الاحتلال التركي وقصفه للبنية التحتيّة والمنشآت الخدميّة

وليد حسين

قام الاحتلال التركي بتجديد قصفه على البنية التحتية والمنشآت الخدمية من محطّات الكهرباء وحقول النفط والمؤسسات المدنية والمعامل في ظل صمت دولي وإقليمي في وقت تحاول فيه جميع الأطراف المتصارعة في المنطقة تهدئة الوضع وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على احتواء أيّ تصعيد يهدد وجودها في المنطقة إلّا دولة الاحتلال التركي التي تعيش الفوبيا الكردية وتغذي الشعور القوموي الفاشي التركي على الشعب الكردي و هذا ظهر جليا من خلال تسميته لكردستان بـ (إرهابستان) وهذ مؤشر خطير و يجعل من الكرد في كل مكان هدفا لقصفه وهجماته ويفضح نوايا أردوغان الذي يحاول إبادة الشعب الكردي بمختلف الوسائل، وهذا القصف للمنطقة وفي هذا التوقيت يمكن تفسيره في اتجاهين:

الأول : القصف الممنهج للبنية التحتية والمنشأت الخدمية وحرمان الملايين من الكهرباء والماء والغاز والوقود وتحويل المنطقة إلى منطقة منكوبة تحت أنظار المجتمع الدولي الذي التزم الصّمت حيال الجرائم المرتكبة من قبل أردوغان الذي تجاوز حدود العقل والمنطق بارتكاب المجازر ضد الكرد والصمت المريب (للتحالف الدولي  والروس) وحكومة دمشق التي تدّعي دائماً السيادة السورية، الأمر الذي يفتح المجال لدولة الاحتلال التركي لشن المزيد من الهجمات على المنطقة و توسيع دائرتها و هذا ما أكّده أردوغان في تصريحه حول (استمرارية العمليات وتوسيع نطاقها) وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنّه يدلّ على وجود مؤامرة على الشعب الكردي ومناطق شمال وشرق سوريا وهناك مخطط خبيث يتم حبكه في الغرف المظلمة يستهدف الشعب الكردي وخصوصاً أنّه أشار أيضاً في تصريحه إلى سوريا والعراق في إشارة إلى الشعب الكردي وإلى مسعاه في تنفيذ الميثاق الملّي فهو يرى من الشعب الكردي العقبة في تنفيذ مشروعه نتيجة عقدة النقص التي تعيشها دولة الاحتلال التركي.

هذه العقدة المبنية على أساس إبادة الشعب الكردي. والمواقف الدولية والإقليمية الخجولة تساعده بل وتدفعه إلى أن يقوم بالمزيد من العمليات دون رادع دولي أو إقليمي له لتفريغ المنطقة وتغيير ديمغرافيتها وتسهيل السيطرة عليها وضرب مشروع الإدارة الذاتية من خلال إظهارها بأنها غير قادرة على الإدارة وتأليب الشعب عليها.

الثاني: أن دولة الاحتلال التركي تعيش أزمة سياسة في الداخل التركي لذلك يحاول استغلال ملف ما يسمّى الأمن القومي لإسكات الأصوات المعارضة في الداخل وإلهاء الشعب بعمليات خارجة عن الحدود وإشباع النزعة الشوفينية التي زرعها النظام لدى الأتراك في محاربة الكرد ويستثمر ذلك في الانتخابات البلدية كي يكسب المزيد من الأصوات مستغلاً القضايا الساخنة في المنطقة كالصراع في غزّة والازمة الأوكرانية.

على العموم لا أستبعد وجود اتفاق في الاجتماع الأخير لأطراف ما يسمى بـ(آستانا) على استهداف مناطق شمال وشرق سوريا وخصوصا أنهم دائماً يؤكدون على محاربة المنطقة والتأكيد على ذلك هو الإعلان عن عقد اجتماع ما يسمى بـ “أطراف آستانا” بعد القصف الأخير للبنية التحتية والمنشآت الخدمية.

في النهاية يمكن القول بأنّ هجمات الاحتلال التركي على المنطقة سوف تستمر بسبب الفوبيا والعقدة الكردية التي تعيشها تركيا وعدم تقبلها لوجود مشروع ديمقراطي على حدودها بالإضافة إلى عدم وجود أيّ رادع دولي أو إقليمي يحدّ من أطماعه واستغلاله للمصالح الدولية لكل من روسيا والولايات المتحدة الامريكية لأجل ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى