نتائج استبيان حول كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي في روجآفايي كردستان

أحدثت التطوّرات السياسية والأمنية التي شهدتها الأزمة السورية تحوّلات كبيرة في المواقف السياسية للقوى المحلّية السورية، حتى أنّ العديد منها – والتي توصف بالمتزمّتة إيديولوجياً مثل “هيئة تحرير الشام”- قد غيّرت مقاربتها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية باعتماد نهج يساير المواقف الدولية تجاه سوريا؛ ما يشير إلى بداية مرحلة جديدة في التاريخ السياسي لسوريا. وفي خِضَمّ هذه التحوّلات وجدت الحركة السياسية الكردية نفسها بحاجة إلى إعادة النظر في مواقفها السياسية أيضاً؛ وشكّلت مع الضغوط الداخلية للمجتمع الكردي المتماهية مع مبادرة السلام لقائد حركة حرية كردستان عبدالله أوجلان، ومع الضغوط والتهديدات الخارجية، عاملاً حاسماً في دفع القوى السياسية الكردية في روجآفا نحو وضع استراتيجية عامّة حول القضية الكردية في سوريا؛ ويبدو أنّ الاتفاق على مبادئ هذه الاستراتيجية تم في “كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي في روجآفاي كردستان” الذي انعقد بتاريخ 2025.04.26 في مدينة قامشلو، بمشاركة أكثر من 400 شخصية كردية، سياسية واجتماعية وعسكرية وفكرية وثقافية ودينية وإعلامية، من روجآفا ومن دمشق وحلب وحماة والباب وإعزاز، بالإضافة إلى ممثّلين عن أحزاب وتنظيمات سياسية كردية في شمال وجنوب كردستان وأوروبا، وعدد من أصدقاء الشعب الكردي. اختتم الكونفرانس أعماله بإصدار وثيقة سياسة على المستوى السوري والمستوى الكردي، تمحورت الوثيقة حول ضمان حقوق الكرد وثوابت العمل السياسي الكردي؛ وهو ما يمكن اعتباره ميثاقاً للعمل السياسي الكردي.

      لقد ترك هذا الكونفرانس انطباعاً إيجابياً لدى عامّة الشعب الكردي، إلّا أنّ الشكّ في مدى استمرار هذا الاتفاق لا يزال يشكّل هاجساً لدى الكثير من الكرد، خاصة بعد عدّة محاولات مماثلة في السابق لم تتكلّل بالنجاح، ولعلّ أبرزها تجربة “الهيئة الكردية العليا” في عام 2012م التي لم تدم طويلاً، وكذلك “المرجعية الكردية العليا” في عام 2020م.

     وفي محاولة للاستجابة لهذه المفارقة؛ كان لا بدّ من طرح سؤال جوهري حول مدى تطوّر مقاربة الحركة السياسية الكردية تجاه القضية الكردية في سوريا من وجهة نظر المهتمّين بالشأن السياسي الكردي، استناداً إلى نتائج الكونفرانس؛ ومن أجل ذلك تمّ إعداد استبيان إلكتروني مغلَق، نوع ” إلكتروني – يوتيوب” مكوّن من سؤال واحد، وتم نشره بتاريخ 2025.04.27 وتحديد انتهائه بتاريخ 2025.05.04، شاركت فيه عيّنة من المهتمّين بالشأن السياسي، وكانت نتائجه على الشكل التالي:

السؤال: باعتقادك هل نجح كونفرانس وحدة الموقف والصف الكردي في روج آفايي كردستان، في تشكيل رؤية كردية جامعة لحل القضية الكردية في سوريا؟

 نعم      لا      غير مهتم

وكانت الإجابات على الشكل التالي:

     أكّدت غالبية العيّنة (91%) على أنّ “كونفرانس وحدة الموقف والصف الكردي في روج آفايي كردستان” قد نجح في تشكيل رؤية كردية جامعة لحلّ القضية الكردية في سوريا، تشير هذه النسبة إلى وجود ثقة كبيرة نسبياً تجاه قدرة الأحزاب الكردية على تجاوز خلافاتها السياسية وانقساماتها الأيديولوجية، مقارنة مع نسبة (7%)  التي تعتقد أنّ الكونفرانس لم ينجح في تشكيل هذه الرؤية؛ وقد يكون لانفتاح القوى الكردية الرئيسية على جَسر الهوّة السياسية بينها، استناداً إلى مبادرة قائد حركة حرية كردستان عبدالله أوجلان للسلام، دوراً كبيرًا في بناء هذه الثقة، خاصة مع حضور ممثّلين عن هذه القوى في الكونفرانس، وتمكّن الكرد في سوريا من جذب الاهتمام العالمي إلى قضيتهم. من ناحية أخرى؛ ولدى تقصّي رأي الشارع الكردي بشكل عام منذ احتلال عفرين عام 2018م أمكن ملاحظة ترسّخ قناعة لدى غالبية المجتمع الكردي حول ضرورة توحيد العمل السياسي، بغضّ النظر عن الاتجاه السياسي، لتأمين حقوق الشعب الكردي وحماية ثقافته وتراثه من عمليات الصهر والإبادة والتهجير، وبناء علاقات متكافئة مع باقي المكوّنات السورية على أسس ومبادئ الديمقراطية.

     لذا؛ فإنّ تأكيد العيّنة على ضرورة تشكيل رؤية كردية جامعة لحلّ القضية الكردية في سوريا يُعَدُّ مؤشّراً على الانفتاح على حلّ هذه القضية في المستوى الوطني السوري؛ وهو ما يفرض على القوى السياسية السورية الأخرى الانفتاح إيجابياً على حل القضية الكردية في المستوى الوطني وفقاً لعقد اجتماعي جديد، فالحلول أحادية الجانب لن تجدي نفعاً، كما أنّه وفي ظل إصرار الكرد على حلّ قضيتهم في إطار الخارطة السياسية السورية، وعدم رغبتهم في التخلّي عن الروابط التاريخية مع المجتمع الكردي في حوران والساحل وحماه وحمص وحلب؛ فإنّ محاولة تنظيمات القومويّين والمتطرّفين لصناعة فوبيا كردية في سوريا لن تساهم في حل أزمات البلاد ورأب الصدع الذي أوجدته تلك التنظيمات في العلاقات بين المجتمعات السورية.

      أمّا بخصوص التفاعل مع الاستبيان، فيمكن تقييمه بالإيجابي، وجاءت معظم التعليقات والردود على شكل آراء تدعم السلام والديمقراطية في المنطقة، وكذلك تدعم اللامركزية، ووصفت الكونفرانس ومخرجاته بالناجح، واعتبرته خطوة هامة وأساسية في حل القضية الكردية والوقوف في وجه كل المؤامرات والعدائيات ضدّ الكرد، كما أنّها تعكس روح التضامن والتكاتف بين الشعب الكردي بكافة ألوانه…

زر الذهاب إلى الأعلى
RocketplayRocketplay casinoCasibom GirişJojobet GirişCasibom Giriş GüncelCasibom Giriş AdresiCandySpinzDafabet AppJeetwinRedbet SverigeViggoslotsCrazyBuzzer casinoCasibomJettbetKmsauto DownloadKmspico ActivatorSweet BonanzaCrazy TimeCrazy Time AppPlinko AppSugar rush