القضية الكردية في مرمى الأطراف الدولية

جابر تمو

 نعلم جيدا” بأن التحالفات والتكتلات التي تحدث في العالم وبالأخص بعد القرن الحادي والعشرين تبنى على المصالح المشتركة والتحديات التي تتعرض لها تلك التحالفات وبما أن في السياسة لا يوجد أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون وجميع المشاكل تحل في النهاية على طاولة المفاوضات عاجلا أو آجلا” فعلينا أن نحدد موقفنا أولا” من هو الصديق ومن هو العدو في الوقت الحاضر.

وبما أن القضية الكردية تمَّ تدويلها من قبل القوى الكبرى والتي لها اليد العليا في حل مشاكل المنطقة أو في تأزيمها فعلينا أن نفرق اليوم بين تلك القوى التي تتبنى القضية الكردية كشعب له جذوره في المنطقة وتعترف بأحقية الشعب الكردي في الوجود وبين القوى التي تستخدم الكرد لمصالحها الشخصية في المنطقة ولا تعترف بحقوقه بل تستخدمهم فقط لمصالحها الخاصة.

من هذا المنظور نستطيع إيجاد حلول جذرية لمشكلة القضية الكردية فنحن في الوقت الحاضر والحرب الأوكرانية الروسية مازالت تدور رحاها وبغض النظر من هو المتسبب في هذه الحرب نرى بأن روسيا النووية الخصم الأعنف لحلف الناتو تواجه عقوبات دولية وأصبح العالم كله تقريباً يقف ضدها ويدعم الأوكرانيين وبعد هذه الحرب الشرسة منذ ٨ اشهر نجد ان هناك أصواتاً تنادي بالحل الدبلوماسي وجلوس الأطراف إلى طاوله المفاوضات وإيجاد حلّ سلميّ لها.

من هنا وجب على الكرد أخذ الدروس والعبر وتفهم الوضع السياسي في العالم وألّا ينجروا إلى مماحكات واساليب الترهيب والترغيب من قبل بعض القوى التي لا تريد حلا” جذريا” للقضية الكردية العادلة.

ونعلم جيدا” ان تركيا تستفيد من جميع القوى العظمى ولا تريد أي حل لقضية هذا الشعب.

وبحسب المعطيات والوقائع نجد أن الروس هم الطرف الأقرب لحل القضية الكردية بالرغم من السلبيات التي تشوب العلاقة بين الكرد والروس بينما أمريكا حليفة تركيا الاستراتيجية لم تتطرق بأي شكل من الأشكال إلى حقوق الشعب الكردي في المنطقة بالرغم من مرور ١٢ سنة على الحرب وبالرغم من تعاون الكرد معها في محاربة الإرهاب. بل إنهم ينظرون إلى الكرد بأنهم حليف عسكري ضد داعش فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى