مجلة دراسات استراتيجية العددان 5-6

صيف وخريف 2021

يمر الشرق الأوسط منذ سنوات بهزات مفصلية، هي عبارة عن ارتدادات لسياسات وممارسات مورست على مدى سني ما تسمى ب ” بعد الاستقلال “، فمعظم دول الشرق الأوسط ( استقلت ) كهبة او بعد مقايضات بين المحتلين أنفسهم، ولم تكن هناك ثورات حقيقية بالمعنى الشامل للثورات، خلا بعض المناوشات والمعارك التي قام بها بعض ” الثوار ” ولم تكن الحقيقة الا عبارة عن احداث ارباكات بسيطة، أو إشارات للمحتلين ( لا سيما من الفرنسيين والإنكليز ) انهم غير مرغوب بهم  في هذه البلاد، فلا السوريون ولا العراقيون ولا اللبنانيون حرروا بلادهم بقوة السلاح والثورة، ( كما في الجزائر مثلا.)

لهذا ظلت بلدان الشرق الأوسط بعد استقلالها محتلة من قبل جماعات ( عسكرية محلية على الأغلب ) أذاقت شعوبها الويلات، وأكثر مما قام به المستعمران المذكوران سابقا.

وعلى مدى عدة عقود قامت السلطات الحاكمة في بلدانها بتحويل هذه البلاد لحدائق خلفية لنفس المستعمرين، مقابل بعض السرقات التي يقومون بها من قوت شعوبهم، وحريتهم وكرامتهم، لهذا ولا عجب ان يشعل الثورات ( ما سميت بثورات الربيع العربي ) أشخاص هامشيون أو ما سميوا في الادبيات اليسارية ب ” حثالة البروليتاريا “، فترى لو لم تقم الشرطية التونسية بصفع بائع الخضار البوعزيزي، وإهانته، هل كانت ستبدأ شعلة الثورة في تونس ضد نظام بن علي.؟ وكذلك الاحداث او ما سميت فيما بعد بالثورات في كل من : مصر ليبيا وسوريا.؟

بالطبع لا يمكن استسهال الموضوع بهذا الشكل، فما حدث ويحدث انما كان نتيجة حتمية للقمع الذي مورس ضد كرامة الشعوب وحريتها في هذا البلد ” المستقل ” او ذاك، ولكن المصيبة التي جلبها ” الثوار” او الذين قاموا بالثورات لنهم لم يكونوا قد استعدوا لها، لا تنظيما ولا فكرا ودون استراتيجية واضحة، ولهذا أيضا تحول الشرق كله وفيما بعد العالم الى بؤر للإرهاب والقتل والدمار، والتخريب، والتم على ” الطريدة” ـ بحسب وصف وزير الخارجية القطري السايق حمد بن جبر ـ كل شذاذ الآفاق وحاملي الفكر المتطرف واستندوا على آيات قرآنية مر عليها قرون من الغبار والضياع والتشتت، حتى صار الإرهاب صفة تلازم الشرق أوسطي والمغاربي أينما اتجه واينما حل، ليعود الجميع في قرارة انفسهم بالعودة ولو من باب التحسر والامنيات الى عهد ” الدولة المستقلة” وحكامها من حراس الاستعمار.

في هذا العدد المزدوج من مجلتنا حاولنا تسليط الضوء على موضوع الإرهاب والتطرف وجوانبه العديدة، لما له من تماس يومي مع حياتنا التي لم تعد حياة الا من باب المجاز.

يتناول العددان 5-6 من مجلة دراسات استراتيجية الدراسات التالية:

  • عقيدة القتال لدى الكرد.
  • الإرهاب، التطرف والفوضى الخلاقة.
  • المعارضة السورية.
  •  السياسة الدفاعية للمعارضة السورية الإسلامية.
  • الجفاف في غرب كردستان.
  • هجرة المكونات القومية إلى الرقة. – محمد العزو

لتحميل المجلة اضغط على الرابط التالي : دراسات استراتيجية العدد5_6

زر الذهاب إلى الأعلى