جلسة حوارية حول “مستقبل القضية الكردية في الشرق الأوسط”

 

نظّم مركز روجافا للدراسات الإستراتيجية جلسة حوارية بعنوان “مستقبل القضية الكرية في الشرق الأوسط، التعقيدات وأبرز التحدّيات والحلول” عبر تطبيق (زووم)، استضافت الجلسة كلًا من:

السيد ديفيد فيليبس “مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد دراسات حقوق الإنسان (ISHR)”، والسيد هيوا عثمان “كاتب ومحلّل سياسي”، والسيد طه علي”باحث في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية”.

في المحور الأول تحدّث الضيوف عن الموقف الأمريكي والغربي تجاه القضية الكردية عموما والهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص.

حيث أكّد السيد ديفيد فيليبس أنّ “هناك قيمًا مشتركة بين قوات التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبين الكرد، وهناك رغبة من قبل الطرفين لمحاربة التطرّف، ويعتبر وجود قوات التحالف الدولي في الشرق الأوسط خير دليل على ذلك، ومن المهم أن تعي الولايات المتحدة الامريكية أنّها لا تملك أصدقاء في العالم -أصدقاء عسكريين- لذا عليها دعم الكرد وإيقاف الانتهاكات ضدهم، لأنّ التطرّف لا يشكل خطرا على الكرد فقط، بل على الولايات المتحدة أيضا؛ لذا عليها العمل بشكل أكثر فاعلية لتحقيق هذه الأهداف.

وتابع السيد ديفيد: “إنّ بروز المسألة الكردية يعود إلى الفترة الزمنية المحصورة بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول وشهر كانون الثاني/يناير 1918 ومبادئ الرئيس ويلسون الأربعة عشر، والذي وعد من خلالها بالحفاظ على السيادة، وتحقيق حكم ذاتي للشعب الكردي، حيث قال الرئيس ويلسون أثناء خطاب له أمام الكونغرس: لا يمكن أن يتم تسليم الناس من حكم لآخر وكأنّهم ألعوبة؛ فكلّ منطقة إقليمية يجب أن تكون في خدمة مصالح السكان.”

وتابع ديفيد: “نعلم أنّ مبادئ ويلسون ومعاهدة سيفر كانتا تلبية لطموحات الشعب الكردي، لكن تم رفضهما من قبل مصطفى كمال أتاتورك الذي أدان معاهدة سيفر، ورفض الاستقلال وأعلن عن الميثاق الملّي، ومعاهدة لوزان التي لم تتطرّق إلى الكرد أو كردستان؛ حيث تعرّض الكرد بعد هذه المعاهدات الى خيانات كثيرة، فالخيانة الأولى كانت ضد ثورة الكرد عام 1937 هذه الثورة التي تلاها ظهور حزب العمال الكردستاني 1977 ….. تماماً وفي العراق كانت الخيانة الثانية بحق الكرد في عام 1975 بسحب الدعم من الملا مصطفى البارزاني وكرد العراق الذين تعرضوا لمجازر الأنفال -كما يعلم الجميع- والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شخص، أضف إلى ذلك التهجير القسري، حيث اضطر الملايين من الكرد إلى النزوح نتيجة قمع سلطة نظام البعث العراقي. أمّا الخيانة الثالثة فعندما قام الرئيس جورج بوش الأب بمطالبة الكرد بالانتفاضة ضد نظام صدام حسين، والخيانة الرابعة كانت عام 2019 وقرار الانسحاب المفاجئ والمعيب للقوات الأمريكية، والذي استفادت منه روسيا وإيران ونظام الأسد، فالخيانة الرابعة كانت بانسحاب الجنود الأمريكيين من روجآفا متخلّية عن كرد سوريا، وافساح المجال للعدوان التركي. لذلك؛ تاريخ الكرد عبارة عن خيانات تعرضوا لها، وانتهاكات متكرّرة تعرضوا لها من قبل المجتمع الدولي، وهذا ما جعل القضية الكردية عبارة عن مشكلة أقليات أكثر من كونها إدارة ذاتية.”

وأعقب السيد علي طه:” إنّ القضية الكردية في الشرق الأوسط وُجِدَت بسبب عاملين:

أولاً؛ الغرب، الذي خلق المشكلة عندما قسّم المناطق الكردية بين أربع دول (إيران وسوريا والعراق وتركيا)، وتاريخياً رفض الغرب دعم حقوق الكرد خلال الثلاثة عقود الأخيرة، ولم أرَ ولم أقرأ شيئاً حتى عن أي دعم غربي لحقوق الكرد، فيجب عدم إغفال الفاعل الرئيسي، وهي القوى الغربية التي قسّمت مناطق الكرد. ثانيا؛ هناك بعض الديكتاتورية والنظم الطاغية في الشرق الأوسط، ولا تنسى أنّ جميع هذه الأنظمة مدعومة من القوى الغربية، فعلى سبيل المثال، أردوغان هو عضو رئيسي في حلف شمال الأطلسي.”

ودعا طه إلى إلقاء نظرة على تلك الأمور التي حالت دون منح الكرد الحق في إنشاء كيان سياسي لهم، كما أكّد على أنّ “مصطفى كمال أتاتورك قد لعب دوراً أساسيا في ذلك؛ فعلى الرغم من المساهمة الكردية في حرب التحرير، إلّا أنّ مصطفى كمال أتاتورك قد رفض منحهم أي نوع من حقوقهم الثقافية”.

وأكد السيد طه  أنّ “ممارسات النظام، في العقدين الأولين من القرن العشرين، وجميع سياساته قد خلقت مشكلة هوية لدى الكرد، وليس فقط الكرد، بل إنّ جميع الأقليات في الشرق الأوسط قد واجهت مشاكل بسبب سياسات الأنظمة الحاكمة.”

وتابع طه حديثه عن العديد من المحطّات في تاريخ الكرد، قائلا:” يمكننا أن نجد أنّ بريطانيا، على سبيل المثال، دعمت الحكومة العراقية ضدّ ثورة البارزاني، وكل الانتفاضات الكردية، وقد تم تهميش القضية الكردية بسبب سياسات الأنظمة والقوى الغربية عن طريق تقسيم المناطق الكردية بين أربع دول.”

وعلق طه على قول السيد ديفيد :(الشيء المشترك بين الكرد والغرب هي القيم المشتركة) مبديًا وجهة نظر مختلفة حول هذا الموضوع، حيث أكّد أنّ “معظم سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ترتكز فقط على مصالحها، وليس القيم.”

وأكّد أنّ “هذا الانتهاك للقيم المعلنة من قبل الأمريكيين يؤكّد أنّه لا توجد قيم مشتركة بين الغرب والكرد.”

 وتابع: “إنّ الكرد، يقاتلون لاستعادة حقوقهم الثقافية، ولديهم حق، ولكن وجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليس قانونياً، بل من أجل مصالحها فقط.”

كما تحدّث السيد هيوا عثمان حول هذا الموضوع:

حيث أكّد أنّ “الكرد في المنطقة عموماً – على الرغم من جميع التناقضات الموجودة فيها – يشاركون العالم الرؤية نفسها، مثل الولايات المتحدة أو الغرب، من حيث الرغبة في إقامة أنظمة ديمقراطية وما إلى ذلك.”

وحذّر الكرد من “عدم وجود سياسة مستقلة خاصة بهم في المنطقة من قبل الولايات المتحدة أو أي من حلفائها العسكريين الآخرين، في أوروبا أو في العالم الغربي، ففي كردستان العراق، تريد أمريكا أن يكون كرد العراق مواطنين عراقيين صالحين، وفي تركيا، من الواضح جداً أنّهم يريدون منهم أن يكونوا أتراكًا صالحين، وفي إيران، نفس الشيء؛ فبالرغم من كل ما يحدث بين النظام الإيراني والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنّنا لا نرى أي علاقة تستحق الذكر بين حكومة الولايات المتحدة والكرد الإيرانيين الذين يعارضون النظام الحالي في طهران.

ونفس الشيء مع الكرد في سوريا، فالولايات المتحدة لديها بعض العلاقات مع الكرد السوريين، (قوات سوريا الديمقراطية)، ولكنّها حذرة للغاية في وصفها كعلاقة “تكتيكية أو مؤقّتة” وليست استراتيجية.”

وحذّر عثمان الكرد في مختلف أنحاء كردستان مرة أخرى من الطريقة التي يُنظر إليهم بها وطريقة تعاملهم.

وختتم حديثه في هذا المحور بقوله: “رأينا الخيانات الكثيرة التي ذكرها ديفيد في أجزاء مختلفة من كردستان.”

وفي المحور الثاني تحدث الضيوف عن ازدواجية أردوغان وسياسة “الكيل بمكيالين” من خلال إظهار التعاطف مع حماس وما يجري في غزة، إلى جانب اعتداءاته العنيفة على شمال وشرق سوريا، ومستقبل الأنظمة الاستبدادية وموقف الولايات المتحدة والموقف العربي من الإدارة الذاتية.

 حيث أكّد السيد ديفيد أن “هناك تقارباً طبيعياً بين الشعب الفلسطيني والشعب الكري، فالكرد في سوريا وتركيا متضامنون مع الشعب الفلسطيني، وهناك ازدواجية من قبل تركيا حيال القضيتين الكردية والفلسطينية؛ من خلال منع الكرد من التمثيل والتعبير عن أنفسهم من قبل الحركة القومية، بالمقابل يتم تمثيل الفلسطينيين بشكل ضعيف جداً، وبرأيي يتوجّب على الكرد أن يميّزوا أنفسهم عن هجمات حماس الإرهابية.”

 وتابع: “إنّ الشيء الوحيد الذي يتّفق عليه الكرد الآن هو تخلّيهم عن إنشاء موطن خاص بهم تحت اسم (كردستان)، وإنّما يطالبون بحقهم في إدارة ذاتية، ولا تعني الإدارة الذاتية بالضرورة اقتطاع أراضٍ من الدول، ويمكن للإدارة الذاتية أن تقدّم نماذج كثيرة.”

وحول قدرة تركيا على تحقيق توازن بين علاقتها مع الناتو من جهة ومع روسيا وإيران من جهة أخرى، أكّد السيد ديفيد أنّ “العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا تتغيّر؛ فقرار تركيا بتحويل 2.5 مليار دولار للحصول على منظومة الدفاع الروسية أثار حفيظة الولايات المتحدة، واقترح الكونغرس معاقبة تركيا من خلال حرمانها من صفقة طائرات (إف-16) فهناك أزمة متصاعدة بين الولايات المتحدة وتركيا”.

  وفيما يتعلّق بمحاولات أردوغان خلق المشاكل، قال السيد ديفيد: “كان لي شرف العمل مع ريتشارد هولبروك الذي قال عن سلوبودان ميلوسوفيتش بأنه “يخلق المشاكل” وباعتقادي أنّ ذات الشيء ينطبق على أردوغان، فهو يخلق المشاكل الداخلية؛ لذا فقد تراجعت قيمة الليرة التركية، وهناك معارضة قوية للسلطة الحالية؛ فأردوغان يقوم بخلق المشاكل من خلال هجماته على سوريا وإقليم كردستان العراق.”

كما نوّه إلى أنّه “علينا أن نعلم أنّ أردوغان شخص ماهر إلى حد بعيد، ولكن لابدّ أن تجد أمريكا طريقة لردعه، وإذا كانت الولايات المتحدة مخلصة فيما يتعلّق بشراكتها مع الكرد، فعليها إرسال رسالة إلى أردوغان مفادها الحفاظ على المصالح الكردية، وعدم السماح بأي هجمات ضدّ الكرد في سوريا.”

وحول مسألة التعامل بريبة من قبل الأسد وأردوغان مع الكرد في سوريا، أكّد السيد ديفيد أنّ “السبب يعود إلى أنّ الكرد يعملون من أجل الانتقال السلمي للسلطة والتغيير الديمقراطي.”

فيما تحدّث السيد طه علي عن الأنظمة الطاغية، فقد أكّد السيد طه على أنّ “تلك الأنظمة اليوم تخاف مما يحدث على الأرض؛ لأنّ مستقبلها سيتم تحديده وفقاً لما يحدث في الشرق الأوسط.”

وفيما يخصّ العلاقات التركية -الامريكية ذكر السيد طه: “هناك أكثر من مجرّد طائرات

 (f-35) وما يحدث بين الاستراتيجية التركية والأمريكية، فهناك علاقة استراتيجية كبرى يتم الإعلان عنها من قبل السياسيين والمسؤولين الأمريكيين، كما أنّ هناك علاقة استراتيجية وعلاقات واسعة النطاق، لذا لا أعتقد أنّ هناك عداءً ومشكلة بين تركيا وأمريكا، وهذا مجرد تكتيك على مستوى صغير، ولكن في الرؤية الكبرى تختار الولايات المتحدة تركيا.”

وفيما يتعلّق بالسياسات التركية في الشرق الأوسط تحدّث السيد طه عن الأطماع التركية في المنطقة، حيث أشار إلى أنّ “أردوغان بعد ثورة السابع عشرين في سوريا، قال بوضوح يجب أن تكون لدينا اليد العليا في سوريا، ويمكننا الذهاب إلى أي مكان نريد ومتى نريد.”

كما نوّه إلى أنّ “هناك الكثير من المقاتلين في سوريا، وهو ما أدّى إلى احتلال تركيا لأكثر من تسعة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي السورية.”

وأكّد طه أيضا أنّ “سياسة اردوغان تقوم على تهجير الكرد من مناطقهم، وخلق التغيير الديمغرافي لصالحه، وأنّ المشروع التركي يأتي لفرض الهوية التركية على المنطقة وليست الهوية العربية، وإحداث التغيير الديموغرافي وتعديل المنطقة إداريا؛ لتكون تحت الإدارة التركية وقوانين الحكومة.”

وتساءل السيد طه عن وجود أي معارضة من قبل الولايات المتحدة أو أي طرف آخر؟  وأجاب عن تساؤله قائلا: “لا أعتقد أنّ هناك أي معارضة من قبل الأمريكيين أو الروس أو حتى الإيرانيين حيال الممارسات التركية.”

واختتم السيد طه حديثه في هذا المحور بالقول: ” هناك تنسيق، وهناك مشروع، ليس هناك أي قيم مشتركة بين الأمريكيين والكرد.”

أمّا السيد هيوا عثمان فقد بدأ حديثه بالقول: “لا يمكن أن يكون هناك استقرار في أي بلد، ما لم تُحَلّ المشكلة الكردية؛ فلا يمكن جعل الكرد يغيرون هويتهم، وليس بالإمكان إبادتهم.”

كما تحدّث عن محاولات صدام حسين لإبادة الكرد بقوله: “حاول صدام جاهداً إبادة الكرد، ولكن لم يصل الى أية نتائج، ولم يزل هناك كرد وقضية كردية حتى الآن في العراق، الأمور تجري ضمن المسار، ووفق الأطر الدستورية، ضمن بعض القواعد والأسس.”

وأكّد السيد هيوا أنّ الكرد جزء من حكم البلاد، ولديهم أفكارهم وفلسفتهم فيما يتعلّق بمستقبل علاقاتهم.

كما تساءل السيد هيوا عن رؤية الكرد للعراق: “هل نريد المركزية؟ أم نريد بلداً فيدرالياً؟” وأكّد السيد هيوا أنّه “لا تزال هناك اختلافات في الرؤى، فقد كان هناك نزاع مسلّح في بعض الفترات وذلك بعد الاستفتاء، ولكن الوضع بشكل عام سياسي بحت.”

ونوّه إلى أنّ ” الأنظمة في جميع الأجزاء الأخرى في كردستان (إيران، تركيا، أو سوريا) ترغب في إنهاء أي وجود للكرد في هذه المناطق؛ وهذا شيء مستحيل؛ لذلك، نؤكّد على أنّ أحد الأدوار الممكنة، والمهمة للغاية لحلفاء الكرد أو دعونا نقل أصدقاء أو ربّما أقلّ من الأصدقاء، هو العمل على التسويات السلمية للقضية الكردية في المناطق المختلفة.”

 وأشار السيد هيوا إلى أنّ تركيا هي خير مثال على ذلك، وقال: “إنّ تركيا حليف قوي للولايات المتحدة، وعلى الرغم من دعمها وتحريكها للإرهابيين، إلّا أنّ تحالفها مع الولايات المتحدة أقوى بكثير من علاقات الكرد مع الولايات المتحدة في المنطقة، ولكن الولايات المتحدة لا تزال تراقب هذا الصراع ولا تريد أن تكون لها أي علاقة بهذا الصراع الداخلي.”

وتابع قوله: “إذا كانت القضية الكردية، على سبيل المثال، في تركيا أو في سوريا وفي العراق قد تم حلها، فإنّ ذلك يكون لصالح الولايات المتحدة، ولكنّنا لا نرى هذا على الإطلاق.”

وحول السياسة التركية وازدواجيتها في التعامل مع القضيتين الفلسطينية والكردية قال السيد هيوا: “نحن نريد التحدّث عن السياسة التركية تجاه سوريا الآن، خاصة أنّنا شهدنا مؤخّراً ضربات جوية تركية كبيرة في بداية تشرين الأول، استهدفت البنية التحتية المدنية في شمال وشرق سوريا، وفي الوقت نفسه رأينا أردوغان نفسه يندّد بالحملة في غزة، بينما يستهدف أهدافاً في شمال وشرق سوريا.”

وفي جوابه عن سؤال حول توجّه السياسة التركية في التعامل مع الوضع في سوريا، وماذا يمكننا أن نتوقّع في المستقبل القريب؟

أكّد السيد هيوا أنّ “الأمور ستزداد سوءاً إذا لم يتم إيقاف أردوغان من قبل حلفائه أو من قبل أصدقائه في الغرب، لذلك؛ أعتقد أنّ التوقّعات سوداوية للغاية، فلا يوجد شيء في الأفق يكون له أي تأثير على أردوغان، ويبدو أنّه يتصرّف بكل حرية، ويتم غضّ الطرف عمّا يفعله بالكرد، والجميع يتعامل مع ذلك على أساس أنّه شأن داخلي، والجميع يعامله بهذه الطريقة، إلى درجة أنّه، كما ذكرت، منذ شهر كان يقصف روج آفا بنفس الطريقة التي يفعل بها الإسرائيليون في غزة اليوم؛ ولم يقل له أحد شيئاً، واليوم لديه الوقاحة ليقول إنّه عندما تكون في حالة حرب، يجب ألّا تضرب المنشآت المدنية.”

كما نوّه إلى أنّ ” أردوغان يبدو مرتاحاً للغاية بهذه السياسة، وأنّه لا يوجد أي رادع له، لا من الغرب ولا من المنطقة بشكل عام.”

وأضاف: “أن العلاقة بين إيران وتركيا، على الرغم من وجود بعض الإختلافات  بينهما، لكن عندما يتعلّق الأمر بالقضية الكردية، يبدو أنّهما متفقتان تماماً، فإيران وتركيا والعراق وحتى إلى حدّ ما النظام السوري متفقون في قضية الكرد ويفعلون ما يشاؤون، أي: لن يسألك أحد عما فعلته، ويبدو أنّ هذا القاعدة، وهذا المذهب ينطبق على العلاقة بين أردوغان والغرب أيضًا؛ لذا؛ يشعر أردوغان أنّ لديه يد مطلقة فيما يتعلّق بالكرد في جميع أنحاء كردستان.”

كما عقّب السيد هيوا على حديث السيد ديفيد حول معاقبة تركيا بسبب منظومة (S-400) بقوله: “عذراً ديفيد، فكلّ ما قلته عن الكونغرس في محاولة معاقبة تركيا في الحصول على منظومة (S-400) ليس كذلك، ولا يعني شيئاً على الأرض.”

 واستذكر السيد هيوا حادثة إسقاط طائرة بدون طيار من قبل الأمريكيين، لأنّها اقتربت من الشخصيات الأمريكية أو المناطق التي كانت فيها القاعدة الأمريكية، وتكرار هذا الموقف في أجزاء مختلفة، وتساءل: “ألا ينبغي أن يتم إسقاط أية طائرة بدون طيار تستهدف أي منشأة مدنية؟ وأكّد على أنّه إذا ما تم ضربها، فستكون هذه رسالة أقوى بكثير لأردوغان.”

 واختتم حديثه في هذا المحور بأنّ “أردوغان يتعامل مع المنطقة ويتصرّف مثل رجل عصابة، ويجب أن يكون هناك نفس لغة الردّ عليه.”

فيما يتعلق بقضية السيد اوجلان، والذي يناضل من أجل السلام وحلّ قضايا الشرق الأوسط، ولاسيما أنّ أطروحات أوجلان وأفكاره وفلسفته تنصبّ في خدمة الديمقراطية والسلام والعدالة وحرية المرأة، وحلّ أزمات المنطقة عامة.

أكّد السيد ديفيد أنّه “يجب إطلاق سراح السيد أوجلان، والبدء بعملية السلام، وفي حال عدم إطلاق المفاوضات على نطاق واسع وحل كافة القضايا، لا أتوقّع تطبيق الحل الديمقراطي.”

 وأكّد أيضا أنّه “يجب علينا العمل على ما ينادي به السيد أوجلان الذي أوضح أنّه يدعم الحلّ السلمي للقضية الكردية، وركّز نشاطه في الماضي على هذا الأمر.”

 كما أكّد دعمه للكرد في تركيا، ودعمه لقادتهم السياسيين، وأكّد على وجوب إطلاق سراح قادة حزب الشعوب الديمقراطي من السجون كشكل من أشكال العفو ونزع السلاح.

فيما أكّد السيد طه أنّ “مبدأ أخوّة الشعوب، والتعايش المشترك، والأمّة الديمقراطية، وانتقاد أوجلان للغرب والرأسمالية تُعتبَر من الأسباب الرئيسية للمؤامرة واعتقال أوجلان وسجنه في جزيرة إيمرالي”

وأضاف: “إنّ النقطة الرئيسية هنا هي أنّ هذه الرؤية يجب أن تحظى بموافقة أطراف المشكلة، فعلى سبيل المثال، دعنا نلقي نظرة على ما يحدث في الصراع بين إسرائيل وحماس…. فهل تقبل إسرائيل رؤية عبد الله أوجلان لخلق بيئة للتعايش بين الناس؟ “بالنسبة للجانب الإسرائيلي، لا أعتقد أنّ لديه أي رؤية أخرى يمكنه التعايش مع الفلسطينيين.”

بالنسبة للأتراك أيضاً، يمكنني أن أرى أنّ الأتراك، ورغم رؤيته لدعم التعايش بين الناس، إلّا أنّ النظام الاستبدادي الذي يحكم تركيا منذ تأسيسها في عام 1923 يرى بوجوب أن تكون الهوية التركية هي المسيطرة، ولا يؤمن بأنّ الكرد لديهم حقوق.”

أمّا السيد هيوا فقد أكّد على أنّ “اعتقال السيد اوجلان هو إهانة كبيرة لكلّ كردي في المنطقة؛ فكيف لأحد أهم قادة الكرد أن يُسجَن؟! “

  وتابع الحديث بالقول: “إنّ تركيا تعلم وأيضا المملكة المتحدة تعلم أنّ مفتاح تحقيق السلام، وحلّ القضية الكردية له عنوان واحد، وهو إمرالي والسيد أوجلان.”

وأكّد أنّ “الأتراك يكرّرون نفس الخطأ الإسرائيلي حتى نقطة معينة، حيث بحثت إسرائيل عن الجميع كوسيط للسلام بدلاً من السيد ياسر عرفات، لقد بحثوا عن الجميع ولم يكن أحد مفيدا أو حقيقيا.”

وشدّد السيد عثمان على أنّه “إذا ما كانت هناك حقاً إرادة للسلام مع الكرد في تركيا، وربّما في أجزاء أخرى من كردستان، أو علاقة صحية بين تركيا والكرد، فيجب أن يتم الإفراج عن السيد أوجلان؛ لأنّه هو الوسيط للسلام، ولكن لا يبدو أنّ هناك أية إرادة، فلا الولايات المتحدة ولا حلفاء تركيا الآخرون يدفعون في ذلك الاتجاه.

==================================================

زر الذهاب إلى الأعلى