ضرورة استعداد الكرد لكلّ التطوّرات في الشرق الأوسط

تعيش منطقة الشرق الأوسط عمومًا وكردستان على وجه الخصوص صراعات بين القوى المهيمنة، وباتت ساحة للحروب والمواجهات؛ وذلك بسبب غناها بالثروات السطحية والباطنية؛ فمنذ الحرب العالمية الأولى (1914-1918) تمّ وضع مخطّط  للشرق الأوسط، بحيث يكون ذلك المخطّط في خدمة تلك القوى؛ فقامت – وفقًا لذلك المخطّط – بتقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، كما قامت ببناء دولة للأتراك، أمّا العالم العربي فقد تمّ تقسيمه إلى 22 دولة، وقامت بزرع إسرائيل بين تلك الدول، ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا لم يسلم الشرق الأوسط من الأزمات ولم يستطع الخروج منها، لأنّ مصالح تلك القوى كانت تتطلّب وجود تلك الأزمات، ولأنّ إنهاء الأزمات لم يكن يصبّ في خدمة تلك القوى.

أمّا فيما يتعلّق بكردستان؛ فإنّ الشعب الكردي والثقافة الكردية واللغة الكردية والثورات الكردية والوجود الكردي قد تعرّض للظلم والإبادة على الدوام، وكأنّ كردستان غير موجودة وكأنّها ليست وطنًا لشعب أصيل في الشرق الأوسط، كما أنّ الدول التي قُسِّمت كردستان بينها كانت مطمئنّة بأنّها قادرة على أن تفعل ما تشاء بشعب كردستان.

إذا ما تمعّنّا في الأقوال التي زُرِعت في عقول الكرد فسوف ندرك كيف أنّ هذا الشعب قد تُرِك وحيدًا في مواجهة الإبادة، وخير مثال على تلك الأقوال هو: ” ليس للكرد أصدقاء سوى الجبال”، ومن المؤكّد أنّ هذا القول لم يأتِ من فراغ، بل إنّ الشعب الكردي قد أصابه اليأس وفقدان الأمل بسبب تاريخ طويل من المجازر والظلم والانكسار والصمت العالمي إزاء مطالبه.

بطبيعة الحال تمّ تهميش الكرد؛ لأنّ القوى المهيمنة عندما قامت بترتيب الشرق الأوسط كانت بحاجة إلى تهميش قضية الشعب الكردي، لهذا السبب تمّ تهميش الكرد وليس لأنّهم بلا أصدقاء، وكانت القوى المهيمنة تعلم من خلال الشخصية الكردية بأنّ أيّ شعب مقموع لن يقبل بهذا الظلم وأنّه سوف يقاوم، كما أنّ تلك القوى كانت تعلم أيضًا أنّ الدول التي قامت ببنائها على حساب الكرد سوف لن تقبل بالكرد ولن تقوم بحلّ قضيّتهم، لأنّ تلك الدول إنّما هي دول عنصرية، والطبقة الحاكمة فيها تعتمد على مصالحها، وهي طبقة دكتاتورية تخدم مصالح تلك القوى.

بعد مرور مئات الأعوام على هذه المسرحية الدولية، من المؤكّد أنّ منطقة الشرق الأوسط بحاجة ماسّة إلى إعادة رسم وبناء؛ لأنّ الوضع السابق للمنطقة لم يعد قادرًا على حماية مصالح القوى المهيمنة، ولم يعد بإمكان تلك القوى أن تكسب وتستفيد بدرجة كبيرة، لأنّ النظام القائم في الشرق الأوسط يمرّ بأزمة كبيرة مرتبطة بالأزمة الكبيرة التي تمرّ بها تلك القوى نفسها؛ لذا من الضروري إحداث تغيير في كلا النظامَين، والتغيير قد بدأ بطبيعة الحال.

  • لمَ بدأت تلك القوى بالحرب؟ وكيف تدير تلك الحرب؟
  • ما هي خطّة الحرب وما موقع الشرق الأوسط فيها؟
  • أين يكمن موقع كردستان ضمن هذا التحوّلات؟

التغيير في بنية النظام العالمي:

انهار الاتحاد السوفياتي عام 1991م، وتحطّم الدبّ الروسي الذي كان يقف في مواجهة أمريكا والغرب، وبالتالي ظهرت أمريكا كقوة ودولة وحيدة في قيادة العالم، منذ عام 1991 وحتى مطلع 2000م حاولت روسيا – كممثل ووريث للاتحاد السوفياتي- أن تعود كقوة رئيسة في العالم، ووصلت إلى حدّ يمكنها أن تقول لأمريكا ” أنا أيضاً موجودة “. وكذلك الصين – كدولة آسيوية وأساسية- قد بدأت بالتمدّد والانتشار في الجانب الاقتصادي.

في الكثير من المناطق في العالم برز الامتعاض والمقاومة إزاء السلطة الأمريكية، وفي الشرق الأوسط  أيضًا وبعد نجاح الثورة الإيرانية 1979م حيث قلبت إيران نظام الحكم الملكي إلى نظام الإسلام الشيعي، قامت إيران بالتلويح بشعار نشر الثورة، ومنذ الخروج من حربها مع العراق 1980-1988م كانت إيران قد قامت بزرع العشرات من الأنصار والجماعات المسلّحة في الشرق الأوسط، مثل حزب الله اللبناني الذي تأسّس عام 1982م، وكذلك قامت بتشكيل بعض الأحزاب المماثلة في العراق وبعض الدول الأخرى كالبحرين، بمعنى أنّ التمدّد الإيراني في الشرق الأوسط كان هدفًا أساسيًا وخاصة في سوريا والعراق ولبنان، هذا عدا عن اختلاق الفوضى في الخليج الفارسي (العربي).

ولكسب دعم المسلمين قامت أمريكا بإعلان إسرائيل كعدو، كما تحدّثت عن تحرير القدس، لهذه الأسباب التي تشكّل  مخاوف من فقدان السيطرة على اقتصاد العالم أو لإضعاف التعاضد الأمريكي مع الناتو؛ فقد بدت تلوح في الأفق ملامح الحرب العالمية الثالثة، والتي تحدّث عنها السيد أوجلان 1999م، حيث أعلن أنّ اعتقاله من قبل أمريكا والناتو وإسرائيل يمثّل بداية لتلك الحرب.

لقد بدأت الحروب دائمًا عندما حدثت أزمات في النظام العالمي، مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأيضًا في القرن الحادي والعشرين قد حدثت أزمة، لذا فقد وجدت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الحاجة إلى حرب جديدة، وهي الحرب العالمية الثالثة؛ وهذه الحرب تهدف إلى إعادة تأسيس وتشكيل النظام العالمي، ومن المؤكّد أنّ الشرق الأوسط هو الأساس في هذا النظام.

سير الحرب العالمية الثالثة:

إنّ الحرب التي نسمّيها بالحرب العالمية الثالثة لم يتمّ الإعلان عنها رسميًا بعد، إلّا أنّنا في الحقيقة نعيشها، وتستمرّ خطوة بخطوة، بحسب السيّد عبدالله أوجلان الذي يُسمّيه الشعب الكردي بقائد الشعب الكردي، فإنّه قد جعل من المؤامرة الدولية بحقّه في 1999 كبداية للحرب العالمية الثالثة: إنّ القوى المتآمرة قد رأت في حزب العمال الكردستاني عقبة أمام المشروع الكبير للشرق الأوسط؛ لذا فقد بدأت هجومًا على حزب العمال الكردستاني وزعيمه.  كان سيناريو احتلال العراق مرتبطًا بشكل مباشر باستسلامي. بدأت عملية الاحتلال ببدء الحملة ضدّي، وكانت هذه بداية الحرب العالمية الثالثة.”

وممّا لا شكّ فيه أنّه عندما تنفّذ كلّ من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل والعديد من الدول الأخرى مؤامرة كهذه ضد السيّد أوجلان، فإنّها لن تكون مؤامرة عادية، ولن يكون ذلك فقط لإرضاء إحدى دول الناتو (تركيا)، ولكنّها ستتجاوز أهدافها وترتبط بأهداف أكبر بحيث تصل لمستوى مصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وهي أيضًا كما ذكرنا، كانت بمثابة التحضير للحرب العالمية الثالثة، والتي أعقبها احتلال أفغانستان عام 2001 وكذلك احتلال العراق عام 2003 فكانت بمثابة الخطوة الأولى للحرب العالمية الثالثة.

بدأت الخطوة الثانية من الحرب العالمية الثالثة مع بداية الانتفاضات في العالم العربي في 2010-2011 والتي سمّيت بـ”الربيع العربي”، وهبّت تدريجياً رياح تفكّك الدول التي تأسّست بعد اتفاقية لوزان عام 1923 وحدث أن انتشر تنظيم داعش في العراق وسوريا، وأصبح سببًا لتحرّكات أمريكا وحلف شمال الأطلسي في المنطقة، كما اندلعت الحروب والصراعات في أفريقيا.

في عام 2021 انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، واعتُبر ذلك بمثابة هزيمة الولايات المتحدة أمام حركة طالبان، لكنّها  بطبيعة الحال كانت بداية الخطوة الثالثة من الحرب العالمية الثالثة، فقد بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا في عام 2022م؛ أي بعد مضيّ عام على انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وحتى لو أُعلن أنّ روسيا قد هاجمت أوكرانيا، لكن على الغالب إنّ روسيا قد قد تمّ جرّها إلى الحرب، أو إنّها قد اضطرّت للمشاركة فيها.

حركة حماس التي تسيطر على منطقة غزّة في فلسطين، شنّت في عام 2023 ودون سابق إنذار هجومًا كبيرًا من غزّة ضدّ إسرائيل، وبعد ذلك ردّت إسرائيل بشنّ حرب شرسة ضدّ حماس، وبالرغم من أنّ إيران لم ترغب في الانخراط بشكل مباشر في هذه الحرب؛ إلّا أنّ الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل 2024 كان قد سبّب إزعاجًا كبيرًا لإيران، وأجبرتها على الرد بنفسها على ذلك الهجوم، هجوم حماس وردّ إسرائيل وتوريط إيران في الحرب كان بمثابة الخطوة الرابعة في الحرب العالمية الثالثة.

باختصار: كما كنّا قد ذكرنا سابقًا، لم يتم الإعلان رسمياً عن الحرب العالمية الثالثة، ودون أن نشعر بأنّ العالم بشكل عام في حالة حرب، إلّا أنّنا في الحقيقة نعيشها، وهذه بعض خصائص هذه الحرب:

– يعلنون الحروب في بعض المناطق ويقودونها دون أن يحسموها، يتركونها معلّقة، ويعلنون حروباً أخرى، أي أنّهم يغيّرون ساحات القتال.

– تارةً يمنحون الأولوية للحلول العسكرية، وتارةً أخرى يروّجون للدبلوماسية وعدم الرغبة في تعميق الأزمات، وكأنّ المشاكل محلّية أو بين دولتين أو طرفين.

      – يقومون بحرب التوزيع ومواجهة المشاريع الاقتصادية تحت عناوين مثل “الحرب على الإرهاب” و”الأمن

         القومي والإنساني”.

مخطّط الحرب، وموقع الشرق الأوسط فيها:

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي كان تخوّف أمريكا من حركة الصين التي كانت تتحوّل إلى قوة اقتصادية عظمى، وتنتشر فروعها وتمتدّ جذورها في العالم، لذلك رأت الولايات المتحدة في روسيا حليفاً محتملاً؛ بالفعل في عام 2005 صرّحت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايز، أنّ روسيا شريك استراتيجي، وفي عام 2010 أعلن “الناتو” في لشبونة الإسبانية، أنّ روسيا شريك استراتيجي، إلّا أنّ محاولات روسيا للعودة كقوّة رئيسية، واحتلالها لشبه جزيرة القرم عام 2014 قد غيّر من النظرة إليها؛ وخرجت من قائمة الحلفاء المحتملين إلى قائمة التهديد المحتمل الأكبر لأمن الناتو، لذا فإنّ الحرب العالمية الثالثة التي كان الهدف الأساسي منها هو منع تحرّكات الصين وإقامة الشرق الأوسط، قد أدرجت روسيا أيضًا ضمن أهدافها.

مع الهجوم الروسي على أوكرانيا في عام 2022 وصف الناتو روسيا علنًا في اجتماعه في إسبانيا في نفس العام بأنّها التهديد الرئيسي لحلف شمال الأطلسي، وكان السبب الرئيسي لذلك هو: “الأعمال العسكرية الروسية وجهود روسيا لاستعادة القوة والدور نفسه في عهد الاتحاد السوفيتي، فضلًا عن أحلام الإمبراطورية لدى رئيسها فيلاديمير بوتين”. لذلك كان إضعاف روسيا وتحييدها في بناء النظام العالمي الجديد ضرورة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكان ينظر إليه على أنّه أكثر أهمية من مواجهة الصين، دون أن يتمّ تجاهل الصين.

تم استدراج روسيا أو إجبارها على الدخول في الحرب ضد أوكرانيا، لكن روسيا لم تدرك أنّها ستقاتل مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على أراضي أوكرانيا، أي أنّه كلّما طال أمد الحرب في أوكرانيا، ضعفت جذور روسيا في المناطق الأخرى وخارت قواها، كما أنّ نفوذها في الشرق الأوسط سيتراجع أيضاً، لذا كلّما بقيت روسيا داخل المستنقع الأوكراني، يتم تنفيذ الخطوة الرابعة للحرب في الشرق الأوسط.

 فمثلما قاموا بجرّ روسيا إلى حرب مرغمة مع أوكرانيا، كذلك قاموا في الشرق الأوسط بجرّ إيران نحو حرب مرغمة أيضا مع إسرائيل، فمثلما عرّفوا الحرب في أوكرانيا كحرب بين دولتين وتعاملوا على هذا الأساس، كذلك فعلوا في توجّه الشرق الأوسط نحو حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران وعرّفوها كحرب بين دولتين متنازعتين، وقدّموا أنفسهم في كلتا الجبهتين كجهة رافضة للحرب وطالبة للسلام؛ يأتي هذا في الوقت الذي يقومون بأنفسهم بجعل الحرب العالمية الثالثة مستمرّة؛ لذا فإنّ الحرب في أوكرانيا هي حرب إضعاف وإلهاء لروسيا، إلّا أنّ المركز الرئيسي لتلك  الحرب هو الشرق الأوسط، ويتم تحديد شكل ترتيب الشرق الأوسط ورسم النظام العالمي بناء على النتائج في الشرق الأوسط، وهذا لا يعني أن ننسى أنّ النتائج في الشرق الأوسط أيضًا مرتبطة بنتائج الحرب الدائرة في أوكرانيا، فيتم إعادة رسم العالم وكذلك الشرق الأوسط من جديد.

الكرد وكردستان في ظلّ تطوّرات الحرب العالمية الثالثة:

الحرب العالمية الثالثة لا تزال مستمرّة، لقد بدا من خلال هذه الحرب أنّ القوى المهيمنة قد أبقت قضايا الشرق الأوسط ( في مقدّمتها القضية الكردية والقضية الفلسطينية) معلّقة دون حلّ، كما أنّ تلك القوى قد فرضت أنظمة الحكم في الشرق الأوسط لأهداف وخطط مرسومة مسبقًا. إلّا أنّ الوقت قد حان لتغيير تلك الأنظمة وبناء أنظمة جديدة، وكذلك آن الأوان لحلّ كلّ من القضيّتَين (الكردية والفلسطينية) بشكل من الأشكال، لذا في المرحلة الأولى  تمّ إعلان إقليم جنوب كردستان كإقليم فيدرالي، وفي المرحلة الثانية وُلِد إقليم شمال وشرق سوريا من رحم الأزمة السورية، أمّا الآن فنحن في المرحلة الرابعة من الحرب العالمية التي تتّجه نحو كسر شوكة إيران، وإذا ما بقيت الأمور على هذه الحال فهذا يعني بناء إقليم شرق كردستان. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ تركيا التي انخرطت في هذه الحرب، وعملت ضد القضية الكردية أكثر من أي دولة من الدول المحتلّة لكردستان، فإنّ تركيا سواء شاءت ذلك أم أبت فإنّ عمر احتلالها لكردستان قد انقضى، ومهما حاولت ألّا تعترف بوضع شمال كردستان، أو إذا أرادت تركيا البقاء ضمن سياسة العلَم الواحد واللغة الواحدة والقومية الواحدة فإنّها لن تنجح في ذلك؛ لأنّ رياح التغيير التي تقف خلفها الحرب العالمية الثالثة هي رياح بناء شرق أوسط جديد، ربّما لا يكون التغيير القادم ملبّيا لطموحات الكرد ورغباتهم، إلّا أنّ أيّ تغيير لن يحدث دون الاعتراف بهم، وربّما لا تزول حدود الدول إلّا أنّ تلك الدول لن تبقى كما هي.

تعلم كلّ من تركيا وإيران والعراق وسوريا جيّدًا أنّ التغيير قادم لا محالة؛ لذا فإنّها ستستغلّ كلّ الفرص والإمكانات وتقوم بكلّ المحاولات لجعل ذلك التغيير في خدمة مصالحها، وليس في خدمة الشعوب، كما أنّها ستحاول العمل على استمرار حالة الحرب العالمية الثالثة، وستعمل تلك الدول للتنسيق معًا هنا وهناك (وفي مقدّمتها تركيا) لإبادة الشعب الكردي وحركاته وإنجازاته.

لكن يجب أخذ العلم أنّ التغيير والمكاسب ونيل الحقوق في ظلّ الظروف الحالية لن يكون بتلك السهولة، وفي ظل وجود هذه الدول القومية (وخاصة تركيا) التي تمارس سياسة عنصرية حيال الكرد، فإنّ استعداد الشعب والحركة الكردية في كل النواحي (العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية) والقراءة الجيّدة والمنطقية للتطوّرات في العالم والمنطقة يُعتبَر أمرًا بالغ الأهمية.

في خضمّ هذه الحرب تلعب تركيا دورًا سيّئًا بخصوص الكرد، وهي صاحبة مشاريع إبادة بحقّ الكرد، وهي ترغب في شرق أوسط جديد بدون الكرد، ولأجل ذلك تستخدم سلاحًا متعدّد الجوانب (سياسية وعسكرية واقتصادية ودبلوماسية) والسلاح الأكثر خطورة هو ضرب الكرد بيد الكرد)؛ لذا فإنّ نضال الحركات الكردية وموقفها حيال هذه المخاوف إنّما هي مسؤولية تاريخية وتتجاوز المصالح الحزبية، وهذه المسألة مرتبطة بوجود الكرد أو عدم الوجود، ومحكمة التاريخ سوف تحاسب كلّ طرف لا يتحمّل مسؤوليته.

الخلاصة:

  • إنّ التطوّرات التي تحدث في الشرق الأوسط ( سواء العسكرية أو السياسية أو الدبلوماسية) مرتبطة بتطوّرات الحرب العالمية الثالثة.
  • وجود الصداقة أو عدمها مع الشعوب والمجتمعات – بعيدًا عن كل الذرائع- له علاقة بمصالح القوى المهيمنة؛ فإذا ما أرادت تلك القوى ستكون صديقة وإن لم تشأ فلن تكون كذلك.
  • الشرق الأوسط هو مركز الحرب العالمية الثالثة، ويتّجه نحو إعادة ترتيب.
  • إنّ الكرد لن يكونوا دون حصّة ولن يخرجوا “صفر اليدين”، إلّا أنّ هناك محاولات لتركهم دون حصّة من قبل القوى الإقليمية والدولية (في مقدّمتها تركيا).
  • السلاح الأكثر خطورة والذي تسعى تركيا لتمريره هو سلاح الحرب الكردية – الكردية، ومسؤولية قطع الطريق أمام هذا الخطر تقع على عاتق الشعب الكردي وجميع الحركات السياسية.
  • إنّ الحرب العالمية الثالثة قائمة على قدم وساق وبلغت مستوىً عالياً، وتتّجه نحو تحقيق أهدافها.
  • من نتائج حرب إسرائيل مع حماس هو جرّ إيران إلى مستنقع الحرب، ودخول إيران إلى الحرب بشكل مباشر سيعني بطبيعة الحال نهاية المرحلة الرابعة من الحرب العالمية الثالثة ووضوح خارطة الحلّ في الشرق الأوسط.
زر الذهاب إلى الأعلى