فرضيات قصف قصر المؤتمرات بالكرملين

حين استلم ميخائيل غورباتشوف رئاسة الحزب والدولة السوفياتية كسابع وآخر رئيس سوفياتي من عام (01985-1991) اتخذ من حادثة هبوط طائرة الطيار الألماني المغامر (ماتياس روست) الذي هبط بشكل مفاجئ وغير قانوني بالقرب من الميدان الأحمر كعادته في موسكو في 28/مايو/1987م رغم تعقبه عدة مرات من قبل سلاح الجو السوفياتي ووسائط الدفاع الجوي دون أن يسمح غورباتشوف بإطلاق النار عليه ومطاردته إلى خارج جغرافية الاتحاد السوفياتي والمجال الجوي السوفياتي  فاستغل  غورباتشوف ذلك للإطاحة بالقيادة العسكرية المعادية للامبريالية العالمية وخاصة بطل الحرب العظمى المارشال سوكولوف وزير الدفاع و رفاقه الذي عارضوا البيريستروكيا(إعادة هيكلية الاتحاد السوفياتي)

والفلاسنوست (العلنية والشفافية) وكان الهدف من هذين القرارين إنهاء وجود الاتحاد السوفياتي وفعلاً كان صعود غورباتشوف (الذي كان يتمتع بقدرات سياسية باهرة) “حسب صوت أمريكا “

 بداية النهاية للدولة السوفياتية ومجلس التعاون الاقتصادي (الكوميكون) وحلف وارسو العسكري وإنزال العلم السوفياتي .. فكانت أكبر عملية استخباراتية في التاريخ نفذها هذا الرجل الجاسوس.واليوم بعد أن دار الزمن دورته تمكنت  الاستخبارات الروسية من نسج خيوط مسرحية جديدة هزيلة بكل المقاييس الأدبية ألا وهو قصف قصر المؤتمرات في الكرملين كمحاولة لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل زيلنسكي بمعية الولايات المتحدة عن طريق مسيرتين دون طيار حيث فنّد زيلنسكي هذا الخبر إذ قال: نحن لا نستهدف موسكو أو بوتين بل نقاتل على أراضينا وهذه مسرحية فاشلة بكل أبعادها  وأكذوبة فجّة لا تنطلي ولا تنسحب على أحد كون روسيا وصلت إلى أبواب مسدودة ومنافذ موصدة  في وجه قواتها ولم تتمكن من تحقيق انتصاراتٍ جديدة في باخموت فلجأت إلى هذا السيناريو لضرب أوكرانيا بأسلحة قذرة تحولها إلى أطلال وخرائب …علماً أن أمريكا شككت بالرواية الروسية المختلقة وأخذت تتعامل بيقظة وحذر مع هذا الحدث بعد أن أعلنت روسيا عن صدها للهجوم بمسيرتين على الكريملين

وهذا هو السيناريو الأول أو الفرضية الأولى أما الفرضية الثانية فهي تؤكّد أن خيوط المؤامرة قد نسجت في الولايات المتحدة لضرب الكرملين وبموافقة مطلقة من الزعيم الأوكراني زيلنسكي لترويع الشعب الروسي وقتل بوتين كخطوة لزعزعة الاستقرار وهزيمة الجيش الروسي من ميدان الحرب وكسر هيبته وجبروته من قبل الأطلسي … لكن السؤال الملح الذي يطرح نفسه بقوة كيف وصلت المسيرتان إلى الكرملين قبل إسقاطهما، وقبل قصف مقر إقامة بوتين في الكرملين ؟

سواءً انطلقت المسيرتان من أوكرانيا أو من أراضي وجغرافية روسيا الشاسعة والمترامية الأطراف أو من أي مكان آخر بتواطؤ من قبل عناصر المعارضة وبتكنيك أمريكي وهذا هو الأقرب إلى الصحة والدقة فالعملية أعطت الضوء الأخضر للقيادة الروسية لتصفية زيلنسكي وقيادته جسدياً وسيكون الرد عنيفا جداً حيث صرح الناطق باسم مجلس الدوما الروسي : إن محاولة اغتيال بوتين  مسوغ لحربٍ حقيقية وتصفية زيلنسكي والقيادة الإجرامية المحيطة به، ويبدو فعلاً  أن الصراع الروسي –الأوكراني المرتقب دخل مرحلة انتقامية جديدة بعد هجوم الأربعاء فقد تدمّر روسيا البنية التحتية لأوكرانيا تماماً حسب رأي السيدة (   سوبونينا ) والتي تعمل بوظيفة مستشارة سياسية في مركز السياسات الدّولية في موسكو  ولا شك أن روسيا كأمبراطورية نووية عظمى قادرة على الانتقام والثأر وليست احدى جمهوريات الموز بينما يرى النائب /ميرنوف وأيضا مالك شركة فاغنر الروسية إن موسكو ستحتفظ بحق الرد على هذا العمل الجبان وأن مصير زيلنسكي سيكون كمصير هتلر أو جوهر دودايف كإرهابي ومجرم حرب رغم محاولات أوكرانيا للتنصل من هذا العمل الجبان وقد يكون من أهداف الولايات المتحدة من خلال هذا الاستهداف إطالة أمد الحرب لاستنزاف الاقتصاد الروسي و إضعاف قوة وجبروت الجيش الروسي . حقاً كما يتفق الكثير من المحللين إن الهدف من إرسال هاتين المسيرتين يؤكد حالة اليأس والإحباط التي تسود الولايات المتحدة وحلفائها، بسبب صمود الجيش والاقتصاد والشعب والرئيس بعد فشل الحصار الاقتصادي على روسيا من قبل الغرب فكان اللجوء إلى هذا الخيار الساذج والذي سيكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر زيلنسكي وستكون أوكرانيا القربان المضحّى بها من أجل مصالح الغرب الرأسمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى