مجلة دراسات كردية العدد 5
شتاء 2015
أردنا من خلال العدد الخامس من مجلة دراسات كردية، تسليط الضوء على عدة مواضيع مصيرية قد أثرت وما زالت تؤثر على المجتمع الشرق أوسطي عموماً والكردي بشكل خاص، فقد تعرض الكرد الإيزيديين في القرن الحادي والعشرين، لإحدى أكبر الهجمات البربرية والإبادات العرقية تحت قناع وغطاء الدين، كما كان الحال في الإبادات الثلاثة والسبعين التي تعرضوا لها في حقب مختلفة من الزمن، هذه الهجمات التي شنت على يد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، كانت واحدة من سلسلة الإبادات التي استهدفت وجودهم من خلال قتل الآلاف من رجالهم، وسبي الآلاف من النساء الكرد الإيزيديات أيضاً، لتبعن في أسواق النخاسة في كل من الموصل وتلعفر والرقة، ليذكرونا بما قرأناه في كتب التاريخ عن أسواق الرق والنخاسة. إلى جانب ضرب ثقافتهم الدينية بهدف طمس المعالم الدينية والتراث الديني المتبقي من الزرادشتية.
كما لم ننسى في هذا العدد أن نستذكر الأرمن، الذين عانوا أيضاً من ويلات الحرب العالمية الأولى، وتعرضوا لإحدى أكبر الإبادات في القرن العشرين، فقد عانى الشعب الأرمني الكثير في بدايات القرن العشرين على يد الدولة العثمانية، وتعرضوا للمذابح وسبي النساء أيضاً كما هي حال الكرد الإيزيديين، وتحت نفس الغطاء أيضاً إلى جانب إتهامهم بالوقوف مع روسيا القيصرية والاستعداد للإنقلاب على الباب العالي في الآستانة، ولكنها لم تكن سوى لعبة أرادوا من خلالها ضرب مكونات المنطقة ببعضها، من خلال تأليب الكرد على الأرمن بدوافع دينية بهدف التخلص من كلتا القوتين تطبيقاً لسياسة “فرق تسد”، وها نحن إذ نذكرها في عددنا هذا بهدف الإشارة إلى الألاعيب التي مارستها الدولة العثمانية ومن وراءهم الدول الغربية، بهدف ضرب المكونات العرقية الرئيسية للشرق الأوسط ببعضها البعض، بهدف إضعافهم والتخلص من قوة إرثهم الحضاري، على أمل أن نستفيد من هذه الدروس في حاضرنا ونسعى للتغلب على المؤامرات التي تحاك من حولنا وتستهدف تشويه وجودنا وقمع تراثنا وحضارتنا.
وأيضاً نقدم لقرائنا في هذا العدد بحثاً موسعاً عن تاريخ الحركة السياسية الكردية في روج آفايي كردستان والذي سينشر على شكل حلقات، الحركة السياسية الكردية في روج آفايي كردستان والتي جاءت على شكل امتداد للحراك الثوري في شمال كردستان، سرعان ما تحول إلى نضال ثقافي ومن ثم حزبي على أيدي الأوائل من مناضلي الحركة الكردية ومن أبرزهم أوصمان صبري، والذي كان له البصمة الأبرز على تاريخ الحركة السياسية الكردية، وما زالت أغلب الأحزاب الكردية في روج آفايي كردستان، تستند في برنامجها وأهدافها إلى البرنامج السياسي الذي وضعه أوصمان صبري في عام 1956. كما أن الحركة السياسية الكردية في روج آفايي كردستان لم تكن في يوم من الأيام بمنأى عن تأثير الأحداث التي جرت في كل من شمالي وجنوبي كردستان، كما أنها لم ترتقي عبر تاريخها إلى المستوى الذي يجسد مطالب الشعب الكردي ويشكل ثقلاً على الساحة السورية.
نظراً لما تتعرض لها روج آفايي كردستان من هجمات، كان لا بد من إيجاد منظومة للدفاع عن هذه الأرض ومجتمعاتها بكافة المكونات، واستنادا على مفهوم الأمة الديمقراطية والتي تنادي بتساوي الحقوق والواجبات الاجتماعية من دون التمييز بين أي لون أو عرق أو دين، كان من الواجب إيجاد آلية أو منظومة للدفاع عن المجتمع في ظل الفشل الذريع الذي منيت به جيوش الدول المتمثلة بالجيش السوري والجيش العراقي، وكان لا بد للمجتمع أن يقوم هو بنفسه بالدفاع عن ذاته ووجوده، وقد كانت وحدات حماية الشعب والمرأة إحدى ركائز منظومة الدفاع العسكرية، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات التي تهدف إلى الدفاع عن حقوق المجتمع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كل هذا يسير وفق مبدأ الدفاع عن النفس وردع أي عدوان قد يستهدف وجود المجتمع وكيانه الثقافي والديني.
كما أدرجنا في هذا العدد تقييماً سياسياً لمركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية، عن النصف الأول للعام 2015 في محاولة منا لتسليط الضوء على أبرز المحطات السياسية في روج آفا وسوريا وعلى الصعيد الإقليمي أيضاً.
يتناول العدد 5 من مجلة دراسات كردية الدراسات التالية:
- تاريخ الحركة السياسية الكردية – مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية
- منظومة الدفاع فر روج آفايي كردستان – عبدالله سعدون
- الحرب العالمية الأولى والأرمن – دلاور زنكي
- الكرد الإيزيديين والإبادات التي طبقت بحقهم – بسام خلو
- قراءة سياسية تحليلية بعيون NRLS – مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية
لتحميل المجلة اضغط على الرابط التالي:
