أردوغان وتقديم موعد الانتخابات إلى الرابع عشر من أيار

أردوغان وتقديم موعد الانتخابات إلى الرابع عشر من أيار

 

 

إنّ الرئيس التركي الذي يطمح إلى حكم تركيا لخمس سنوات أخرى يريد أن يضيفها إلى سنوات حكمه الـتي تجاوزت الإحدى والعشرين، ونتيجة لذلك يمارس كافّة الوسائل والطرق للفوز في هذه الانتخابات، والتي يعتبرها مصيرية بالنسبة له ولحكمه، ونتيجة لذلك فقد أعلن عن موعد الانتخابات في /14/ مايو (أيار) بدلاً من منتصف العام الحالي أي تمّ تقديم موعدها شهرًا واحدًا، وبالتأكيد فإنّه يرى بأنّ ذلك يصبّ في مصلحته ومصلحة حزبه، لأنّ كلّ دقيقة تسبق الانتخابات تشكّل فارقا ًكبيراً لدى حزب العدالة والتنمية لحسم النتيجة، ومن هنا يأتي التساؤل: لماذا قدّم الرئيس التركي موعد إجراء الانتخابات وتحديدها في الرابع عشر من أيار بالذات، وما هدفه من ذلك؟

هناك ثلاثة أسباب رئيسة لجعلها موعدًا للانتخابات في هذا التاريخ، وهي:

* المعارضة التركية كانت دائما تطالب بإجراء انتخابات مبكّرة وكانت تصب في مصلحتها، لأنّها بكلّ بساطة كانت قد تهيّأت واستعدّت بشكل جيّد لخوضها، ولكن مع الوضع الحالي فإنّ الأمر مختلف تمامًا؛ فالمعارضة إلى الآن لم تقم بتسمية مرشّح موحّد باسمها خشية أن يقوم أردوغان بوضع العراقيل في طريقه لكي يتفرّد بالترشّح، وخير مثال على ذلك أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الذي  حُكِم عليه بـالسجن لمدّة أحد عشر شهراً، ومنعَه من مزاولة السياسة  بتهمة إهانة رئيس الجمهورية والذي كان المرشّح الأبرز للمعارضة من طرف حزب الشعب الجمهوري (CHP) ومن قبل طاولة الستّة للمعارضة، والتي يرجّح أن ينضمّ إليها لدعمها حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) وهو رابع أكبر حزب سياسي شعبية في تركيا، أو أن يقوم بخوض الانتخابات بمرشّحه الخاص.

* في تاريخ 14 مايو (أيار) عام / 1950م/ فاز الحزب الديمقراطي الذي أسّسه في عام /1946م / عدنان مندريس وأنصاره المنشُقّون عن حزب مصطفى كمال أتاتورك في الانتخابات بأغلبية ساحقة، حيث تُعتبَر الانتخابات الوحيدة في تركيا بعد إعلان الجمهورية لم تتمّ بانقلاب عسكري، ولذلك يعتبر أردوغان نفسه وريث عدنان مندريس الذي تمّ إعدامه لاحقاً، وهو أول رئيس وزراء لتركيا يُعدَم بعد الانقلاب عليه، ولذلك فكلا الحزبين هما من مصافّ الأحزاب الإسلامية في تركيا.

* إنّ إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد سابقًا منتصف حزيران يتزامن مع موعد موسم الحج إلى المقدّسات الإسلامية، وباعتبار تركيا بلداً إسلاميًّا فإنّ فهناك عشرات الآف من المسنّين الأتراك يودّون الذهاب إلى الديار المقدّسة وزيارة قبر النبي محمد(ص) ولذلك فإنّ موعد الانتخابات الجديد مناسب من أجل كسب أصواتهم قُبَيل موعد موسم الحج، لأنّ صوت كلّ ناخب يهمّ أردوغان ويزيد من فرص فوزه بهذه الانتخابات المصيرية بالنسبة له ولحزبه حزب العدالة والتنمية.

الخلاصة: إنّ أردوغان سوف يستعمل كلّ أوراقة من خلال ضرب المعارضة أو اللعب على ورقة اللاجئين أو تقديم وعود للكرد، كما يحصل في كلّ عملية أنتخابية للفوز بها على حساب المعارضة؛ لتحقيق أهدافه وحلمه بإعادة أمجاد أجداده العثمانيين واحتلال المزيد من الأراضي تحقيقًا لمشروعه ” الميثاق الملّي “.

 

زر الذهاب إلى الأعلى