تحوّلات الصراع ومآلات النظام الدولي خلال العام 2025م
أحمد بيرهات

يشكّل عام 2025م لحظة كاشفة في التاريخ السياسي العالمي، لا بوصفه عاماً عادياً في سياق التحوّلات، بل باعتباره نقطة تكسّر بنيوي في النظام الدولي الذي تأسّس عقب انتهاء الحرب الباردة مع انهيار الاتحاد السوفيتي في 26 كانون الأول عام 1991م.
فالحرب الباردة لم تكن حرباً عسكرية مباشرة، بل صراعاً أيديولوجياً وسياسياً واقتصادياً بين المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، والمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، فانتهاء الحرب الباردة لم يكن حدثاً مفاجئاً، بل مساراً تراكمياً لانهيار نموذج الدولة المركزية الصلبة أمام التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية؛ وهو ما فتح الباب أمام نظام دولي أحادي القطبية لفترة، قبل أن يدخل العالم لاحقاً في مرحلة تعدّدية أكثر تعقيداً.
غير أنَّ العالم لم يعد يعيش مجرّد انتقال تدريجي من نظام أحادي القطب إلى نظام متعدّد الأقطاب، بل دخل مرحلة أكثر تعقيداً تتّسم بتفكّك مراكز الهيمنة دون تشكّل بديل متماسك قادر على إنتاج الاستقرار؛ وهو ما ينسجم مع التوصيف العميق لعالم الاجتماع الأمريكي إيمانويل والرشتاين (1930-2019م) للأزمة الراهنة بوصفها أزمة بنيوية للنظام العالمي نفسه، لا مجرّد انتقال سلس للقيادة بين قوى كبرى، إذ يؤكّد أنَّ النظام الرأسمالي العالمي يمرّ بأزمة تاريخية طويلة الأمد، تتآكل فيها أدوات الضبط السابقة دون أن تنشأ بدائل مستقرّة: “سيكون فيها النسق…….
لتحميل الدراسة اضغط على الرابط التالي:



