مجلس سوريا الديمقراطية والعمل الدبلوماسي

حملت الجولات التي قام به مجلس سوريا الديمقراطية واللقاءات مع الأطراف الفاعلة في الملف السوري، العديد من المؤشرات التي تؤكد على أهمية المشروع السياسي لمجلس سوريا الديمقراطية، فاللقاءات التي أجراها مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن وموسكو أكدت على وجود محاولات روسية أمريكية لاستقطاب مسد، فالتحرك الدبلوماسي لمجلس سوريا الديمقراطية زاد من حجم الحملات الإعلامية المغرضة ضد شمال وشرق سوريا وتشويه حقيقة هذا الحراك الدبلوماسي لمسد من قبل النظام السوري والدولة التركية والإخوان المسلمين.

مما لا شك فيه فإن الانتصارات التي استطاعت قسد من تحقيقها في الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي والتي كانت تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين حولتها من قوى عسكرية محلية إلى شريك فعال للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، حيث شكلت هذه الخطوة هاجساً لدى النظام البعثي والدولة التركية، وبالرغم من محاولات إبراز محاربتهم للإرهاب إلا أن حكومة الأسد والدولة التركية  استمرا في محاولات فاشلة لفك التفاف أبناء المنطقة حول قسد عسكرياً ومسد سياسياً فكانت هنالك العديد من المحطات التي سعى فيه كلاهما إلى استخدام أساليب الحرب النفسية والدعاية السوداء بهدف تشويه صورة قسد و مسد .

وقد شهدت الآونة الماضية إبداء مجلس سوريا الديمقراطية مرونة دبلوماسية أكبر من ذي قبل بهدف الوصول إلى حلول سياسية تهدف إلى دفع عجلة الحل في سوريا بعد أن عملت على تذليل العديد من العوائق التي كانت تقف حجر عثرة في طريق الحوار السوري- السوري، من المبادرات التي قدمها مسد لتوحيد مختلف الأجسام السياسية للمعارضة الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى استعداده بشكل مستمر للحوار مع حكومة دمشق، حيث لاقت هذه الخطوات الملموسة من قبل مسد ترحيباً أمريكياً وروسياً وإشادة بموقف مسد إلا أن هذا الترحيب جوبه برفع وتيرة استهداف مسد وقسد.

 ونظراً لفاعلية قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب، فقد سعت كلٌ من الدولة التركية عبر أدواتها الإخوانية والنظام السوري عبر أدواته للتشويه إلى استهداف الدعائم التي تستند إليها مسد في مناطق تواجدها والتي هي الأمن والاستقرار الغذائي لذلك فقد سعت التيارات الإخوانية المرتبطة بتركيا وعبر اللوبي الخاص بها المتوغل في الوسائل الإعلامية الغربية للترويج عن عمليات إطلاق سراح مرتزقة داعش لقاء مبالغ مالية بالإضافة إلى استعداد قسد لإطلاق سراح المئات من عناصر داعش الأمر الذي كانت قد نفته بشكل قطعي قوات سوريا الديمقراطية علاوة على تزامن هذه البروبوغندا الإعلامية التي مولتها جماعات إخوانية مع حملات تشويه اتبعها النظام البعثي حول عدم صلاحية بذار القمح الذي أرسلته الوكالة الأمريكية للتنمية لتوزيعها على الفلاحين في مناطق شمال وشرق سوريا كبادرة لدعم اقتصاد المنطقة، حيث أكدت الوكالة من جهتها على سلامة هذه البذور التي تستخدم في مناطق مسد للاستهلاك البشري.

هذه المعطيات جاءت في وقتٍ واحد وبشكل يوحي إلى توحيد جبهة الاستهداف من خلال تنسيق التهديدات التركية بالقيام بعملية عدوانية تجاه المناطق الآمنة وتنفيذ عمليات اغتيال بالطائرات المسيرة، إلى جانب إصرار الراعي الروسي على خفض سقف شروط مسد للحوار؛ وبذلك سعى الطرفان في استهداف مسد وقسد على حدٍ سواء وبالطبع فإن الهدف الأبرز من حملات التشويه يكمن في دفع مسد لتقديم المزيد من التنازلات لصالح النظام في الحوار الذي تسعى روسيا لرعايته بالإضافة إلى الإصرار على حصر خارطة الطريق التي كانت قد وضعتها مسد -والتي تتبلور في فكرة سوريا قادرة على الوصول إلى حل سياسي- في مناطق شمال وشرق سوريا ومنطقة الجزيرة السورية بشكل خاص بالإضافة لمحاولة إظهاره مشروع مسد أنه ذو أجندات انفصالية وقومية بهدف تغذية النعرات العنصرية داخل جسم مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية.

من جانبٍ آخر، ووفقاً للمعطيات المتاحة فإن هناك محاولات لتعزيز موقف مجلس سوريا الديمقراطية والتي تتجلى بحسب المعلومات في الاهتمام الذي أبدته واشنطن ومسؤولين أمريكيين بارزين لوفد مسد والتي تهدف لمحاولة إشراك مسد في أي مشروع للحل في سوريا كون مسد هي القوى الوحيدة التي حافظت على كينونتها داخل المجتمع السوري في الأزمة السورية ومن المحتمل أن تسعى واشنطن إيجاد صيغة في اتخاذ مسد كطرف سياسي ثابت في العملية السياسية بدعم عربي لحل الأزمة السورية.

وخلاصة القول أن حملات التشويه والتضليل من قبل القوى المعادية التي تم ذكرها ستتواصل وتستمر لخلق العقبات والعوائق بمختلف الوسائل أمام سياسة مجلس سوريا الديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى