عيد العمال العالمي
نذير صالح خلف
في الأول من شهر أيار من كل عام تحتفل الطبقة العاملة العالمية ومنذ عام 1886 باليوم العالمي للعمال ويعود أصل هذا اليوم الإنساني وهذا التاريخ المجيد إلى مؤتمر الاتحاد الأمريكي للعمال 1885 والذي قرر أن يكون العمل يوميا فقط لثماني ساعات وذلك بعد إضرابات نقابات العمال بسواعدهم وأدمغتهم وكانت ولاية أريغون أول ولاية أمريكية قد عطلت بمناسبة هذا العيد تمجيدا لجهود العاملين منتجي الخيرات ثم تلتها نيويورك أم المدائن الأمريكية ثم كندا كما تم اختيار وتثبيت هذا اليوم من قبل المعهد الدولي الثاني للاشتراكية الدولية والأحزاب الشيوعية والثورية لإحياء ذكرى مذبحة ” هاي ماركت ” في فيرجينيا التي تخطت أخبارها أسوارا لولايات المتحدة وبلغ صداها أسماع عمال العالم في جميع أنحاء المعمورة عام 1886م وقبلها في استراليا وقد استشهد الكثير من العمال من قبل قوات المهام الخاصة في الجيش الأمريكي عام 1894 م كونهم دافعوا ببسالة منقطعة النظير عن حقوقهم الطبقية والإنسانية ورفضوا العودة إلى أعمالهم قبل أن تتحقق مطالبهم وذلك في عهد الرئيس – غروفر كليفلاند – وبعد أيام سته ونتيجة لموقفهم المبدئي الصارم صالحهم الرئيس كليفلاند وتم تشريع عيد العمال وإعلانه إجارة وعطلة رسمية وبلغ عدد الإضرابات أكثر من خمسة آلاف إضراب وبلغ عدد المشاركين فيها حوالي 340000 عامل وتتوج نضال عمال ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وسائر دول أوربا باعتبار الأول من أيار عيداً عالميا للطبقة العاملة وعطلة لا دوام فيها وتم إقرار ذلك وبشكل نهائي من قبل مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام عام 1904 م وفي عام 1955 م باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من أيار عيدا للطبقة العاملة العالمية وحظي ذلك بمباركة وتقدير الاتحاد السوفياتي السابق وسائر دول المنظومة الاشتراكية في العالم إلى أن أصبح هذا اليوم تقليدا رائعا في سائر دول العالم وهنا وبهذه المناسبة الخالدة لا بد أن نستذكر ونستحضر الشخصيات الثورية التي ضحت بحياتها من أجل هذا اليوم المجيد ومن أجل حرية وسعادة الكادحين من سائر الشعوب والأمم ومنهم شهداء ” هاي ماركت ” العظام إلى روزا لكسمبورغ سنديانة الثورة الباسقة التي مزقتها براثن النازية ود ولوريس وريفيرا إلى آخره من النساء اللواتي تركن بصمة دامغة في تاريخ النضال النسوي السياسي وقد بين المفكر الأممي عبدالله أوجلان في المجلد الخامس ( مانيفستوالحضارة الديمقراطية) بوضوح إن الاستغلال الاقتصادي بحق العاملين واعتبر أن عصر رأس المال المالي هو ذروة دمار الاقتصاد والمجتمع إذ يقول : نحن أمام وحش اقتصادي متهور يكاد يجر نصف المجتمع نحو البطالة ولا يمكن أن يحظى الرجال والنساء بالحياة القويمة والجميلة إلا إذا وطدوا الحياة الحرة عالمياً وجماعياً وفي هذه المناسبة نهنئ الطبقة العاملة في عموم سوريا والعالم أجمع وتحية لصناع وبناة الأوطان ولذكرى أولئك الذين استشهدوا دفاعاً عن المظلومين تحية إجلال وتقدير لجهودهم العظيمة .
نذير صالح خلف