تركيا… حلم العثمانية الجديدة

للأطماع التركية الاستعمارية في كردستان تاريخ طويل وقديم، حيث تسعى منذ القدم للهيمنة على مساحات واسعة من العراق وسوريا تحت ادعاءات باطلة ” محاربة الإرهاب”، والتي تؤكد النظرة الاحتلالية التي لا تزال تسيطر على تفكير القادة الأتراك، الذين خاضوا منذ القدم و حتى الآن حروباً من أجل اقتطاع مساحات واسعة من سوريا و العراق وضمها إلى مساحة الدولة التركية اليوم، والتي تعتبر استمرار للأطماع العثمانية القديمة, وتشكل الخطوة التي أقدمت عليها القوات التركية في الأسبوع الماضي بالتنسيق مع إيران المتمثلة في قصف مناطق باشور(اقليم  كردستان العراق) بذريعة استهداف حزب العمال الكردستاني، واحدة من السياسات التي تتبعها أنقرة لإضفاء المزيد من التوتر في المنطقة، مستغلة حالة انشغال الدولة العراقية بإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية، و التي أكدت رفضها لتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات, و استغلال الصراع السوري لضرب مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج أفا.

فالاعتداءات التركية الجديدة ضد الكرد في باشور كردستان  تعد انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي, فالمغامرة التركية في باشور تعد امتداداً لتلك التي تقع في روج أفا، حيث تتواجد أنقرة عسكرياً في مناطق سورية عدة، إضافة إلى رعايتها لفصائل المسلحة, والهدف هو تمكين قواتها من البقاء في سوريا و العراق لزمن أطول، لإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة خدمة لأطماعها التوسعية “العثمانية الجديدة ” التي تعود إلى إرث الدولة العثمانية التي احتلت أجزاء كبيرة للمنطقة خلال القرون الماضية.

إن حلم العثمانية الجديدة الذي يهيمن على تفكير الرئيس التركي  رجب طيب أردوغان، يدفع الأبرياء الكرد في كافة أجزاء كردستان وخاصة في باشور و روج أفا ثمنه, فالسلاح التركي حاضر لتنفيذ مهام القتل في كل من سوريا والعراق وليبيا، وهناك توجه لتحريكه إلى مناطق أخرى، رغبة منها في إبقاء المنطقة الشرق الأوسط  كلها مشتعلاً في حروب وصراعات داخلية إلى ما لانهاية من أجل تحقيق حلم أردوغان, وقد اجتمعت عدة عوامل مغرية لأنقرة من احتلال  باشور كردستان من بينها: قربه الجغرافي وضعف ممانعته للتدخلات الخارجية وثروته النفطية, و جعلها سوقاً لتصريف سلعها و موادها.

وبعد الاحتلال التركي للعراق و التدخل التركي فيها, لجأ النظام التركي إلى الاحتفاظ  بقواعد عسكرية في باشور، وكما تسعى أنقرة لإقامة المزيد من القواعد بحجة حربها ضد المقاتلين الأكراد, والتي تمتد على طول الحدود بدءاً من معبر خابور وصولاً إلى منطقة صوران, وقد أنشأ النظام التركي قواعد في بعشيقة وصوران وقلعة جولان، إلى جانب قواعدها في أربيل بما يشمل ذلك المقرات العسكرية القريبة من جبال قنديل, وزيادة في عدد جنودها وقواتها في باشور في اتجاه واحد هو تأمين ما تزعم تركيا أنها مصالحها الاستراتيجية، ويأتي على رأسها مواجهة الوجود الكردي في العراق وسوريا.

تزداد أطماع تركيا في المنطقة الشرق الأوسط يوماً بعد اليوم، فبعد تدخلها السافر في سوريا بحجة حماية حدودها، وبعد دعمها لحكومة الوفاق “السراج” في ليبيا بالسلاح والمرتزقة، ها هي اليوم تركيا تزيد من عملياتها العسكرية في “شمال العراق”, والتي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين ليزداد على إثرها الغضب الشعبي ضد الهجوم الذي يشنه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الكرد في باشور بحجة ملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني.

وهدف أردوغان من الهجوم التركي أبعد من مجرد ملاحقة قوات  حزب العمال الكردستاني إلى إقامة قواعد عسكرية دائمة في المنطقة ضمن مخطط واسع يعمل على تنفيذه أردوغان في سوريا وليبيا والعراق ومناطق أخرى، بهدف تحقيق أطماع تركيا التوسعية, فالعمليات العسكرية الاستعراضية في باشور ستكون نتائجها وخيمة على أنقرة جراء السياسات الاحتلالية  التي ورطت تركيا في حروب مفتوحة في كل من سوريا وليبيا والعراق, أن النظام التركي مصر على تنفيذ مخططاتها لخلق أوضاع ملائمة لتدخّل عسكري تركي دائم في العراق يحاكي ما قامت به تركيا في شمال سوريا في خضم موجة من الاحتجاجات العراقية والعربية على انتهاكاتها المتواصلة لسيادة أراضي العراق و سوريا, فالنظام التركي لا يقيم وزناً للاحتجاجات العراقية  بل يواصل تنفيذها بشكل هادف إلى فرض التدخل التركي في الأراضي العراقية كأمر واقع.

“وقد كشف موقع ” نورديك مونيتور” عن تسريب لنصّ مكالمة هاتفية بين اثنين من المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  تفضح الطموحات الاستعمارية وأطماع النظام التركي في دول المنطقة ومواردها, وقال الموقع في تقرير نشره، إن مساعداً كبيراً للرئيس أردوغان، يدعى مكسوت سيريم، قال خلال المكالمة إن معاهدة لوزان، التي أنهت الصراع بين الإمبراطورية العثمانية والحلفاء وأقامت الحدود الحديثة بين تركيا واليونان ودول في الشرق الأوسط “انتهت صلاحيتها”، وبذلك تصبح تركيا حرة في الاستيلاء على موارد غنية بالمنطقة بما في ذلك تلك الموجودة في شمال العراق. وعرّف التقرير ” سيريم” بأنه كاتم أسرار أردوغان، مضيفاً أنه كان يتحدث مع صديق له في مكالمة يعود تاريخها لعام 2013، بخصوص المعاهدة التي أٌبرمت عام 1923 في مدينة لوزان السويسرية، لتنهي الصراع بين الإمبراطورية العثمانية والحلفاء وترسم الحدود تركيا الحديثة, وكشفت المكالمة أن الدوائر الداخلية حول أردوغان مقتنعة تماماً بأن معاهدة لوزان انقضت ولم يعد لها أثر وأنها قوضت الأطماع التوسعية للعثمانيين لأعوام طويلة ويجب عليهم الاستيلاء على مناطق تحوي موارد غنية بالنفط في العراق وسوريا و موارد الغاز في شرق البحر المتوسط. وفي عام 2016 و بعد ثلاثة أعوام من تاريخ المكالمة وفي خطاب لأرد وغان يعلن فيها صراحة وحسب رأيه في معاهدة لوزان التي وصفها بالهزيمة لتركيا و المعاناة التي لحقت بتركيا جراء تلك المعاهدة و تخليها عن بعض المناطق لدول أخرى”(1).

وقد تظافرت عوامل عدة لتصعيد التدخلات العسكرية التركية في عدة بلدان “عربية” بشكل متزامن مع تكرار  الخطاب العثماني المتزامن مع هذا التوسع، موضحاً أن من بين أسباب التصعيد العدواني والانتشار العسكري التركي هو رغبة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في إشغال شعبه وقياداته العسكرية في معارك خارجية، خوفا من الاطاحة به، نتيجة سياساته التسلطية, فأردوغان يؤمن بفكرة إحياء الاحتلال العثماني للمنطقة, فلديه مخطط يسير عليه من أجل تنفيذ أجندته في الداخل والخارج، فالأمر ليس فقط عدوان خارجي، بل تغيير للداخل التركي لتلائم مع تصوراته، ويعتمد على خريطة العثمانية ولا يعتبر أن تركيا لديها حدود ثابتة وفقا لمعاهدة لوزان, وقد اعاد طرح الفكرة عندما تحدث في 2016، معتبراً أن الجغرافية العثمانية أكبر من تركيا وتبدأ من الموصل وتمتد إلى حلب والقرم والقوقاز وشمال أفريقيا، وفي 2019 بدأ يتحدث عن ميراث الاجداد والحنين إلى طرابلس ومصراته وترهونة وغيرها من المدن الليبية.

وما يساعد أردوغان على تنفيذ مخططه هو ضعف الحكومات العربية و الصراع المذهبي و الخلاف على السلطة و الحرب الأهلية او انقسام في المجتمع نتيجة تداعيات ما يسمى الربيع العربي، و يعتمد على الاحتواء المزدوج، عندما دخل  إلى مناطق ما أسماه درع الفرات وغضن الزيتون ونبع السلام  في تشرين الأول أكتوبر الماضي، كلها كانت استغلال لفرص معينة من أجل  تقسيم سوريا و العراق. والمحرك و الدافع لأردوغان هو العثمانية الجديدة التي يمارسها بصورة فجة في ظل النظام الرئاسي و تهميش القيادات العسكرية، ولكي يصل إلى الموصل لابد أن يدخل باشور كردستان، ولا يتم تأمين حلب بدون احتلال إدلب و روج آفا, والعثمانية الجديدة ليست حلم أردوغان وحده، ولكن كل “العثمانيين الجدد”، من علمانيين وقوميين متطرفين. فالعراق وسوريا هما الدائرة الأولى للتوسع التركي، وهو يريد أن يسيطر على المناطق الكردية في باشور و روج أفا، ويستغل ورقة الكرد كذريعة للتدخلات الخارجية.

وإيران الفارسية تشارك العثمانية الجديدة الاستراتيجية نفسها من خلال احتلال المناطق السنية في العراق، وإذا استقرت تلك المناطق بيد إيران، وبالتنسيق مع تركيا فإنهما سيعملان على استهداف الكرد في الداخل والخارج, فإن إيران وتركيا لديهما مشروع مشترك للتوسع في كردستان, واجهاض المشروع الكردي في إقامة مجتمع ديمقراطي في المنطقة, من خلال لعبة توزيع الأدوار وتبادل مناطق النفوذ في سوريا و العراق، فبصورة فجة كانوا يتبادلون فيها السيطرة على المناطق السورية، حيث يتحركون معاً في باشور  ولا يمكنهم تأمين مطامعهم بدون تنسيق مع بعضهما في كل من سوريا و العراق, فالتحرك الإيراني والتركي  يمثل حصاراَ للمنطقة بأكملها، وتمدداَ في باشور و روج أفا.

أردوغان لديه مشروع يحاول الدمج  فيه بين مشروع العثمانية الجديدة  ومشروع الخلافة الاسلامية التي فشلت  داعش في تنفيذها, وهو مشروع فاشيٌ عرقيٌ دينيٌ عسكريٌ من أجل احتلال كردستان, وهو في الاصل صراع على الثروة والسلطة, فالعدوان الذي تشنه تركيا على باشور كردستان وعلى روج أفا وعموم الشعب الكردي هو جزء من سياسة طويلة الأمد تنتهجها الدولة التركيّة ضدّ الشعب الكردي وحركة التحرر الكردستانية, فجل اهتمام النظام التركي هو القضاء على الكرد و إبادتهم, أن تركيا لا تستثني أحداً من الكرد في مخطّطاتها العدوانية، سواء من يقف لها بالمرصاد أم من يتعاون معها عسكرياً واستخباراتياً, فبعد الهجمات الأخيرة على حفتانين وشنكال ومخمور، ستكون هناك هجمات أخرى طالما أن حزب العدالة والتنمية متمسك بمقاليد الحكم في تركيا وشريكه  حزب الحركة القومية، فإن هذه الدولة لن تتوقّف عن معاداة الكرد والقوى الديمقراطيّة في المنطقة، وما الهجمات الأخيرة إلا تمهيد لهجمات أكثر شراسة, ولم نرى إدانة صريحة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن أوروبا، ولا نستبعد تقديم بعض الجهات الدعم للدولة التركية في هجماتها المتواصلة على حفتانين ومناطق أخرى في باشور كردستان, فاستهداف مخيم مخمور بغارات جوية تركية, بالرغم  أن المخيم ترعاه الأمم المتحدة، والمجال الجوي يقع تحت سيطرة قوات التحالف الدولي و أمريكيا, لكن الغارات شنت ولم نر أية إدانة من الأطراف المذكورة، بل العكس من ذلك، إذ أن الغارات تمت بضوء أخضر أمريكي، المجتمع الدولي مسؤول عن المجازر التي ترتكبها تركيا بحق الشعب الكردي وشعوب المنطقة(2).

تحتل كردستان  مكانة خاصة في السياسة التركية، لأسباب اقتصادية وأمنية وإقليمية وأيديولوجية، لأنها تمثل بوابة العبور التركية إلى المنطقة الشرق الاوسط, كل ذلك وسط حنين تركي ينطلق من دعوات تاريخية تعتبر هذه المنطقة جزءا من تركيا ومشروعها الإقليمي، وعليه انطلاقا من الأطماع التركية التاريخية هذه سارعت حكومة العدالة والتنمية عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 إلى إقامة ما يشبه نفوذاً دائماً ومؤثراً لها في باشور كردستان، مستخدمة الاقتصاد وسيلة لتحقيق ذلك, ومن خلالها مارست تركيا سياسة تقوم على إحلال مشروعها الخاص عبر مسار أمني مزدوج يقوم على دعامتين:

الأولى: إقامة سلسلة قواعد عسكرية في باشور كردستان والعراق، ولا سيما قاعدة بعشيقة بالقرب من الموصل، رغم معارضة بغداد ومطالبتها الدائمة لأنقرة بسحب قواتها من هناك.

الثانية: القصف التركي الدائم لمناطق باشور ولا سيما جبال قنديل وسنجار ومخيم مخمور، والذي تشرف عليه الأمم المتحدة، بحجة مكافحة الإرهاب ومحاربة حزب العمال الكردستاني علما أن معظم الضحايا من المدنيين, والهدف طويل الأمد لتركيا والتي  تسعى لتحقيقه منذ زمن بعيد، وهو تكريس الوجود التركي في باشو بحجة محاربة “الإرهاب”.

أدت السياسات  التركية التوسيعية في باشور إلى جملة من القضايا الأمنية الحساسة التي تهددها، لعل أهمها: خلق حالة من الانقسام بين الكرد و خلق حالة من الفوضى الأمنية نتيجة زيادة النشاط الاستخباراتي التركي في المنطقة و إضعاف الحكومة العراقية, فسياسة أردوغان  سواء في داخل تركيا أو خارجها القائمة على  “مكافحة الإرهاب” باتت ذريعة لشن نظامه الحرب ضد كل من يناهضه، ولا سيما الحركة الكردية كما في العراق وسوريا وتركيا, وكذلك في ليبيا وغيرها من الدول والمناطق التي يريد أردوغان السيطرة عليها، وهذا هو جوهر سياسة أردوغان التي تقوم على الاحتلال والسيطرة، منطلقاً من أحلامه العثمانية التي باتت تهدد أمن الدول ومستقبل شعوبها. وكما تريد تركيا من خلال إشعال حرب بين هذه الأطراف، التمكن من فرض كامل أجندتها مع اقتراب انتهاء مدة اتفاقية لوزان عام 1923 , حيث تتطلع تركيا مع عام 2023  إلى تحقيق الميثاق الملّي التركي الذي يدعي أن شمال العراق وسوريا هي أراضٍ تركية انتزعت بفعل اتفاقية لوزان.

إن ما تقوم به حكومة أنقرة من العمليات العسكرية في المناطق الكردية من شأنها أن تفتح الباب أمام المزيد من الاضطرابات والقتل والتشريد, فحكومة أردوغان  تقوم بعمليات عسكرية استفزازية في روج أفا ضد قوات سوريا الديمقراطية ليتخذه فيما بعد ذريعة للتدخل التركي في بقية المناطق تحضيرا للمرحلة الثانية لأطماعه العدوانية وإعادة بناء الامبراطورية العثمانية, فالحكومات التركية المتعاقبة لم تبخل يوماً في عدائها للكرد ولم تفرق بين أي قوى كردية, و الهجوم التركي الذي يستهدف القوى الكردية في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في سوريا يؤدي في الوقت ذاته إلى إضعاف الكرد في باشور, لم تتوان تركيا لحظة واحدة في ضرب الحركة الكردية أينما كانت, أن ما تقوم بها تركيا من تدخل في سوريا و العراق هو للقضاء على الحلم الكردي والتوسع في اطماعها الاستعمارية  بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية, وتعريض أمن المنطقة و العالم للخطر و تجاهلها لدعوات المجتمع الدولي, و رغم التنديدات الدولية يواصل الرئيس التركي أردوغان التأكيد على أنه لن يتراجع عن عملياته العسكرية وأن بلاده لن توقف الهجوم مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنها.

المراجع

1- https://www.alroeya.com/60-63/2115075-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D9%85-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%81%D8%B6%D8%AD-%D8%A3%D8%B7%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82  تاريخ المشاهدة  25/6/2020

2- https://anfarabic.com/l-lm/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D9%83-%D9%85%D8%AE%D8%B7-%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1-%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A-62509   تاريخ المشاهدة  26/6/2020

زر الذهاب إلى الأعلى