المهجّرون والحركة السياسية الكردية في غرب كردستان
ندوة حوارية
نظّم مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية بتاريخ 2\9\2024 في صالة زانا في مدينة قامشلو ندوة حوارية تحت عنوان “المهجّرون والحركة السياسية الكردية في غرب كردستان”، حضر الندوة أكثر من 75 ممثّلًا عن الأحزاب السياسية الكردية ومهجّري عفرين وسري كانيه وكري سبي والمنظمات الإنسانية وبعض مؤسسات الإدارة الذاتية والمؤسسات الدينية وعدد من المثقّفين والإعلاميين وشخصيات اجتماعية.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم ألقى عضو الهيئة الإدارية لمركز روج آفا للدارسات الاستراتيجية السيد كرديار دريعي محاضرة سلّط خلالها الضوء على سياسات التهجير التي مورست ولازالت تمارَس بحق الكرد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على معاناة المهجّرين وكذلك عمليات التهجير القسري التي تعرّض لها الكرد خلال مئة عام المنصرمة، وبيّن أنّها عمليات إبادة جماعية تمّت بيد الأنظمة الدولتية (القومية والدينية) والتي تحوّلت إلى ما يشبه “العقوبة الجماعية” لكلّ ثورة قام بها الشعب الكردي.
وأشار “دريعي” إلى سياسات التهجير التي مورست بحق الشعب الكردي في عهد أتاتورك، بالإضافة إلى عمليات التهجير في جنوب كردستان وشرقها، والمجازر التي ارتُكبت بحق الشعب الكردي.
وتابع السيد كرديار دريعي: “إنّ الفترة بين عامَي 2019-2018 كانت ذروة عمليات التهجير القسري للكرد؛ بعد احتلال كلّ من عفرين وكري سبي وسري كانيه.”
وأكّد السيد كرديار أنّ “الخلافات بين الأحزاب السياسية الكردية قد أثّرت على كل المجالات؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدبلوماسية والعسكرية، وأحدها هو موضوع المهجّرين الذي يُعتبَر موضوعًا سياسيًا واجتماعيًا.
وبعدها تم عرض سينفزيون من خلاله سُلّط الضوء على معاناة مهجّري عفرين وسري كانيه وكري سبي، كما تناول السينفزيون مدى دعم الأحزاب السياسية الكردية للمهجّرين، وكذلك مطالب المهجّرين من الأحزاب السياسية.
وبعد السينفزيون تم عرض نتائج الاستبيان الذي أجراه المركز عن المهجّرين والحركة السياسية الكردية ومدى دعمها للمهجّرين، من قبل عضو الهيئة الإدارية لمركز روجآفا للدراسات الاستراتيجية السيد “رامان رشواني” وكانت نتائج الاستبيان كالتالي:
5- برأيكم ما هو الشي الذي يقع على عاتق الحركة السياسية الكردية من أجل التخفيف من معاناة المهجّرين في المستقبل؟
تضمّن هذا السؤال (المفتوح) مقترحات المستطلعة آراؤهم والتي توزّعت معظمها على كل من: الدعم المادي، والدعم المعنوي، والدعم السياسي، واختلفت النسب من منطقة لأخرى بسبب اختلاف الظروف الاقتصادية والسياسية والمكانية، إلّا أنّها بشكل عام تؤكّد على نتائج الأسئلة الأربعة.
بالإضافة إلى نتائج المقابلات التي تركّزت على 5 من الأسئلة المفتوحة والمطابقة لأسئلة الاستبيان،
وبعد ذلك تمّت قراءة مجموعة مقترحات في ضوء نتائج الاستبيان من قبل مركز روج آفا للدرسات الاستراتيجية، وهي:
- ممارسة الحركة السياسية الكردية لضغوط، وإقامة أنشطة لإنشاء صندوق مالي لدعم المهجّرين من خلال إصدار طابع خاص بهم، والتنظيم الشفّاف لفعاليات اقتصادية تحوّل عائداتها المالية إلى صندوق دعم المهجّرين.
- اتفاق الحركة السياسية الكردية على تخصيص يوم في السنة لاستذكار الكرد الذين تعرّضوا لجرائم التهجير القسري على امتداد التاريخ، وقيام الحركة السياسية الكردية بالفعاليات والأنشطة المناسبة.
- أن تساهم الحركة السياسية الكردية في الحفاظ على التراث الاجتماعي لمجتمع المهجّرين؛ من خلال دعم الفعاليات الثقافية ومساعدة الجمعيات الخاصة بالمهجّرين في إنجاح هذه الفعاليات.
- أن تشجّع الحركة السياسية الكردية وأن تضغط على الناشطين في المجال الفني على زيادة الاهتمام بالمهجّرين، من خلال النقد وتقديم المقترحات والدعم.
- توحيد الخطاب السياسي للأحزاب الكردية بخصوص ملف المهجّرين، وتحويله إلى قضية وطنية ووجودية، والتنسيق مع الحقوقيين لإعداد مرافعات وتقديم بلاغات كجهة مدّعية وإقامة دعاوى أمام محاكم حقوق الإنسان حول العالم بالاستناد إلى تقارير موّثقة من الناحية القانونية والمتابعة الجدية لها، وتجاوز مسألة الاكتفاء فقط بتقديم تقرير موثق، ويمكن لكل حزب أو أكثر تقاسم هذه المهام فيما بينهم.
- العمل على زيادة تعاطف المجتمع مع محنة المهجّرين، واهتمام النخب الاجتماعية بقضية المهجّرين؛ فالمجتمع عندما يركّز طاقته المادية والمعنوية والسياسية على دعم المهجّرين فإنّ وضع المهجّرين سيكون أفضل بكثير، ويقع على عاتق الحركة السياسية الكردية الجزء الأكبر من هذه المهمة؛ فتخصيص يوم في السنة لاستذكار المهجّرين الكرد، وتنظيم المهرجانات الثقافية الخاصة بمجتمع المهجّرين وإيلاء قطاع الفن مزيداً من الاهتمام من شأنه أن يساعد الدبلوماسية الاجتماعية والسياسية للأحزاب.
- مشاركة جميع الأحزاب في حملة مشتركة من أجل تسهيل إيصال المساعدات الطبية إلى المهجّرين من أدوية وطبابة ومستشفيات.
- الضغط على المؤسسات الدولية من أجل إنهاء الاحتلال التركي لمدن روجآفا لعودة اللاجئين إلى منازلهم.
- إصرار الحركة السياسية الكردية في محاكمة الاحتلال التركي ومرتزقته لما يقوم به من تطهير عرقي وتغيير ديمغرافي ممنهج في روجآفا.
- عقد مؤتمر أو منتدى برعاية الأحزاب الكردية لتسليط الضوء على ملف المهجّرين ومعاناتهم والعودة الكريمة.
واختُتمت الندوة بنقاشات مفتوحة ركّزت في مجملها على معاناة المهجّرين ومتطلّباتهم، وقدّم المشاركون بعض المقترحات لدفع الأحزاب السياسية الكردية لتقديم المزيد من الدعم لمهجّري عفرين وسري كانيه وكري سبي، وهذه المقترحات هي:
- تشكيل لجنة من الأحزاب السياسية، مهمّتها زيارة المؤسسات الحقوقية والدولية في أوربا وأمريكا ومنظمات الأمم المتحدة، لإيصال معاناة المهجّرين إليها.
- على الحركة السياسية الكردية التنسيق والتواصل مع مديرية شؤون المهجّرين في مقاطعة الجزيرة.
- على الحركة السياسية الكردية أن تعمل لتأمين الدعم الصحي للمخيمات؛ لتوفير أدوية وأطباء وإجراء العمليات الجراحية ومتابعة الحالات الصحية المزمنة كأمراض القلب والسكري والسرطان وغيرها، وتأمين سيارات الإسعاف.
- على الحركة السياسية الكردية العمل من أجل توفير الدعم لأطفال المهجّرين في المجال التعليمي؛ من خلال تأمين المستلزمات المدرسية وإنشاء روضات ومدارس لكافة المراحل التعليمية.
- على الحركة السياسية الكردية القيام بحملات توعية لمواجهة محاولات ترويج المخدّرات بين المهجّرين والقيام بمسؤولياتهم الأخلاقية.
- على الحركة السياسية الكردية أن تعمل على توحيد البيت الكردي لدعم المهجّرين ووضع خلافاتها السياسية جانبًا.
- تشكيل لجنة لزيارة أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء لجمع التبرّعات وتقديم الدعم المادي للمهجّرين.
- على الأحزاب السياسية الكردية وضع برنامج مشترك خاص بأوضاع المهجّرين والمخيمات، والقيام بحملات على مدار السنة لتسليط الضوء على معاناتهم.
- على الأحزاب السياسية دعم الجمعيات الحقوقية والقيام بنشاطات سياسية؛ كالاعتصامات أمام مؤسسات الأمم المتحدة والتغطية الإعلامية المستمرّة لها.
- تخصيص طابع للمعاملات الرسمية لصالح صندوق إغاثة المهجّرين.
- على الأحزاب الكردية العمل على تنظيم الجالية الكردية في أوربا للقيام بمختلف النشاطات والفعاليات لممارسة ضغط على الرأي العام العالمي بخصوص ملفّ المهجّرين.
- يجب على الإعلام تغطية معاناة الهجّرين وإيصال صوتهم بشكل مستمرّ.
- تشكيل لجنة من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لمتابعة مخرجات هذه الندوة والإشراف على تطبيقها.
وفي نهاية الندوة قدم عضو الهيئة الإدارية لمركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية الشكر لكل من لبّى دعوة المركز وحضر الندوة.
هذا وينوّه مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية أنّه سيستمر في متابعة ملف المهجّرين، وأنّه سيقوم بتقديم ملف المقترحات التي طُرِحت في الندوة إلى الجهات المسؤولة في الإدارة الذاتية والأحزاب السياسية الكردية، وأنّ هذا النشاط لن يكون الأخير ضمن سلسلة النشاطات المتعلّقة بهذا الملف (ملف المهجّرين والحركة السياسية الكردية في غرب كردستان) مستقبلًا.