تقرير حول منتدى ” الهجرة والتهجير في شمال وشرق سوريا”

منتدى الهجرة والتهجير الذي عقده مركز روجآفا للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان: “الهجرة والتهجير في شمال وشرق سوريا: الأسباب والتداعيات والمقترحات والإجراءات ” يوم الإثنين ٢٨-١-٢٠٢٤م، في قاعة محمد شيخو للثقافة والفن في قامشلو، والذي حضره أكثر من 160 شخصية من الباحثين والأكاديميين والسياسيين وممثّلين عن المؤسّسات الفكرية والتعليمية والاجتماعية، ومؤسّسات المجتمع المدني، وممثّلين عن الإدارة الذاتية، ومهتمّين بالشأن العام؛ يُعتبَر المنتدى أكبر تحدٍّ للسياسات التي تحاول دولة الاحتلال التركي والدول المعادية للإدارة الذاتية  تنفيذها في المنطقة.

عامل التوقيت:

ربّما جاء انعقاد منتدى الهجرة والتهجير متأخّراً، إلّا أنّه سيكون ذا تأثير للحدّ من الهجرة من المنطقة، ويُعتبَر تحدّيًا كبيرًا للتهديدات التركية التي تحاول إفراغ المنطقة، فعامل التوقيت الذي عُقِد فيه المنتدى -بالرغم من تأخّره- يُعتبَر مهمًّا جدًّا، وخصوصاً بعد ازدياد وتيرة الهجرة ومحاولات التهجير التي وصلت إلى ذروتها من قبل الاحتلال التركي الذي يستهدف البنية التحتية والمؤسّسات المدنية؛ بغرض دفع الناس إلى الهجرة، واستمرار سياسة التهجير بحقّ المواطنين في المناطق المحتلّة.

الرسائل التي حملها انعقاد منتدى الهجرة والتهجير:

حمل هذا المنتدى العديد من الرسائل، وأبرزها:

رسالة إلى الجهات التي تعادي الإدارة الذاتية، وتحاول تأليب الشعب على الإدارة الذاتية؛ مفادها أنّ الشعب باقٍ على أرضه بالرغم من المحاولات الحثيثة من قبل الاحتلال التركي والجهات الأخرى لدفعهم إلى الهجرة.

كما حملت رسالة إلى المجتمع الدولي؛ مفادها أنّ صمته لا يقلّل من عزيمة الشعب في التمسّك بالأرض، والبحث عن حلول للمشاكل، وإيجاد آلية للوقوف في وجه السياسات التي تستهدف المنطقة ومحاولات التغير الديمغرافي.

أبرز ما تمّت مناقشته في المنتدى، وأهمية المنتدى:

ركّز المحاضرون على تاريخ الهجرة في العالم وأسبابها وتداعياتها على الدول التي هُجّر منها أهلها وعلى بلاد المهجر.

كما تمّ التركيز من قبل المحاضرين على شكل الهجرة في مناطق شمال وشرق سوريا، والسياسات التي يمارسها الاحتلال التركي من خلال استهداف البنية التحتية والمؤسّسات المدنية والمشافي والمدارس، لدفع الناس إلى الهجرة، تلك السياسات التي تهدف إلى تفريغ المنطقة لإحداث التغيير الديمغرافي، بالإضافة إلى الحديث عن السياسات التي تمارسها الدول المحتلّة لكردستان بحقّ أبناء الشعب الكردي، ومحاولاتهم تفريغ المناطق الكردية من سكّانها الأصليين، وكان للوضع الاقتصادي الحصة الأكبر في المواضيع التي تناولها المحاضرون، وذلك بالحديث عن الوضع الاقتصادي في شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى الحديث عن التقصير في بعض مؤسّسات الإدارة الذاتية؛ الأمر الذي يؤثّر سلباً على حياة المواطنين، لذا فقد تم اقتراح بعض الحلول لتحسين الواقع الاقتصادي، وتقديم بعض التوصيات والمقترحات للجهات المعنية.

بالإضافة إلى العديد من المداخلات التي أغنت المنتدى، والتي امتازت بالديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، حيث انتقد المداخلون بعض التقصير في بعض المؤسّسات، كما أكّدوا على استمرارهم في المقاومة والتشبّث بهذه الأرض ومواجهة السياسات الممارَسة، و بدورهم أيضًا قدّم المداخلون بعض المتقرحات لتحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة.

أمّا فيما يخصّ البيان الختامي فقد ركّز على المخرَجات والمقترَحات التي تعبّر عن تطلّعات المشاركين ومقترحاتهم وتوصياتهم.

وقد تضمّن البيان الختامي المخرَجات التالية:

1. التأكيد على أنّ ظاهرة الهجرة وعمليات التهجير تهدّد الأمن الإنساني والوجودي لمجتمعات شمال وشرق سوريا بمختلف مكوّناتها.
2. التأكيد على أنّ عمليات التهجير القسري التي تقوم بها القوات التركية والجماعات المسلّحة التابعة لها بحقّ السكان الأصليين في المناطق المحتلّة من شمال وشرق سوريا، هي جرائم ضدّ الإنسانية، وتصنّف كإحدى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وفقاً لميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف 1948م والبروتوكولين الإضافيَّين لعام 1977م، كما تُعتبَر انتهاكاً للأعراف الإنسانية والدولية.
3. استنكار عمليات التهجير التي تقوم بها القوات التركية والجماعات المسلّحة التابعة لها بحقّ السكان الأصليين في المناطق المحتلة من شمال وشرق سوريا.

أمّا المقترحات والتوصيات فهي:

1. دعوة الإدارة الذاتية إلى الاستجابة النوعية للأزمة المعيشية وكارثة الجفاف، وإشراك كلّ من المجتمع ونُخَبه العلمية والاقتصادية والنقابات والاتّحادات المهنية فيها؛ للسعي نحو الارتقاء بالواقع المعيشي.
2. دعوة الجهات المعارضة للإدارة الذاتية إلى ضرورة اتّباع النقد البنّاء وإلغاء خطاب الكراهية في الحياة السياسية للمنطقة.
3. دعوة المؤسّسات الحقوقية والإغاثية (الأممية والدولية) لتحمّل مسؤوليّتها والخروج عن صمتها حيال التجاوزات والانتهاكات التي تحدث في المناطق المحتلّة من شمال وشرق سوريا.
4. دعوة أبناء وبنات شمال وشرق سوريا إلى عدم الهجرة والتشبّث بأرض الأجداد، ودعوة المهاجرين إلى العودة.
5. تأسيس مركز فكريّ وعلميّ خاصّ بأبحاث الهجرة وتوثيق عمليات التهجير ملحقًا بهذه الهيئة، ويكون العاملون فيها من ذوي الاختصاص والخبرة.
6. دعوة إلى الحزم في تطبيق القوانين والتشريعات الصادرة عن الإدارة الذاتية الخاصة بمكافحة تهريب البشر للحدّ من الهجرة.

كما طُرِحت في المنتدى الكثير من المقترحات والتوصيات والحلول من قبل المحاضرين والمُداخلِين، ونحن في مركز روجآفا للدراسات الاستراتيجية بدورنا سنقوم بفرز هذه المقترحات والتوصيات والحلول، لإيصالها إلى الجهات المعنية، كما سنعمل على متابعتها حتى الوصول إلى نتائج ملموسة.