دعم بكين الخفي لموسكو والسلام المنشود

مضى عام  على الحرب الروسية الأوكرانية دون تحقيق أي نتيجة تذكر فلا غالب ولا مغلوب سوى تقسيم العالم وفق خارطة وتحالفات سياسية جديدة فحلف الناتو بقيادة أمريكا  تدعم كييف مادياً وعسكريا ً حتى وصلت المساعدات المقدمة منها إلى أكثر من ترليون دولار وفي الجهة المقابلة روسيا وداعمها القوي ولو بالخفاء التنين الصيني الذي لم يترك الدب الروسي في محنته وما يزال يعمل بالخفاء للدفاع عنه مع عدد من الدول الأخرى مثل إيران التي تدعم روسيا وفق مصالحها في سوريا وغيرها التي تتقاطع مع المصالح الروسية ، وأخيرا يتضح بأن بكين تتجه نحو العمل في العلن مع موسكو ، فرئيسها ” شي” سيصل قريباً إلى موسكو لتقديم مزيدٍ من الدعم لبوتين وفق خطة صينية للسلام يجنب العالم الصدام النووي الذي  هدد من خلاله بوتين دول العالم وعلى رأسها  ” واشنطن ” فالقمة المرتقبة بين التنين الصيني والدب الروسي قد تأتي بنتائج إيجابية لوقف هذه الحرب بضمانات صينية.

موسكو وبكين الحلفاء الأقوياء

منذ فبراير ” شباط ” 2022م عندما أطلق فلاديمير بوتين حربه  على أوكرانيا  انقسمت دول العالم بين داعم لروسيا وداعم لأوكرانيا والأخر يحاول التهدئة ونزع فتيل الدمار في المنطقة بالإضافة إلى دول وقفت على الحياد مثل أغلب الدول العربية  ولكن الصين منذ البداية وقفت مع موسكو في خندق واحد ، وأسباب كثيرة دفعت بكين لتكون الحليف القوي لبوتين  سيما أن الصراع يتزايد يوماً بعد يوم بين ” بكين وواشنطن ” في كافة المجالات وخصوصاً الحرب الأقتصادية بين البلدين  فما يلبث الصراع أن يخبو حتى يتصاعد من جديد بين الطرفين ،

“فبايدن ” منذ أيام صرح بأن الرئيس الصيني يواجه مشاكل هائلة في بلادة وخاصة من الناحية الاقتصادية “

وردا على ذلك وحسب صحيفة ويل ستيريلجورنل وحسب مصادرها قالت بأن الزعيم الصيني “شي جين بينغ ” يستعد حالياً لزيارة رسمية إلى موسكو لعقد قمة مع نظيرة الروسي ” فلاديمير بوتين ” في غضون الأشهر القادمة ، وقبل أيام قال سكرتير مجلس الأمن الروسي  ” نيكولاي بتروشيف ” إن المسار حول تطوير شراكة أستراتيجية مع بكين يمثل أولوية غير مشروطة في السياسة الخارجية لروسيا وذلك كتأكيد على وجود تنسيق ومحادثات بين الجانبين  على تعزيز التعاون في شتى المجالات  الممكنة .

ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الصينية “إن زيارة المسؤول الصيني لموسكو هدفها تعزيز العلاقات بين البلدين .

تداعيات زيارة الرئيسي الصيني إلى موسكو

فالزيارة المتوقعة للرئيس الصيني لن تكون بتلك البساطة بالنسبة للغرب ، فمنذ اندلاع الحرب اتخذت الصين موقفاً عسكرياً وصف بالمحايد حيث لم تقدم الدعم العسكري واللوجستي بشكل علني لموسكو وهو القرار الذي أعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية بالجيدة في بداية الحرب ولكن يبدو مع مرور الأيام تغير القرار لصالح الروس، فواشنطن منذ فترة تكرر بأن بكين تسعى لدعم موسكو عسكرياً ، وكان وزير الخارجية الأمريكي ” أنتوني بلينكن  “صرح في أحدى تصريحاته  في الأيام الماضية ” بأن الصين تدرس تزويد موسكو بأسلحة مختلفة “.

حيث أوضحت الاستخبارات الأمريكية في تقرير لها بأن الصين تريد أن تكون عسكرياً إلى جانب بوتين في حربه على كييف بالخفاء دون أن يعلم بذلك أحد ووصفه بالسري ، وذكرت تقارير أخرى بأن بكين تريد التسلل إلى خط تقديم المساعدات بالأسلحة الفتاكة من خلال أنواع من الصواريخ بعيدة المدى بالإضافة إلى الذخائر  المختلفة في الوقت الحالي .

وفي حال اتجهت بكين نحو تسليح موسكو فسوف تتجه العلاقات بين الطرفين أي ( الصين  وأمريكا ) إلى منحى خطير بين الجهتين ، فزيارة (شي ) ستتضمن محادثات عميقة حول الحرب ” الروسية الأوكرانية ” وعن امكانية دخول الصين كضامن في اتفاقية للسلام بين موسكو وكييف يهدف في النهاية إلى إيقاف نزيف الدم وفق شروط يتفق عليها بضمانة صينية ، وبذلك تريد بكين أن تلعب دوراً محورياً في إنهاء الصراع في أوكرانيا وإن اجتماع القمة بين “شي وبوتين ” ستعطي دفعة للسلام المتعدد الأطراف في المنطقة، والتي قد تثمر عن نتائج سريعة وغير متوقعة للحرب الدائرة في أوكرانيا تجنبا لاستعمال أسلحة التدمير الشامل بما فيها النووية من قبل روسيا في أوكرانيا أو في  أي دولة أخرى وذلك لضمان عدم اندلاع حرب عالمية جديدة  أو حروب أخرى.

ورغم ذلك تستمر المخاوف الأمريكية والغربية تتجه لتقارب بين ” بكين و موسكو ” حيث يرى الغرب وخاصة واشنطن أن بكين باتت اليوم في صف موسكو، ولا تستبعد تقديم الدعم العسكري الكامل للأخيرة و هو الذي سيشكل ضغطاً مضاعفاً على أوكرانيا التي تحاول حالياً الحصول على كل الدعم لاستعادة زمام المبادرة في الهجوم  على المواقع الروسية أو استعادة بعض المناطق التي أحتلتها روسيا في الآونة الأخيرة .

الخلاصة : إن لقاء بوتين وشي بينغ سيكون مثار اهتمام العالم وما سيتمخض عنه من خطوات ومواقف إما باتجاه تسعير الحرب أكثر أو باتجاه إجراء مباحثات سلام ووأد هذه الحرب بين الدولتين تجنباً لحرب عالمية ثالثة.

زر الذهاب إلى الأعلى