فشل جديد في زعزعة استقرار المنطقة

واجهت مناطق الإدارة الذاتي تحديات عدة منذ بدايات الأزمة السورية، منها خطر داعش ويمكن تسمية هذا الخطر إن جاز التعبير بالخطر الأصغر كون تركيا الراعية لتنظيم داعش لم تتدخل بشكل مباشر ضد قوات سوريا الديمقراطية. وبعد القضاء على تنظيم داعش باتت قوات سوريا الديمقراطية أمام خطر أكبر من داعش تمثل في مواجهة التهديدات التركية بشكل مباشر حيث نتج عنها قيام دولة الاحتلال التركي باحتلال عفرين قبيل القضاء على داعش في الباغوز ومن ثم احتلال كري سبي وسري كانيه. وبعد فشل تركيا في الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة وانسداد الطرق أمامها لتنفيذ عدوانها الجديد، إلى جانب فشل روسيا والنظام في التمدد أكثر في مناطق الإدارة الذاتية باتت قوات سوريا الديمقراطية أمام خطر أعظم تمثل هذه المرة  باللجنة الرباعية المكونة من روسيا وتركيا وإيران والنظام التي وحدة جهودها لإنهاء الإدارة الذاتية وإضعاف قسد وإجبار الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا ومن ثم السيطرة على المنطقة.

إن ما يحدث اليوم في مدينة دير الزور ما هو إلا نتاج اجتماعات اللجنة الرباعية لضرب وحدة الصف العربي الكردي، وخلق فتنة طائفية وعرقية بين مكونات شمال وشرق سوريا بهدف طرد القوات الأمريكية من المنطقة ورفع الحماية الدولية عن قوات سوريا الديمقراطية والسيطرة على منابع النفط والغاز وتقاسمها فيما بينها. فمن أهم الأسباب التي أدت إلى حصول تقارب بين هذه الدول بعد أن كانت في حالة مواجهة واقتتال:

  • فشل تركيا في الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لاحتلال أجزاء من مناطق الإدارة الذاتية وفشها في جذب العشائر العربية لصفها لضرب الإدارة الذاتية.
  • تزايد الضغوط على روسيا في سوريا نتيجة انهيار الاقتصاد السوري وخشيتها من خروج مظاهرات تطالب بطرد القوات الروسية من سوريا لأنها السبب الرئيسي في وصول البلاد لأزمة اقتصادية كبيرة، كونها سيطرت إلى جانب إيران على كامل الثروات السورية في غرب الفرات.
  • تزايد الضغوط الغربية والعربية على إيران لإخراجها من سوريا.
  • فشل النظام في كسب العشائر العربية المؤيدة للإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية، ومع الانهيار الاقتصادي وانهيار في قيمة الليرة السورية يحاول النظام إعادة السيطرة على منابع النفط والغاز في شرقي الفرات وبالأخص في منطقة دير الزور.

على الرغم من المبادرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية إلا أن هذه الدول ما تزال مصرة في تأزيم الأزمة السورية أكثر والسيطرة على باقي الثروات السورية في شمال وشرق سوريا من أجل ديمومة هذا النظام وذلك من خلال خلق الفتن وضرب المكونات ببعضها البعض.

كما أن الأحداث التي حصلت في منطقة دير الزور والتي يتم الترويج لها بوجود انشقاقات أو انقلاب على المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية وتضخيم أي حدث يدخل ضمن سياق اضعاف قوات سوريا الديمقراطية وضرب مكونات قسد من كرد وعرب وسريان بعد فشل النظام وتركيا في كسب العشائر العربية المنضوية تحت راية الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بعد عقد مجموعة من الاجتماعات سواء في تركيا أو في مناطق الخاضعة للنظام لبعض العشائر العربية أو الأصح عقد اجتماعات مع بعض الشخصيات العربية الموالية لهم وكأنهم يمثلون العشائر العرية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

فبعد ظهور حقيقة الأحداث في منطقة الدير الزور وبيان قسد باعتقال المتورطين في الحادثة وملاحقة المحرضين على الفتنة والفوضى قانونياً واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّ كلّ من يسيء إلى الأمن والاستقرار في المنطقة. وتصريح قائد مجلس دير الزور العسكري بأن مجلس دير الزور العسكري جزء من قوات سوريا الديمقراطية وإنا كل ما تم الترويج له بوجود خلاف مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية عارية عن الصحة. دليل على فشل جديد للأطراف التي تحاول المساس بأمن واستقرار المنطقة.

إن أحداث دير الزور ما هي إلا حلقة من سلسلة من سلسلات اللجنة الرباعية لضرب حالة الوفاق والتضامن بين مكونات شمال وشرق سوريا لنهب ما تبقى من ثروات وخيرات سوريا التي هي ملك للشعب السوري ” وهي أحد بنود المبادرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية لحل الزمة السورية”. إلا أن دوغمائية النظام والأطماع الروسية التركية الإيرانية في سوريا هي التي أوصلت البلاد إلى هذه الهاوية ولا يمكن الخروج منها إلا بتكاتف مكونات الشعب السورية والوقوف في وجه أي طرف يهدد أمن واستقرار المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى