربة قوات سوريا الديمقراطية؟

٢- هل هو دق إسفين في نعش النظام السوري المتهالك أصلاً لوضعه أمام مسؤولياته أمام الأمم المتحدة لكسب الشرعية ووضع الغطاء القانوني للقيام بالعملية العسكرية في شمال وشرق سوريا؟

٣- أم هو عدم تطابق المصالح وخيبة أمل وإفلاس من الدول المعنية بالشأن السوري لتقديم الدعم والمساندة لها في محاربة قوات سوريا الديمقراطية؟

مهما يكن الأمر، فإن هذا التغيّر المفاجئ في موقف تركيا أحدث ضجة في الأوساط السياسية وسدد ضربة للمعارضة المرتهنة والمرتزقة المنضوية تحت لوائها في حروبها الإقليمية ، كما حدث في سوريا حيث استخدمتها كأداة في احتلال أجزاء من سوريا كعفرين وتل أبيض وسري كانيه تحت عناوين غريبة وعجيبة كغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الفرات ،وخارجياً في كل من ناكورني كارباخ وليبيا لهي عملية متاجرة بالدم السوري لتحقيق مصالحها في الداخل والخارج.

هذا التغيير الجذري والمفاجئ في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها النظام السوري لم يأتِ من فراغ ،إنما يدل على سياسة النظام التركي المتخبط والمضطرب ،ليستفيد داخلياً لأغراضه ومصالحه الشخصية للفوز بالانتخابات، وخارجياً لتصدير أزمته الاقتصادية الخانقة. بدأ يسوق الحجج ويسوغ المبررات بأن الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعدهما بإخراج التنظيمات الإرهابية من المنطقة على حد زعمها وعدم إخلاصهما في محاربة التنظيمات الإرهابية ،والذي أثار حفيظتهم أكثر رسالة التعزية التي نشرتها القيادة المركزية للقوات الأمريكية (centcom) بخصوص استشهاد القيادية في قوات سوريا الديمقراطية والتي اعتبرتها دولة الاحتلال التركي أكبر برهان على عدم صدق نوايا واشنطن تجاهها ، وأضاف وزير خارجية تركيا قائلاً في سرد أسبابه  بهذا التوجه نحو النظام السوري والذي طالما تشدق وراوغ وقايض ضده ليكون هذا دليلاً ساطعاً وأكبر برهانٍ على إفلاسه في تحقيق ما كان يصبوا إليه في قمة طهران.

عاد من القمة خالي الوفاض يجر خلفه أذيل الخيبة والفشل الذريع في شن هجومه على منبج وتل رفعت ، وكمحصلة لجأ تركيا إلى خلق التوتر واستهداف المناطق وقصفها يومياً ، استخدام الطائرات المسيرة هنا وهناك لزعزعة الاستقرار تحت حجج وذرائع أمنها القومي ، لكن هذا الأمر لم يعد خافياً على أحد -دولياً وإقليمياً وداخلياً- بأنها تحاول وبشتى الوسائل إجهاض مشروع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا ، هذا الهاجس سيسبب لها الكثير من المشاكل في الداخل .  لطالما حارب هذا النظام على مر الحكومات المتعاقبة الكرد وعارض قيام أي كيان كردي في أي جزء من كردستان حتى ولو كان على المريخ . أما أهداف هذا التوجه يتجلى في خلط الأوراق على الساحة السورية بخطورة مشروع الإدارة الذاتية سورياً وتركياً وقاسمهم المشترك والمتفق عليه مراراً وتكراراً هذا أولاً، لذا يتوجب مواجهة  هذا المشروع بتسديد البندقية وتوحيدها تجاه “قسد” ثانياً ، ثالثاً: يجب إخراج القوات الأمريكية من المنطقة لرفع الدعم عن قوات سوريا الديمقراطية. رابعاً: إحياء داعش وخلاياه من جديد ، خامساً :خلق فتن عشائرية وتأليبها وشحنها في شرق الفرات. كلها أهداف ترمي إلى وأد هذا المشروع الديمقراطي الجديد في المنطقة وهذه الأهداف المشتركة برأيي تبرر تغيّر التصاريح والمواقف القائمة على أساس المصالح المشتركة

 

المقالة تعبر عن رأي الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى