لتحسين الخدمات الأساسية.. مقاطعة الفرات تجري إحصاءً سكانياً

في خطوة تهدف إلى تعزيز وتطوير الخدمات الأساسية، أجرت مقاطعة الفرات يوم السبت الموافق 30 آب/ أغسطس عملية إحصاء شاملة، شارك فيها أكثر من ثمانية آلاف شخص تم توزيعهم على جميع المناطق الإدارية للمقاطعة. جرت هذه العملية بإشراف مكتب التخطيط والإحصاء، وبالتنسيق مع مركز روجآفا للدراسات الاستراتيجية(NRLS) ، وبمشاركة واسعة من الإداريين في مؤسسات الإدارة الذاتية، ومجلس التربية، ومعلمي المدارس، وجامعة كوباني، إضافة إلى الرؤساء المشتركين للكومينات، وقوى الأمن الداخلي، ومديرية النقل.

تحضيرات أوّلية

أوضح السيد آزاد محمد، عضو اللجنة المركزية للإحصاء وعضو مركز روجآفا للدراسات الاستراتيجية، أنّ عملية الإحصاء سبقتها تحضيرات أوّليه؛ من تصميم نموذج إحصائي شامل يغطّي جوانب متعدّدة من حياة السكان، كما تم تنظيم برامج تدريب مكثّفة لـ 8000 شخص من مختلف مناطق مقاطعة الفرات لتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لجمع البيانات بشكل دقيق وموضوعي، بالإضافة إلى وضع آلية للتنسيق بين اللجان.

وأشار السيد آزاد إلى أنّه تم وضع آلية متكاملة لضمان سير العمل بسلاسة، مع توزيع فرق العمل حسب الحدود الإدارية لكل منطقة.

إجراء الإحصاء بالتزامن مع فرض حظر تجوال

تم إجراء الإحصاء خلال يوم واحد فقط، بالتزامن مع فرض حظر تجوال كلّي في كافة أنحاء المقاطعة؛ وهو ما ساهم بشكل كبير في إنجاح العملية، فقد سمح الحظر لقوى الأمن الداخلي بتوفير بيئة آمنة للفرق الإحصائية للعمل دون انقطاع، كما ساهم في تقليل الحركة العامة، ممّا سهّل عملية الوصول إلى كافة السكان.

أهداف الإحصاء وأهميته

أوضح السيد آزاد أنّ الهدف من إجراء هذا الإحصاء هو بناء قاعدة بيانات شاملة ودقيقة تحتوي على معلومات تفصيلية حول عدد السكان، والممتلكات، والأراضي الزراعية، والثروة الحيوانية، والحالة الصحية، بالإضافة إلى معلومات عن النزوح والهجرة داخل وخارج المقاطعة.

وأكّد أنّ هذه البيانات ستكون حجر الأساس في تحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، وتطوير البنية التحتية، إضافة إلى تقديم الدعم اللازم للفئات المتضرّرة من النزوح أو الهجرة.

مؤشّرات إيجابية

أشاد السيد آزاد بمستوى الاستجابة والتعاون من قبل السكان، مشيرًا إلى أنّ نسبة التغطية تجاوزت 95% من إجمالي السكان، وهي نسبة عالية وتُعتبر مؤشّراً إيجابياً يعكس دقّة وشمولية البيانات التي تم جمعها.

وأضاف أنّ التزام السكان بحظر التجوال وتعاونهم مع لجان الإحصاء كان له الدور الكبير في تحقيق هذا النجاح، مؤكّداً أنّ قوى الأمن الداخلي كان لها الدور الأساسي في تأمين الفرق الميدانية وضمان تنفيذ العملية في ظروف آمنة.

واختتم السيد آزاد حديثه بأنّ العمل مستمرّ للتحضير لعملية فرز وتنزيل وأرشفة البيانات التي تم جمعها خلال عملية الإحصاء؛ حيث سيقوم فريق متخصّص باستخدام أدوات تقنية متقدّمة لهذه العملية التي سوف تستمرّ ثلاثة أشهر، وبعد ذلك ستتمّ مشاركة النتائج مع جميع المؤسسات المعنية، من أجل الاستفادة منها في وضع خطط استراتيجية تسهم في تحسين واقع المقاطعة على مختلف الأصعدة.